(مكالمة مسربة).. “المشري” يطلب من موسكو التوسط لدى سيف الإسلام ويقايض بتحرير روسيين مخطوفين مقابل لقاء بين بوتين والسراج
حصلت “الساعة 24” على تسجيل صوتي لمكالمة هاتفية بين رئيس المجلس الاستشاري خالد المشري وعضو صندوق حماية القيم الوطنية الروسية يونس أبا زيد.ويكشف المقطع الصوتي محاولة المشري خلال المحادثة ابتزاز موسكو للإفراج عن باحثين روسيين اعتقلتهما المليشيات المسلحة التابعة لفائز السراج منذ أكثر من عام، بالتغاضي عن محاكمتهما أمام القضاء في ليبيا، مقابل ترتيب “صندوق حماية المواطنة الروسية” مقابلة رسمية للسراج مع الرئيس فلاديمير بوتين، ويعلن بعده في بيان تأييده لحكومة “الوفاق”.كما كشفت المحادثة الهاتفية عن طلب المشري القيادي بجماعة الإخوان المسلمين المدرجة على قائمة الإرهاب في ليبيا، من موسكو التوسط مع سيف الإسلام القذافي، على عكس الصورة التي يصدرها التنظيم في وسائل الإعلام أمام مناصريه من المليشيات.وفي بداية التسجيل الصوتي طلب “أبو زيد” من المشري إطلاق سراح مكسيم شوجليه وسامر سفيان، ورد القيادي الإخواني بأنه تحدث مع السراج بشأنهما وأخبره بأنهم لديهم أدلة واعترافات بأن الشابين الروسيين يعملان لصالح سيف الإسلام القذافي ويتواصلان مع جماعة (القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة) حفتر.وأكد عضو الصندوق الروسي أن الباحثين المعتقلين تواصلا مع المشير خليفة حفتر وسيف الإسلام لكنهما لم يكونا يعملان لصالحهما، وإنما في إطار دراسة اجتماعية يقومان بها.وحاول القيادي الإخواني ابتزاز عضو الصندوق الروسي، قائلا: “إنهما يعاملان معاملة جيدة، ونحن لن نصعّد في الموضوع إعلاميا أو غير ذلك، أيضا نحن نحاول أن لا تتحول القضية إلى القضاء، لأنه إذا وصل الملف إلى القضاء يصعب بعد ذلك التحدث فيه، ولهذا سنسعى إلى حل الأمر بطرق ودية تحقق منفعة للطرفين”.وقال المشري: “السراج لديه رغبة في زيارة روسيا، ولقاء الرئيس بوتين وأن يخرج من اللقاء بيان يُبين أن روسيا تقف مع الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن”.وقاطعه عضو الصندوق الروسي: “لكن روسيا موقفها حيادي نحن لا نأخذ بطرف من الأطراف، وفي روسيا لا نقبل بالابتزاز، وأنتم تطلبون لقاءً مع القيادة العليا لروسيا، بينما صندوق حماية القيم الشعبية هو صندوق عام، ولا يمكننا ترتيب هذا اللقاء”.ورد المشري: “ظاهرا لن يكون مرتبطا، ولكن هذا سيسهل الأمر كثيرا”، وعقّب عضو الصندوق الروسي: “الخيار الأمثل أن ترجعولنا الشباب ونحن من طرفنا نقول إن حكومة الوفاق لم تستغل اعتقال الشباب وأعادتهم دون مشاكل، لازم تفهموا إن المنطق الروسي لمبدأ أعطيني لأعطيك، هو أمر غير مقبول بتاتا”.وأضاف المشري: “لم نطلب شيئا غير منطقي، لكن في المقابل لو راحوا إلى القضاء سيكون الأمر معقدا، نحن لا نسعى إلى تعقيد الأمور”.وتساءل عضو المجلس الروسي: “مع كل احترامي.. كيف يمكن إطلاق سراح أناس خالفوا نظام تأشيرة الفيزا مقابل موقف رسمي لروسيا؟”.وقال المشري: “هذه ليست مقايضة لكن أيضا وضعنا صعب”، وأردف عضو الصندوق الروسي: “لكن ذنبهم حسب فهمي لقولك، أنهما خالفا نظام التاشيرة فقط، أليس كذلك؟” ليجيب القيادي الإخواني قائلا: “لا هو بغض النظر عن التأشيرة.. هو التأشيرة وتواصلهم مع جهات تعتبر عدوة في حالة حرب، ونحن لا نريد أن نعقد الموضوع، ونبغي محاولة حل الموضوع”.ونفى عضو المجلس الروسي ذلك قائلا: “لم يعملا مع أحد فقط تواصلا مع مختلف الناس، وأيضا أنتم سيادة الرئيس المشري طلبتم منا التواصل مع سيف الإسلام القذافي، ولذلك هم تواصلوا معه، وحسب معلوماتنا سيف الإسلام ليس هناك تهم ضده، وهو شخصية شرعية في ليبيا”.وأيّد المشري ما ذكره عضو المجلس الروسي بشأن التوسط مع ابن القذافي، لكنه رفض الطريقة قائلا: “لا عفوا، أنتم لديكم تواصل وأنا لم أقل أن يأتوا ويتواصلوا معه بطريقة غير شرعية”.واستدرج عضو المجلس الروسي: “لكن احتجاز الناس على أساس إنهم خالفوا التأشيرة رغم أن تأشيراتهم كانت نظامية وصادرة من السفارة وبعدها استخدامهم للمقايضة أمر غير مقبول”.وحاول القيادي الإخواني إنهاء المحادثة بقوله: “خلاص أنا هبلغ إن في صعوبة في اللقاء (السراج وبوتين)، ونحاول أن يكون هناك حل آخر ودي، فنحن عندنا مشكلة ونحتاج إلى مساعدة، لا نريد أن تفهم على أنها ابتزاز”.وأكد عضو المجلس الروسي: “هذا يبدو تماما كابتزاز”، وطلب المشري حل قضية الباحثين الروسيين: “كيف الحل من وجهة نظركم؟”، ورد أبو زيد: “حسب رأيي ترحيل الشباب إلى روسيا وإن تطلب الأمر دفع غرامة، ونحن من طرفنا جاهزون لإرسال طائرة في أي وقت”.