المريمي: تركيا وجدت فرصتها في حكومة الوفاق الهشة للحصول على موطئ قدم بالبحر المتوسط ونهب ثروات ليبيا
قال فتحي المريمي، مستشار رئيس مجلس النواب، إن تركيا وجدت فرصتها في حكومة الوفاق الهشة التي تريد أن تبقى في الحكم وتريد من يحميها، مقابل الحصول على موطئ قدم بالبحر الأبيض المتوسط، ونهب ثروات الشعب الليبي.وأكد “المريمي”، في مقابلة مع صحيفة “عكاظ” السعودية، أنهم لن يسمحوا بالأطماع التركية المدعومة ماليًا من قطر لتحقيق حلمها بإعادة حكم الدولة العثمانية القديمة التي أخرت العرب والمسلمين.وأوضح، أن هناك تحشيدًا عسكريًا كبيرًا تقوم به تركيا وقطر في الجهة الغربية من ليبيا عند خط سرت والجفرة، وهذا ينبئ عن نية للهجوم عليهما وربما إلى ما بعدهما حسب تصريحاتهم وتخطيطاتهم. وأشار إلى أن وزيري الدفاع التركي والقطري كانا في طرابلس أخيرًا وأن شغلهما الشاغل محاور سرت والجفرة والمليشيات الإرهابية المسلحة ومدى استعدادها.وأضاف: “بالمقابل، فإن الجيش الوطني يقوم بدوره بالاستعداد والحذر لأي طارئ أو هجوم كان من قوات الوفاق، ومستعد أن يرد بقوة على تلك المليشيات المدعومة من تركيا وقطر اللتين تدعمها بالذخائر والأسلحة والمرتزقة والطيران المسير”.وأردف المريمي: “تركيا لها أطماع كثيرة؛ أولها ترسيم الحدود مع حكومة الوفاق في مياه البحر الأبيض المتوسط، وتستغل الظروف التي تمر بها ليبيا، وانحازت حكومة الوفاق لمن يحميها لتبقى فترة بالحكم، فطلبت تركيا منها توقيع هذه الاتفاقية لأجل أن يكون لها موطئ قدم في البحر الأبيض المتوسط وفي الأماكن التي أتت بها الخريطة التي تم توقيعها بينها وبين ليبيا لتقسيم الحدود”.وتابع: “كذلك لدى تركيا أطماع اقتصادية، وتطمع للهيمنة على الوطن العربي والإسلامي، بحيث تعيد هيمنة الحكم العثماني الذي كان بغيضًا على العرب والإسلام، لأنه لم يُقدم شيئًا بل أخرنا ووضعنا في متاهات الجهل والتأخر والفقر وغيره”.وأضاف بأن قطر تدعم المليشيات الإرهابية المسلحة من أجل السيطرة على مقاليد الأمور في ليبيا، مؤكدًا أن هذه المليشيات لا يمكن أن تتحكم بليبيا لأن نهجها فوضوي وليست لها حاضنة بليبيا، وأنها مرفوضة من المُجتمع الليبي وفشلت فشلاً ذريعًا في الجنوب والغرب الليبي، مشيرًا إلى أنها دولة صغيرة وتريد أن تكون مؤثرة، وأن الأدوار التي تلعبها في غير مستواها بل أرهقتها ماليًا وكان الأجدر بالحكومة القطرية أن تهتم بقطر، بحسب قوله.وأوضح أن قطر تدعم بالأموال فقط، التي هي أموال الشعب القطري، والمفترض أن تصرف على تنمية قطر أو تساعد الشعوب العربية والعالمية المحتاجة بدل أن تدفعها للسلاح والدمار، ولكنها تريد دورًا رياديًا، وسببت مشاكل بين الليبيين، ولها تدخل بدول أخرى، قادتها يجرونها إلى مناحٍ ومواقع لا تُشرف القطريين، على حد قوله.وتابع: “قطر تدخل في عمليات اقتصادية من خلال شركات النفط والعمليات التجارية، وتحالفاتها الإرهابية كذلك، وواضح للجميع تعاملها المباشر مع المليشيات الإرهابية، ولم تتعامل مع الشعب الليبي الأصيل المدني من خلال جيشه أو قبائله”.وأعرب المريمي، عن قلقه من توافد المرتزقة وبأعداد كبيرة ومن عدة دول، مؤكدًا أنهم مدفوعو الثمن من قطر وتركيا، وأن تركيا المعتدية على دولة مستقلة ذات سيادة، جلبت المرتزقة للدفاع عن الخارجين على القانون.وكشف عن أن تركيا تدعم حكومة الوفاق بالمرتزقة من سورية ومن دول أخرى، قائلاً: “هؤلاء المرتزقة بينهم أطراف وجماعات إرهابية، وحقيقة دفعت بهم لليبيا وبأعداد كبيرة جدًا، وعاثوا فسادا في الأرض الليبية، منهم المجرمون، ومنهم من هاجر إلى أوروبا عبر الهجرات غير الشرعية عند شواطئ المنطقة الغربية بليبيا”.وأيد المريمي، اقتراح رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، بجعل سرت مقرًا للسلطة الليبية الموحدة القادمة، قائلاً: “سرت بالتحديد لخلوها من الجماعات الإرهابية، كذلك وجود مقرات إدارية وزارية منذ عهد القذافي، وهي تقع وسط ليبيا، بعكس طرابلس التي توجد بها جماعات إرهابية تبتز فايز السراج ومن معه بقوة السلاح، كما أن السواد الأعظم بليبيا أيد ذلك المقترح، والليبيون يريدون الاستقرار وأن تكون دولتهم دولة مؤسسات وقانون ليعم الأمن والأمان بها، وهذا الطرح فيه خير لليبيين”.