«النعاس»: تكتيكيا لن تقع حرب في ليبيا في الزمن القريب.. و«السيسي» لن يستطيع إطلاق رصاصة واحدة
قال محمد النعاس، الذي تقدمه قنوات «الوفاق» كخبير عسكري وإستراتيجي، “أستبعد أن تقع حرب على تخوم مدينة سرت «الإستراتيجية»، رغم التحشيد المتواصل بين طرفي الصراع في ليبيا”، لافتًا إلى أنه “من النواحي المنطقية الاستراتيجية والتكتيكية لا يمكن أن تقع تلك الحرب في الزمن القريب”.واستعرض «النعاس» خلال مقابلة له عبر فضائية «التناصح» الذراع الإعلامية للمفتي المعزول الصادق الغرياني، المقيم في تركيا، أمس الثلاثاء، جبهة القتال قائلا: “لنلقي نظره على مسرح العمليات الذي يدور حول منطقة جالو، فالصراع يدور في مثلث (بوقرين-سرت-الجفرة)، الذي يمتد ضلعه من سرت إلى الجفرة حوالي 300 كم مسافة جوية، وهي نفس المسافة الجوية من الجفرة إلى بوقرين، فيما المسافة من بوقرين إلى سرت حوالي 130كم لـ 140كم”، مشيرًا إلى أن هذا المثلث تتواجد به الآن القوات من كلا الطرفين”.وتابع؛ “ما وراء سرت يبدأ حوض جالو الذي يسمى جغرافيا (برقة البيضاء)، والذي يحتوي على 80 في المائة من مخزون الإنتاج النفطي الخام بالبلاد، والسؤال: هل هناك إمكانية لوقوع حرب في هذه المنطقة؟، فأنا أقول لا يمكن”.وزعم «النعاس» أن من يتحكم في الصراع الدائر في ليبيا هم ثلاثة دول كبرى وصفهم بـ «سادة الموقف في ليبيا»، وهم؛ “أمريكا وبريطانيا وفرنسا”، مشيرًا إلى أنهم هم من سمحوا لتركيا بالتدخل في ليبيا لحلحلة الملف الليبي وإعادة ميزان الصراع إلى وضعه الطبيعي، دون أن تتدخل قوات الدول الثلاث كما فعلت عام 2011″، على حد قوله.وأضاف، أن “المجال حول حوض جالو تعمل فيه أربعة شركات أمريكية كبرى أسست الإنتاج النفطي بعد استكشافه بالبلاد وهما «إسو واكسودينتال وهاليبورتن وأوسييس» الذين يعملون بأسماء ليبية الآن بالاتفاق مع المؤسسة الوطنية للنفط، كذلك توجد شركتي «بي بي» البريطانية وهي من أضخم الشركات في العالم بمجال النفط، و«توتال” الفرنسية”، إضافة إلى شركة “شلمبرجير” وهى أكبر شركة أوروبية تقدم الخدمات الجيوفيزيائية لجميع شركات النفط الموجودة في ليبيا، فضلا عن شركة “إيني” الايطالية وهى أضخم شركة في إيطاليا وأوروبا على الإطلاق في إنتاج واستكشاف النفط، وهي تمتلك حقلي البوري ومليتة للغاز بالبلاد بجانب إلى أنها هي المنتج الوحيد للنفط الثقيل في ليبيا، الذي يصب في ميناء الزويتينية قبل شحنه للخارج”، بحسب قوله.وواصل «النعاس» الذي تقدمه قنوات «الوفاق» كخبير عسكري وإستراتيجي، مزاعمه قائلا: “الآن الشركات الغربية هي من تملك الحركة بحوض جالو، إذن من يستطيع أن يطلق رصاصة واحدة لكي يلعب برأس مال هذه الشركات؟، لا أحد بما فيهم رئيس مصر عبد الفتاح السيسي؛ لأن الموضوع مرعب”، بحسب تعبيره.وأشار إلى أن “المئات من كبار الفنيين في مجال البترول من الجنسية الأوروبية يعملون بالحقول الليبية أيضًا، وهو ما يُصعب مسألة حدوث حرب حقيقية”، مردفا؛ “اعتقد أن تسوية الصراع يمكن أن يتم من خلال الوصول لحل وسط بالسماح لحكومة الوفاق بأن تسيطر على “الجفرة وسرت”؛ لحماية 700 ألف برميل ينتجه حقلي “الشرارة والفيل”، وهو نصف إنتاج البلاد الآن من النفط”، على حد زعمه.وادعى أن أن حكومة الوفاق التي وصفها بحكومة “الأمر الواقع”، ليس أمامها سوى الاستمرار والتقدم للأمام بعدما حررت المنطقة الغربية بمعاونة الحليف التركي الذي دعا له بقوله “حماه الله”.وأوضح «النعاس» أن “سرت هي بداية برقة البيضاء وما بعدها لاحتوائها على المخزون النفطي الأساسي بالبلاد، وبعدها بن جواد ورأس لانوف وصولاً لميناء البريقة إلى ميناء الزويتينة في اجدابيا”، لافتا إلى أن يستبعد بنسبة 100% أن تتجاوز الحرب سرت إلى المناطق النفطية، لأن معنى ذلك احتراق كل شيء، رأس مال ليبيا وأصولها ورأس مال الدول الشركات الغربية وأيضًا مصافي النفط في ألمانيا وإيطاليا التي تعتمد على خام البرنت الخفيف، على حد قوله.