جبريل العبيدي: «السراج» اتفق مع أردوغان لنهب ثروات ليبيا
قال الكاتب والباث الليبي جبريل العبيدي، إن القراءات الخاطئة للأزمة الليبية تعدَّدت بسبب تنوع الرؤى والنظرة والمنظور للأزمة الليبية، مشيرا إلى أن هناك دولا تراها من خلال الملف الاقتصادي وترغب في ضمان حصتها في العقود والصفقات، بينما دول أخرى تولي الملف الأمني أهمية قصوى، وهو التشخيص الأقرب للحالة الليبية التي هي أزمة أمنية وليست سياسية.
وأضاف «العبيدي»، في مقال نشرته صحيفة «الشرق الأوسط اللندنية» اليوم السبت، أن بعثة الأمم المتحدة تعاطت مع الأزمة بشكل خاطئ، من خلال ستة مبعوثين حتى الآن فشلوا جميعهم بسبب التشخيص الخاطئ لطبيعة الأزمة الليبية.
وأوضح أن حالة الاستقطاب الإقليمي والتنافس الدولي بين إيطاليا وفرنسا مثلاً على إدارة التسوية السياسية، في ظل وجود فوضى سلاح تربَّت وترعرعت طوال ثماني سنوات، تمكَّنت من خلالها هذه الميليشيات من إحداث تموضع وتمركزات لها في ليبيا.
وأكد أن الأزمة الليبية تحولت إلى حروب بالوكالة وصراع شركات نفطية على ثروة البلاد النفطية كصراع شركتي توتال وأيني وبرتيش بتروليوم، ومطامع تركيا في غاز شرق المتوسط وليبيا خاصة، الأمر الذي جعل إردوغان يعقد اتفاقية مع حكومة الوفاق غير الدستورية، وهي اتفاقية نهب الثروات الليبية بمزاعم ترسيم الحدود الليبية التركية، الدولة غير الحدودية أصلاً مع ليبيا.
وشدد على أن مطامع إردوغان في غاز المتوسط، ودعمه المستمر والمجاهر به لميليشيات طرابلس وجعل ليبيا بيت مال الإخوان، كان سبباً رئيسياً في تردي الأوضاع وحالة الفوضى في العاصمة طرابلس، وتسبب دعمه في عرقلة جهود الجيش الليبي لتحرير العاصمة من الميليشيات وغيرها للاستحواذ على الكيكة الليبية، هو ما عقَّد المشهد الليبي.
ولفت إلى ما نشره موقع «فورين بوليسي» عن الباحث صموئيل رماني، حيث قال إن تنافس الدول الخارجية على عقود الإعمار في ليبيا يعرقل وضع حد للصراع ونهاية الحرب فيها.
ونوه أن الليبيين ضحية للتدخل الأجنبي في الأساس، وتجمع الهاربين والفارين من التنظيمات الإرهابية من دول الجوار، بل ووجود قيادات عابرة للحدود مثل الجزائري الإرهاب الكبير مختار بن مختار والتونسي أبو عياض والمصري عشماوي وأبو عامر الجزراوي «والي طرابلس» في تنظيم «داعش» وأبو معاذ التكريتي وغيرهم من قيادات «القاعدة»، و«داعش» التي كانت تدير الصراع، قبل أن يسحقها الجيش الليبي الذي عاد كالمارد من تحت رماد الناتو ليعيد السيادة الليبية المستباحة.