اخبار مميزة

نيويورك تايمز الأمريكية: وقف إطلاق النار يمهد للمفاوضات الليبية ولا يغير شيئا في الواقع

عبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن رؤيتها المتشائمة لنجاح الإعلان عن وقف إطلاق النار من قبل رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج ورئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح في بيانين متزامنين أمس الجمعة.ونشرت الصحيفة الأمريكية تقريرها حول التطورات الليبية الأخيرة، اليوم السبت، تحت عنوان: “الأطراف الليبية المتنافسة تدعو إلى محادثات سلام قد يكون التفكير بالتمني”.وقالت “نيويورك تايمز” في افتتاحية التقرير الذي ترجمته “الساعة 24” لقرائها إن “الزعماء السياسيين المتنافسين في ليبيا أعلنوا وقفا فوريا لإطلاق النار يوم أمس الجمعة، ودعوا إلى إجراء محادثات لنزع السلاح من مدينة سرت الساحلية، التي أصبحت محور الجهود الدولية لكسر جمود الصراع المتعثر في الدولة المُعطّلة الواقعة في شمال أفريقيا، والغنية بالنفط”.وأشارت إلى أن “الإعلان رحبت به الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، ودول غربية أخرى، تتدافع لاحتواء النفوذ الروسي، والتركي المتنامي في ليبيا، والتي تعصف بها الصراعات منذ الإطاحة برئيسها القوي العقيد معمر القذافي، وقتله منذ ما يقرب من عقد من الزمان، في مسقط رأسه سرت”.و”أعلنت الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس، وعقيلة صالح، رئيس البرلمان المنافس في شرق ليبيا في وقت متزامن، وقف إطلاق النار في إعلانات منسقة، لقد كان تطورًا إيجابيًا نادرًا في حرب فوضوية، ازدادت سوءًا هذا العام بسبب التدخل الأجنبي المكثف، لكن الشكوك سادت بشأن أي اختراق أو تقدم محتمل” على حد قول الصحيفة الأمريكية.وتابعت: “حذر محللون من أنه يلقى مصير المؤتمر الدولي الذي انعقد في برلين في ينايرالماضي، والذي كان يهدف إلى إخراج ليبيا من مستنقعها السياسي والعسكري، إذ إن احتمالات نجاح وقف إطلاق النار غير مؤكدة إلى حد كبير”.وزعم تقرير الصحيفة الأمريكية أنه “لم يكن هناك رد فعل فوري من (القائد العام للجيش الليبي المشير) خليفة حفتر”، والذي وصفه بـ”القائد العسكري، والمحارب الرئيسي في المعارك الأخيرة، أو اثنين من أقوى داعميه الخارجيين، الإمارات العربية المتحدة وروسيا” وفق ادعائها.واستعان التقرير برأي ولفرام لاتشر، الخبير في شؤون ليبيا في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية قائلا: “لست متأكدًا من أنني سأسمي هذا تقدماً سياسياً، في الوقت الحالي، إنها مجرد تصريحات، بها الكثير من التحفظات والشروط والتفكير بالتمني”.واستدرك بأن مبعوثة الأمم المتحدة بالإنابة، ستيفاني ويليامز، وصفت الإعلانات المنسقة، بأنها علامة على “الشجاعة” السياسية، مضيفة أنها تأمل في أن تؤدي في النهاية إلى رحيل جميع القوات الأجنبية والمرتزقة، وذكر أن المؤسسة الوطنية للنفط رحبت بالإعلانات في بيان، معربة عن أملها في إعادة فتح حقول النفط المعطلة منذ يناير الماضي.ورددت الصحيفة ادعاءات وجود مرتزقة روس في ليبيا والتي نفاها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه في وقت سابق، قائلة: “منذ أوائل يوليو الماضي، انتقل المرتزقة من مجموعة فاغنر، وهي شركة مرتبطة بالكرملين، إلى مواقع حول بعض أكبر حقول النفط في البلاد، مما أثار انتقادات من المسؤولين الأمريكيين، الذين يخشون صراحةً أن تستغل روسيا نفوذها في ليبيا لإنشاء قواعد عسكرية هناك”.وواصلت: “المناورات هي أحدث فصل فوضوي في الصراع، الذي استمر منذ عام 2011، ففي غضون بضع سنوات قليلة، أضحت ليبيا ممزقة بين الفصائل المسلحة المتناحرة، والتي نظمتها عشيرة أو مدينة أو أيديولوجية، ومعظمها مدعوم من قبل رعاة أجانب أقوياء”.وتبنت الصحيفة خلال تقريرها المزاعم والشائعات التي تروجها جماعة الإخوان المدرجة على قائمة الإخوان في ليبيا، حول الجيش الليبي، قائلة: “في السنوات الأخيرة، كان حفتر المدعوم في مدينة بنغازي، في شرق ليبيا، المحرك الرئيسي للقتال، إلى جانب الإماراتيين والروس، تلقى أيضًا مساعدات من مصر والأردن وفرنسا”.ولفتت إلى أن “فائز السراج الذي يقود الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة (رغم فقدانها الشرعية من قبل مجلس النواب)، في العاصمة طرابلس، وتعتمد في الغالب على تركيا، مع بعض الدعم من قطر”.وسردت “نيويورك تايمز” بتبني المزاعم الإخوانية، خلال تقريرها، أحداث الحرب التي شنها الجيش الليبي لتطهير العاصمة من المليشيات المسلحة والمرتزقة ودخول تركيا في الصراع، مضيفة: “في الأسابيع الأخيرة، بعد شهور من الجمود في سرت، ضغط دبلوماسيون ألمان وأمريكيون على كلا الجانبين، لقبول اقتراح الأمم المتحدة، بإنشاء منطقة منزوعة السلاح حول المدينة، كخطوة أولى في محادثات سلام أوسع نطاقا، هذه المبادرة مدعومة أيضًا من قبل مصر وتركيا، وهما خصمان إقليميان لدودان”.وادعت الصحيفة الأمريكية أن “الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يقف بثبات بجانب معسكر حفتر، إلا أنه بدا وكأنه يطوق رهاناته (تقليل أو تخفيف المخاطر) منذ انهيار هجوم طرابلس في يونيو الماضي، من خلال دعم عقيلة صالح، الذي يرأس البرلمان في شرق ليبيا، علانية” على حد قولها.وتمسكت أيضا الصحيفة الأمريكية بالمزاعم الإعلامية والشائعات الإخوانية لتقع في مغالطات التفرقة بين الجيش الليبي ومجلس النواب الذي منح القوات المسلحة العربية الليبية الشرعية لطرد المليشيات المسلحة من البلاد. وقالت: “عقيلة صالح ليس لديه قوات عسكرية، ولكنه يتمتع بدعم قبلي واسع في شرق ليبيا، حيث يتمتع بسمعة طيبة كسياسي ذكي، ومع ذلك، اتهم مسؤولون غربيون ومسؤولون في الأمم المتحدة صالح، بالانتهازية، بسبب نكثه بوعود قُطعت خلال جهود السلام السابقة” على حد زعمها.على الجانب الآخر من الحرب، أعرب إبراهيم قالين، المتحدث باسم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن دعمه لنزع السلاح في سرت.وقال طارق المجريسي، محلل شؤون ليبيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن اتفاق مصر وتركيا على أي شيء، يُعد “إنجازًا رائعًا”، لكنه أضاف، أن وقف إطلاق النار المعلن يوم أمس الجمعة، سيكون له تأثير محدود على الأرض، لأن الخطوط الأمامية حول سرت هادئة منذ أسابيع.ورأى المجريسي أن آفاق النجاح الدبلوماسي ستعتمد جزئيا على (المشير خليفة) حفتر، وتابع: “في حين أن هذه مفاجأة سارة، إلا أنها لم تغير شيئًا ماديًا حتى الآن، بدلا من ذلك، هي تهيئ الطريق لمفاوضات قادمة”.وبحسب الصحيفة فإن هذه المفاوضات ستقودها المصالح المعقدة لرعاة الحرب الأجانب، مشيرة في ختام تقريرها إلى أن الدافع التركي يتمثل في الأطماع الاقتصادية في السيطرة على الموارد البترولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى