صراخ قيادات مصراتة.. 4 شواهد تؤكد نهاية المليشيات
«ساعة الحسم اقتربت».. عبارة لطالما رددها قيادات الجيش الوطني الليبي خلال الفترة الأخير من المعركة التي أطلقها الجيش لتطهير العاصمة من المليشيات والعصابات المسلحة، فالمشاهد كلها توحي أنها ساعة باتت أقرب إليهم «من حبل الوريد»، فمشاهد تقدم وحدات الجيش العسكرية تتالى في سلسلة تكتب سيناريو الهزيمة لعصابات الوفاق، يقابله انهيارات في صفوف المليشيات تظهر على عبث ألسنة قادتهم تارة وأخرى بين عناصرهم التي تفضح رعبهم وهلعهم من النهايات.
آخر المشاهد وأحدثها في المعركة أعلنتها، أمس الاثنين، القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية التي أكدت في بيان لها رصد عملية نقل 19 مدرعة قادمة من تركيا إلى مصراتة الاثنين 18/11/2019، واستهدافها في غارة جوية فجر اليوم الثلاثاء، في عملية عسكرية كانت نتيجتها إصابة أهدافها وتدمير المدرعات بدقة عالية نتج عنها انفجارات هائلة متتالية نتيجة تخزين أسلحة وذخائر وصواريخ فيها، إضافة للمدرعات.
وزير داخلية حكومة الوفاق «فتحي باشاغا»، خرج فزعا في تغريدة له عبر «تويتر»، مستعيدا مشاهد الرعب والهلع التي أصابت ضحايا الحرب العالمية الثانية التي قادتها النازية الألمانية، فشبه هجوم عمليات القوات المسلحة العربية الليبية ضد الإرهاب والمليشيات بما قامت به ألمانيا بقيادة الجنرال «أدولف هتلر»، ومثل استهداف سلاح الجو الليبي للمدرعات التركية في مدينة مصراتة، بما قامت به الطائرات الألمانية من قصف لمدينة لندن عام 1940.
«باشاغا» يبدو أنه قد فاض به الكيل وتملكه الخوف من النهايات، فختم تغريدته بسؤال يحمل الكثير من المعاني الكامنة في قلوب المليشيات، فيقول متسائلا: «هل لهتلر خليفةً في هذا الزمن؟ والنهاية واحدة»، في إشارة واضحة إلى تشبيه القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر بـ«هتلر»، لكنه تناسى الفرق الشاسع بين أهداف الجنرالين، فـ«هتلر» كان هدفه الغزو وأحلام التوسعية النازية والجنس الآري، أما الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر، فأعلنها منذ انطلاق أولى عملياته العسكرية في العاصمة وهو استرداد ليبيا وإنهاء سطوة المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية لعودة الاستقرار والأمن في البلاد.
من «باشاغا» إلى «محمد قنيدي» آمر ما يسمى «الاستخبارات العسكرية بالبنيان المرصوص» في مدينة مصراتة، والذي هاجم حكومة الوفاق الذي يقاتل في صفوفها في مداخلة تلفزيونية مع «قناة التناصح» الذراع الإعلامي للمفتي الإرهاب «الصادق الغرياني»، قائلا: «الصخيرات انتهت ولم يعد هناك شيء اسمه حكومة الوفاق ولدي اجتماع خلال يومين مع القادة وسنشكل حكومة حرب جديدة ولا يهمنا من سيعترف بها أو يرفضها، الرئاسي وإدارات الجيش الحالية مليئة بالأزلام وبها أيادي سوداء».
يبدو حالة العبث والفوضى والخوف والرعب لم تترك أحدا من المليشيات أو الداعمين لها إلا وقد بدت ظاهرة علة وجوهم وألسنتهم، نبتعد قليلا عن قادة المليشيات لنقترب من المثقفين والكتاب والفنانين بمصراتة الذين غلب عليهم الصوت الجهوي، فانضموا إلى المهاجمين لحكومة الوفاق، أبرزهم كان «يوسف خشيم» الكاتب والممثل المسرحي الذي سخر في تدوينه له عل موقع «تويتر» من موقف حكومة السراج من قصف مصراتة، حيث قال: «يا أصحابي مؤكد أن رئيسنا (يقصد السراج) لم يصل إليه خبر قصف مصراتة لأن سلامة (يقصد المبعوث الأممي لليبيا) لم يبلغه.. نوم العوافي».
مشاهد الانهيار هناك وهناك شاهدة على انهيار تلك المليشيات، منها أيضا مشهد القبض على الإرهابي «جوهر علي الجازوي» وهو أحد أبرز الداعمين للمليشيات إعلاميا في صورة مهينة ومذلة بالضرب والدهس بالأقدام والسحل على الأرض بعد أن نشر مقطع فيديو فجر الثلاثاء 19 نوفمبر الجاري، يفضح انهيار المليشيات ورعبهم من بعد قصف جوي لسلاح الجو الليبي استهدف مخازن للسلاح ومعدات عسكرية في مصراتة.