ليبيا

خبراء عسكريون يكشفون أسرار سقوط الطائرات المسيرة فى ليبيا

أعقب سقوط طائرة مسيرة تركية في سوريا  الثلاثاء، سقوط طائرتين تركيتين في ليبيا،بعدما كشف اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي إسقاط طائرة مسيرة تركية، جنوب العاصمة طرابلس، بعد إقلاعها من مطار معيتيقة، والتي تبين أنها من طراز “بيرقدار TB2” تركية الصنع، وقبلها بساعات، استطاعت قوات النظام السوري إسقاط طائرة مسيرة تركية من طراز “أنكا – اس”، باستخدام دفاعات جوية من طراز “بانتسير S1” روسية الصنع، في محيط قرية “داديخ” في محافظة إدلب السورية.وشهدت ليبيا على وجه الخصوص، سقوط طائرات مسيرة تركية منذ بداية الهجوم الذي أطلقه المشر خليفة حفتر ضد مليشيات حكومة السراج في أبريل 2019، لاستعادة العاصمة الليبية طرابلس، وتمكنت  قوات المشير  حفتر إسقاط طائرات مسيرة تركية في 18 فبراير، وفي 23 و12 و2 يناير، هذا إلى جانب الطائرات التي أسقطت خلال العام الماضي منذ إطلاق حفتر الموجة الثانية من الهجوم في 12 ديسمبر 2019.وعلى عكس المدرعات التركية التي دمرت في ليبيا وأرجع البعض سبب ذلك إلى عدم خبرة الجنود الليبيين الذين يستخدمونها، فإن الطائرات المسيرة يقودها متخصصون أتراك من مراكز قيادة في طرابلس، بحسب تقارير سابقة، وتعتبر تركيا من الدول المتقدمة في استخدام الطائرات المسيرة، إذ بدأ مشروع الطائرات المسيرة التركية على يد “سلجوق بيرقدار” صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أو كما يعرف بـ “عراب الطائرات المسيرة”، إلا أن الخسائر الأخيرة التي لحقت هذه الطائرات طرحت سؤالا بخصوص كفاءتها.الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، محمد منصور، يرى  فى تصريحات نقلها “موقع الحرة”، أن السبب الرئيسي في إسقاط الطائرات التركية هو قرب قوات المشير حفتر من مطار معيتيقة في طرابلس، ومحدودية الممرات المتوفرة لإقلاع هذه الطائرات، وبالتالي، يتيسر رصدها، واستهدافها بسهولة، حيث غالبا ما يكون الاستهداف عقب إقلاع الطائرات مباشرة، وقبل أن تنفذ أي عمليات،مضيفا  منصور إلى أن الطائرات المسيرة تحتاج إلى أن تظل على ارتفاعات منخفضة كي تنفذ هجماتها، مما يسهل عملية الدفاعات الجوية التابعة لقوات  المشير حفتر.وبدأ وصول  طائرات مسيرة تركية لأول مرة في يونيو 2019، وطائرات أخرى وكان على متنها أسلحة ومعدات مقدمة من جانب إنقرة إلى حكومة فايز السراج، و يوجد في العاصمة الليبية طرابلس فريق تركي مسؤول عن تشغيل طائرات “بيرقدار” المسيرة، فيما حاول مسؤولون من حكومة الوفاق نفي هذه المعلومات في بادئ الأمر، وبجانب عامل الجغرافيا، لفت منصور إلى مشاكل فنية لدى الطائرات المسيرة التركية خلال العلميات العسكرية، مثل محدودية وزن الذخائر التي يمكن لهذه الطائرات تحميلها سواء طائرات “بيرقدار” التي تشغلها تركيا في ليبيا أو سوريا، أو الطرز التركية الأخرى.ويتراوح وزن القذيفة من 45 إلى 65 كيلوغراما، كما أن المدى الإجمالي للطيران لا يتعدى 150 كيلومتر، مما يجعل الطائرة محدودة المناورة والفاعلية، بحسب منصور، وبمقارنة البيرقدار التركية مع طائرات هجومية أخرى، فإن “غراي إيغل” الأميركية على سبيل المثال، يمكنها الطيران لمسافة 400 كيلومترا بشكل متواصل، فيما تستطيع حمل ذخائر تتعدى حاجز الـ 300 كيلوغرام.أما المحلل العسكري والاستخباراتي، باباك تقوائي، فقال فى تصريحات نقلها  “موقع الحرة”، إن أحد أهم أسباب سقوط عدد كبير من الطائرات التركية هو “زيادة عدد ساعات الطيران،مضيفا، أنه مع تزايد أعداد الطلعات الجوية وأنشطة الطيران، فمن المؤكد تزيد فرص السقوط بالأنظمة الصاروخية التي لدى قوات حفتر والنظام السوري،مؤكدا أن إسقاط الطائرات التركية المسيرة بهذا المعدل، يظهر الاستخدام المتزايد لها من جانب قوات حكومة الوفاق والقوات التركية في ليبيا، في العمليات الهجومية.وفي مايو 2019، كشف موقع “نورديك مونيتور” عن رسائل عسكرية سرية تعود لعام 2016، حيث يظهر وجود عيوب في طائرات “بيراقدر” تتعلق بأنظمة الاتصال والقدرات الهجوميةالباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، محمد حسن، يرى وجود سبب آخر لسقوط الطائرات التركية في ليبيا، وهو التسليح الذي حصلت عليه قوات المشير خليفة حفتر، حيث لدي الجيش الوطنيدفاعات جوية روسية الصنع من طراز “بانتسير S-1″، والتي مكنتهم من إسقاط الطائرات المسيرة التركية بشكل دوري.وكان تقرير للنسخة التركية من صحيفة “إندبندنت” توجهت بالسؤال لمسؤول عسكري تركي حول سبب فشل المدرعة، مشترطا عدم كشف هويته، قائلا إن “المشكلة الحقيقية تكمن في عدم تمرس المقاتلين الليبيين التابعين لحكومة السراج في استخدام هذه المركبات، فقد تم منحهم مركبات تصل قيمتها إلى 200 أو 300 ألف دولار. وعندما يتعثرون يهربون من المدرعة للنجاة بحياتهم”، إضافة إلى هذا، رصدت تقارير عسكرية ليبية عيوب في صناعة هذه المدرعات، وعدم ملائمتها للمهمات التي أرسلت إليها في ليبيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى