“سيالة” يستغيث بالخارج.. اتصالات مكثفة وسط خسائر فادحة
تتداعي حكومة الوفاق التي يترأسها فائز السراج يوما بعد يوم، وسوف يعجل سقوطها، قراراها باتخاذ تركيا التي تعادي المجتمع الدولي حليفا لها، وأعقاب توقيعهما اتفاقيتين أمنية وبحرية، انقلبت الطاولة على الاثنين، ليكتشفا هجوم إقليمي ودولي خارج توقعاتهما جراء انتهاكما للقوانين والأعراف الدولية، ليجد “السراج”نفسه بين مطرقة الرفض الدولي ومطرقة خسائر ميليشياته يوما بعد يوم فى طرابلس.
توقيع السراج على هذه الاتفاقية، عزله عن محيطه الإقليمي على الأرض والبحر، ليجد نفسه فى عزلة، فمصر واليونان، هى الدول المجاورة لليبيا، هاجما هذا الاتفاق الغير شرعي، وخلال اجتماع وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره اليوناني نيكوس دندياس، مطلع هذا الأسبوع أكدا أن توقيع السراج مذكرتي التفاهم بين أنقرة ، غير شرعي، وليس من صلاحياته توقيع مذكرات مع دول أخرى خارج إطار الصلاحيات المقررة في اتفاق الصخيرات، الذي رعت إتمامه الأمم المتحدة شمل أطراف الصراع في ليبيا.
وفى الوقت الذي طردت فيه اليونان سفير حكومة السراج،بعدما أ‘لن وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس في مؤتمر صحفين ، إن محمد يونس عبد المنفي أمامه 72 ساعة لمغادرة البلاد، هاجم سامح شكري وزير الخارجية المصري خلال كلمته اليوم الجمعة في منتدى روما للحوار المتوسطي، بإيطاليا، حكومة السراج قائلا، عليها الالتزام باتفاق “الصخيرات” الموقع في المغرب أو أن تفقد شرعيتها، مشيرا إلى أن التهديد الإرهابي في ليبيا يتوسع ويهدد دول الساحل وليس ليبيا نفسها.
وحين استنجد فائز السراج بالحكومة الأمريكية، لإيقاف نزيف الخسائر بميليشياته التي تسيطر على طرابلس، وقد سافر على رأس وفد من حكومته للقاء المسؤولين الأمريكيين ، الشهر الماضي، للاستغاثة بهم، لم تكن ردودهم كما يتوقعه، لتستمر خسائر الميليشيات، وجاء بيان وزارة الخارجية الأمريكية “فضفاضا”، ولم يحقق تقدما سياسيا وجاء فيه: “اجتمع سفير الولايات المتحدة نورلاند برئيس الوزراء سراج يوم 25 نوفمبر، وقد ناقشا آفاق وقف الأعمال العدائية حول طرابلس والجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للنزاع في ظل تصاعد التدخل الروسي”.
الاتحاد الأوروبي بدوره، رفض الاتفاقية، وطالب كل من حكومة الوفاق وتركيا، بتسليم نسخة من مذكرة التفاهم الموقعة بينهما دون أي تأخي، كما دعا إلى ضرورة احترام القانون الدولي للبحار ومبادئ علاقات الجوار الحسن وسيادة جميع الدول المتشاطئة وحقوقها السيادية في المناطق البحرية، بما فيها الحقوق المقرر للجزر التابعة لها، مؤكدا أنه يقف متضامنا بشكل كامل مع اليونان وقبرص بشأن التحركات الأخيرة من جانب تركيا في شرق البحر المتوسط، بما في ذلك بحر إيجه، مضيفا ، على تركيا أن تحترم سيادة جميع الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي وحقوقها السيادية.
فى ظل الرفض الإقليمي والدولي لهذه الاتفاقية، يقبع “السراج” بين مطرقة الرفض الدولي وسندان الخسائر المتتالية لميليشياته فى الداخل والتي سيطرت على طرابلس، وفى محاولة لحشد دولي، كثف وزير خارجيته محمد طاهر سيالة من اتصالاته ولقائاتة بالدبلوماسيين ووزراء خارجية الدول لإقناعهم برؤية “السراج”، وقد التقى سيالة، على هامش مؤتمر أمن المتوسط المنعقد في روما بالرئيس التشادي إدريس ديبي،وتناول اللقاء الوضع الراهن في ليبيا والعاصمة طرابلس خاصة، وقد أحاط “سيالة”، الرئيس التشادي بتطور الأوضاع وما وصفه بـ”العدوان” على العاصمة طرابلس، من جانبه أكد الرئيس التشادي دعمه للحل السياسي في ليبيا وأنه لا حل عسكري للأزمة الراهنة مضيفا أنه يتطلع لتطوير العلاقات الثنائية بين ليبيا وتشاد.
والتقي أيضا “سيالة”، بوزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير،وقد تناول اللقاء آخر المستجدات في الملف الليبي، وما وصفه الإيجاز بـ”العدوان” على العاصمة طرابلس، ودور السعودية ومساعيها للوصول لحل سياسي ينهي الأزمة الليبية.
وفى محاولة لشرعنة الاتفاقة وبحث عن حلفاء، أجرى وزير الخارجية بحكومة الوفاق محمد الطاهر سيالة، اتصالا هاتفيا مع كل من وزير خارجية الأردن وشؤون المغتربين أيمن الصفدى ، ونائب وزير خارجية الكويت خالد الجار الله، لوضعهما على المستجدات الأخيرة للملف الليبي والتحذير من محاولات بعض الدول المساس بشرعية حكومة الوفاق باعتبارها الحكومة الشرعية وفق ما نص عليه الاتفاق السياسي الموقع في مدينة الصخيرات المغربية والذي تم اعتماده في مجلس الأمن الدولي.
وأجرى ” سيالة” اتصالًا هاتفيًا بكل من الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية لسلطنة عُمان يوسف بن علوي ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، تناول خلالهما الجهود الدولية والأممية لوضع حد لما وصفه بـ”العدوان” على العاصمة طرابلس، بحسب خارجية الوفاق التى أكدت فى يجاز صحفي أن هذه الاتصالات تأتي في إطار المشاورات المستمرة بين وزراء الخارجية العرب من أجل بلورة موقف موحد لوقف العدوان على طرابلس والعودة للعملية السياسية بما يتماشى والمبادرة التي أطلقها رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج” على حد قوله.
يبحث “سيالة” عن حلفاء إقليميين ودوليين لحكومته، فى توقيت تعاني فيه الميليشيات التى ترعاها حكومة الوفاق من خسائر فادحة فى الأرواح والمعدات، بعد انتصارات ساحقة حققها الجيش الوطني الليبي على المحاور كافة، ووفق بيانات رسمية صادرة عن القوات المسلحة، فإن قواتها اقتربت من تحرير طرابلس.