الغنوشي: هناك من يعتقد أن أي نجاح لتركيا والسراج سيؤثر سلبا على تونس
قال راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي ورئيس حزب النهضة الإسلامي، الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين في تونس إن جهود تونس في الملف الليبي لم تفشل.و أضاف الغنوشي، في حوار مع موقع “العربي الجديد” القطري : “كان يجب تعزيز المخابرات التونسية خصوصاً في ملف الإرهاب، وتلقينا العديد من الضربات الإرهابية لأن الملف الليبي تُرك جانباً، فتضررت مصالحنا الأمنية والاقتصادية، وخير مثال على ذلك مؤتمر برلين، فلم تتم دعوتنا ودعينا بعد وساطات وبصفة متأخرة، ونحن مسؤولون عن ذلك لأننا لم نُعدّ لهذا الملف ولأننا لم نكن حاضرين، وهذه ليست مسؤولية الرئيس الحالي أو الحكومة الحالية بل تراكم مسيرة 7 و8 سنوات من الإعراض عن الملف الليبي وترك جهات أبعد ما تكون عن ليبيا تتدخّل”.وعن لقائه رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، قال الغنوشي: نعم التقيت عقيلة صالح في اجتماع رؤساء البرلمانات العربية ودعوته لزيارة تونس لنبحث ما يمكن فعله لإطفاء النيران في ليبيا ووعدني أنه سيأتي إلى تونس إذ لا يمكن فعل شيء من دون أن تكون لنا علاقات مع كل الأطراف لإطفاء النيران هناك”.وأردف الغنوشي، للأسف لم نفعل شيئاً في الملف لأننا انشغلنا بخلافاتنا الداخلية ونظرنا إلى هذا الصراع على أن له انعكاساً على تونس وصراع النخب في تونس مع أو ضد الإسلاميين كان له تأثير في تعاملنا مع ليبيا ولقد كانت هناك خشية من تأثير الصراع على أوضاعنا الداخلية وهناك من يخشى من النخبة ويعتبر أن أي خطوة أو إنجاز للإسلاميين في الخارج سيكون له انعكاس سلبي على أوضاعهم في تونس إذا أنجزت تركيا شيئاً ينظر على أنه خطر على تونس وإذا نجحت حكومة فائز السراج في تحقيق أي إنجاز قيّم ينظرون على أنه سلبي لتونس.وتابع، أنه عندما وصل الرئيس السبسي إلى السلطة أرسى نوعاً من الحياد بعدما كانت بعض الحكومات التي سبقته تذهب غير ذلك والأصل ألا نكون محايدين أمام مصالحنا وليبيا مصلحة كبرى لتونس بل إن العديد من المشاكل في تونس لا تحل إلا بالتعاون مع ليبيا والجزائر والعلاقات معهما تحتل الأولوية المطلقة ضمن العلاقات الدولية ولكننا لم نتعامل هكذا لأننا لم نطور علاقتنا مع الجزائر ولا مع ليبيا ولم يتم بذل قدر كافٍ من الجهد، وفقاُ لقوله.واستطرد رئيس حزب النهضة الإسلامية، بعض الحكومات التي مرت لوقت قصير يقصد حكومة مهدي جمعة كانت قد قاطعت المطارات الليبية وأصبح زعماء غرب ليبيا يخضعون للبحث والمراقبة في تونس، ولا يُعرَف كيف أدرجت أسماؤهم في سجلات الأمن التونسي، وبالتالي كان بالإمكان القيام بدور كبير في المصالحة الليبية لان الليبيين يرتاحون لتونس أكثر من أي دولة أخرى، ولكن تم التمسك بالحياد بسبب خلافات النخبة.وأردف، نعم طالما أن الوضع غير مستقر والنار مشتعلة، فهناك مجال للتحرك، والأرجح والمفترض ألا نخرج من ليبيا ولا نغلق سفارتنا فيها، فإيطاليا لم تغلق سفارتها ولا أظن أن مصالح إيطاليا هناك أكبر من مصالح تونس وكان من المفترض أن نرابط هناك، ولكن افتُعلت مشاكل عدة لبعض الضباط التونسيين كرئيس الاستخبارات الذي حاول أن يلعب دوراً وكان له علاقات في ليبيا لمحاربة الإرهاب ولكن تحوّل إلى متهم.