وزير خارجية إيطاليا من ليبيا: روما فقدت موقعها.. وسنعين مبعوث خاص ودائم
قال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، إن روما فقدت موقعها في ليبيا، ولا يمكننا إنكار ذلك، لكن هذه هي اللحظة التي يتوجب فيها علينا لعب الدور الطبيعي للمحاور الرئيسية، لدعم الصداقة الدائمة مع الشعب الليبي، بحسب صحيفة “إل ماسجيرو” الإيطالية.وقالت الصحيفة، أمس الثلاثاء، إن لويجي دي مايو، طار إلى طرابلس وبنغازي وطبرق لمقابلة أبطال الأزمة الرئيسيين، بدءاً من رئيس وزراء حكومة “الوفاق” فائز السراج والقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر لنقل رسالة، نيابة عن أوروبا، مفادها أن “الحل لا يمكن أن يكون عسكريا”، على حد وصف الصحيفة.وأعلن وزير الخارجية الإيطالي، أيضا، تعيين مبعوث خاص ودائم.وعن اجتماعاته في ليبيا، قال لويجي دي مايو: “كانت اجتماعات اليوم مهمة مع السراج استمعنا إلى بعضنا البعض، أما حفتر سنرى بعضنا البعض في روما في الأسابيع المقبلة».وأضاف دي مايو عقب عودته من مهمته إلى ليبيا- وفق صحيفة “إل ماسجيرو” الإيطالية- : “أود أن أعمل في مهمة ثانية في ليبيا، ربما مع قيادة أوروبية، بحضور المفوض الجديد للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل”، موضحا: ” من المهم أن نشعر بالوجود الأوروبي في ليبيا”.ولفت الصحيفة، إلى أن مهمة وزير الخارجية الإيطالي، وهو ممثل حكومي إيطالي في ليبيا من عام (آخرها مهمة جيوزيبي كونتي في 23 ديسمبر 2018)، تأتي في مرحلة وصلت فيها المعركة حول العاصمة إلى منعطف جديد، بعد شهور من هدوء الصراع، حيث واصلت قوات “حفتر” زيادة الضغط لدخول المدينة.وعبر دي مايو للمسؤوليين الليبيين عن قلق الأوروبين إزاء تصاعد العنف، مما أسفر عن إعلان مشترك بين برلين وباريس وروما، تدعو فيه جميع الأطراف لوقف دائم للأعمال العدائية واستئناف المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة، على حد قول الصحيفة.في طرابلس، التقى وزير الخارجية الإيطالي بكامل موظفي حكومة “الوفاق”، بمن فيهم رئيس الوزراء فايز السراج، وأكد دي مايو مجددًا أن إيطاليا “تدعم جهود مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة للعودة إلى العملية السياسية”.أوضح دي مايو، أنه من الضروري أن يترك مؤتمر “برلين” المقرر عقده في شهر يناير بصماته، بمعنى أن تفهم جميع الأطراف الإقليمية المشاركة في اللعبة الليبية أن دعمهم العسكري لأطراف النزاع لن يجلب أي خير، وهي رسالة موجهة قبل كل شيء إلى تركيا، والتي تقدم الدعم على أرض الواقع السراج، كما فعلت ذلك في سوريا، وفقا للصحيفة الإيطالية.ومن جهته، اعترف “السراج” بالالتزام الإيطالي التقليدي في دعم حكومته، مشيرًا إلى أنه لا يمكن التشكيك في “وحدة الأراضي الليبية وتعزيز السيادة الوطنية”، وزعم أن حفتر لم يظهر أي إشارة على الرغبة في إلقاء السلاح، وأن طرابلس رهينة “للمليشيات والإرهابيين”.وأشارت الصحيفة إلى أن دي مايو التقى المشير خليفة حفتر في بنغازي، لمحاولة الوساطة- في إشارة إلى حقيقة أن إيطاليا تدعم حكومة الوفاق، وأيضا لم تقطع الاتصالات مع قائد الجيش المشير خليفة حفتر مطلقًا.وأوضحت الصحيفة، أن دي مايو أجرى أيضا محاولة مماثلة في طبرق، حيث التقى المستشار عقيلة صالح، رئيس البرلمان الليبي، من أجل إعادة الأمل الأمل في الدبلوماسية الإيطالية والأوروبية، لإعادة تأسيس خيوط الحوار التي بدت وكأنها قد بدأت بشكل جيد بعد قمتي باريس وباليرمو في 2018، غير أنها انقطعت فجأة في أبريل الماضي، عندما بدأت عملية تحرير طرابلس.