تركيا تدفع بالمهاجرين على أبواب أوروبا في محاولة لإنقاذ «عنقها بإدلب»
دفعت تركيا، سريعا بورقة المهاجرين لابتزاز المجتمع الغربي، بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها في الأرواح والمعدات العسكرية في القصف المتواصل لقوات الجيش السوري على تمركزاتهم في محافظة إدلب السورية، مساء أمس الخميس وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، في محاولة منها للضغط على القارة الأوروبية من أجل التدخل لإنقاذها ومساندتها عسكريا في معركة إدلب بجانب التغاضي عن جرائمها ومخالفاتها في ليبيا ومنطقة المتوسط.وأقدمت أنقرة على الدفع بالمهاجرين على أبواب أوروبا، من خلال الزج بهم في ولاية أدرنة الحدودية مع اليونان، تزامنا مع انطلاق الاجتماع الطارئ لحلف الناتو ببروكسل بناء على طلب تركيا من أجل إنقاذها بعد مقتل وإصابة ما يقرب من 70 جنديا لها في إدلب، في محاولة منها للضغط على الحلف والمجتمع الدولي لإنقاذها.محاولة يائسةإلا أن الصحفي المستقل في بروكسل علي أوحيدة، قال إن عقد حزب الناتو، اجتماعا طارئا، اليوم الجمعة، بناء على طلب تركيا، سيكون على مستوى السفراء فقط للتشاور وليس لدعم تركيا عسكرية.وأكد “أوحيدة” في تغريدة له عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “توتير”، إن اجتماع الناتو اليوم بطلب من تركيا على مستوى السفراء وفق المادة الرابعة من ميثاق الحلف وليس المادة الخامسة.وتنص المادة الرابعة لاتفاق حلف شمال الأطلسي، على أن يتشاور الأعضاء مع بعضهم البض عند إحساس أي منهم بأن سلام المنطقة أو الاستقلال السياسي وأمن أحد الأطراف مهدد.وتابع أوحيدة عبر حسابه:” أن المادة الخامسة تعني تضامن الدول الأعضاء مع دولة عضو، وأردوغان بعيد جدا على تفعيل هذه المادة التي لم يركن لها الحلف سوى مرة واحدة بعد هجمات 11سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية”.وتنص المادة الخامسة على أن الهجوم على إحدى دول الحلف سوف يُعامـَـل على أساس أنه هجوم على بقية الأعضاء جميعاً، وأن الحلفاء ملزمون بالرد عليه، وأن استخدام القوة العسكرية يُـعـَـد أحد الخيارات في هذه الحالة.وكانت تركيا حصلت من أوروبا على مساعدات ضخمة مقابل صد أي تدفق للاجئين إلى القارة، لكن أنقرة دأبت على “ابتزاز” الأوروبيين دائما بورقة النازحين من أجل الحصول على أكبر مكسب ممكن.أنقرة تهدد وتتوعدولجأ حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، إلى تهديد أوروبا بالمهاجرين، على لسان متحدثه الرسمي عمر جليك، والذي قال، اليوم الجمعة، إن بلاده ليس بوضع جيد حاليًا يجعلها قادرة على ضبط اللاجئين وإيقافهم”.وأضاف جليك:” تركيا لن يكون بمقدورها من الآن فصاعدًا أن تتحمل ضغط مسألة اللاجئين، لتركيا قدرة تحمل وصبر، نفدت بالفعل، ومن ثم لم يعد بمقدورها مواصلة الضغط كما كانت بالسابق”.واتهم “جليك” عقب تلويحه بورقة المهاجرين، الاتحاد الأوروبي بالتخاذل حيال ما تتعرض لها تركيا قائلًا:” لقد سئمنا من الإدانات، والتصريحات، فالشيء الذي يتعين على أوروبا فعله هو كيفية تقديمها الدعم لأنقرة”.وتابع:” الآن عليهم دعم تركيا بالأفعال لا الأقوال، فعليهم أن يظهروا ذلك، وفيما عدا ذلك فإنه لا يوجد أي شيء يشكل أهمية لأنقرة”.صدور الأوامرفيما قال مسؤول تركي رفيع، إن أنقرة قررت عدم منع اللاجئين السوريين من الوصول إلى القارة سواء برا أو بحرا، بحسب “رويترز”.ونزح نحو مليون شخص على الأقل من إدلب السورية، حيث قال المسؤول لـ”رويترز”، إن “الأوامر صدرت” لقوات الشرطة وخفر السواحل وأمن الحدود في تركيا، بعدم اعتراض اللاجئين إذا أرادوا دخول أوروبا.وعلى الفور، بدأت تركيا في تنفيذ تهديدها، وسط حالة ترويج واسعة لها من قبل وكالاتها الرسمية في البلاد “الأناضول” مستعينة بصور وفيديوهات ترصد حركة النازحين بالمدن القريبة من اليونان، ودخول ولاية أدرنة الحدودية، استعدادا للانتقال لأوروبا عقب الأنباء التي قالت إن تركيا لن تعيق عبور المهاجرين نحو أوروبا.ومنذ ساعات الليل، توجه عشرات المهاجرين غير النظاميين، إلى أدرنة، ومن ثم بدأوا السير نحو المناطق الحدودية، وسار المهاجرون على شكل مجموعات وبينهم نساء وأطفال، نحو القرى الحدودية، انطلاقا من أماكن مختلفة في الولاية، وفقا لـ”الأناضول”.وشهد تدفق المهاجرين ازديادا ملحوظا في ساعات الصباح، الجمعة، حيث شرعوا في القدوم إلى أدرنة بالحافلات وسيارات الأجرة، وبدأ المهاجرون التوجه إلى عدة نقاط في الولايات الغربية.اجتماع الناتووفي سياق متصل، عقد حلف الناتو، اجتماعا طارئا، اليوم الجمعة، بناء على طلب تركيا عقب مقتل عدد من جنودها في محافظة إدلب السورية، وقال أمين عام حلف شمال الأطلسي “ناتو” ينس ستولتنبرغ، إن الحلف يدين الهجمات التي يشنها الجيش السوري، وداعمته روسيا دون تمييز بإدلب، مطالبهما بوقفها، على حد قوله.وأضاف أمين عام الحلف، لـ”الأناضول” التركية، إنه تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، بشأن الهجوم الذي أسفر عن مقتل 33 جنديًا تركيًا، وفقا لما أعلنه والي مدينة «هطاي» التركية رحمي دوغان.وطالب ستولتنبرغ، سوريا وروسيا بالالتزام بالقانون الدولي، ودعمهما لمساعي السلام التي تبذلها الأمم المتحدة، مطالبًا كافة الأطراف بضبط النفس.وتابع:” على كافة الأطراف تخفيف التوتر، والعمل على الحيلولة دون تفاقم الأوضاع الخطيرة، ولا سيما الإنسانية منها لأسوأ من ذلك في المنطقة”.وأعلن والي مدينة «هطاي» التركية رحمي دوغان، اليوم الجمعة، مقتل 33 جنديا تركيا جراء قصف جوي لقوات الجيش الوطني السوري، على تمركزات للقوات العسكرية التركية في إدلب.