الهيئة الطرابلسية لـ”السراج”: يجب الإعلان عن حكومة أزمة والتواصل مع القوى المطالبة بالتغيير
حمّلت الهيئة الطرابلسية رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج المسؤولية في حال خرجت الأوضاع عن السيطرة، في ظل التظاهرات المنددة بتردي الأوضاع المعيشية في طرابلس، محذرة إياه من استغلال اطراف داخلية وخارجية لهذا الوضع وإدخال البلاد في صراعات قد تصل إلى حرب أهلية، على حد قولها.ودعت الهيئة في بيان لها اليوم الجمعة السراج إلى إجراء تغيير وزاري والإعلان عن حكومة أزمة مصغرة خلال بضعة أيام وبأسرع ما يمكن، مشددة على ضرورة أن “تتصف بالنزاهة والوطنية وبعيداً عن المحاصصة تطبق عليها معايير التخصص والكفاءة والخبرة” لإنقاذ ما يمكن إنقاده وإخراج البلاد من المختنقات والأزمات التي تعصف بها، على حد ادعائها.كما طالبت الهيئة السراج بسرعة التواصل مع “القوى الوطنية على مستوى منظمات المجتمع المدني والنشطاء والقوى المطالبة بالتغيير لتحقيق مطالب الشارع والوصول بالبلاد إلى بر الأمان” على حد زعمها.وفي آخر تطورات الأحداث في طرابلس، احتلت الميليشيات التابعة لحكومة “الوفاق” ميدان الشهداء في العاصمة طرابلس، بعربات مدرعة وآليات ثقيلة، لمنع دخوله من قبل المتظاهرين الرافضين لفائز السراج اليوم الجمعة.وأفاد مراسل “الساعة 24” بأن الميليشيات التابعة لفائز السراج قطعت منافذ العاصمة الرئيسية، وأقامت نقاط تفتيش للسيارات والمارة، خاصة على مقربة من ميدان الشهداء والطرق المؤدية إليه.وأضاف مراسلنا أن عناصر من القناصة التابعة للمليشيات المسلحة إضافة إلى المرتزقة السوريين توزعوا في مناطق متفرقة، لقمع أي تظاهرات تندد بسياسات “الوفاق” التي تسببت في انعدام الخدمات وتردي الأوضاع المعيشية للمواطن.وأكد في الوقت نفسه أن عددا من المحتجين توجهوا في جماعات إلى وسط طرابلس من اتجاهات متفرقة، للتحايل على انتشار الميليشيات وتلبية دعوات الاحتجاج في “مليونية إسقاط السراج”، المقررة الجمعة.وفي المقابل، قال شهود عيان إن مسلحي الميليشيات انتشروا وسط طرابلس وهم يرتدون الزي المدني.وانتشرت مقاطع مرئية صورها عناصر من المليشيات المسلحة في ميدان الشهداء وهم يتحدون وزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا، بالقدوم إليهم، زاعمين أنهم يقومون بحماية المؤسسات التي يحاول باشاغا نفسه إسقاطها بالسماح بالتظاهرات، ما يعزز الأنباء عن الخلافات داخل أروقة الوفاق، بين السراج ووزير داخليته فتحي باشاغا، الذي يحاول الانقلاب على رفقائه والمجلس الرئاسي، بعد عزم السراج على التخلص منه.وفي السياق نفسه، ذكرت “سكاي نيوز عربية” أن عشرات العربات المسلحة تسليحا جيدا انطلقت من مصراتة نحو طرابلس، وقد وصلت إلى ضاحية تاجوراء في شرقي العاصمة، وأكدت أن قادة الأرتال تحدثوا عن أنهم جاؤوا لدعم قوات وزارة داخلية الوفاق في وجه تغول ميليشيات النواصي وشبيهاتها (في إشار إلى مليشيات القوة المشتركة التابعة للسراج).وفي وقت سابق اليوم الجمعة، خرج باشاغا ببيان يحاول فيه كسب تعاطف المتظاهرين، قال خلاله إنه تم ضبط أحد المشتبه بهم، في واقعة إطلاق النار على المتظاهرين في “ميدان الشهداء” بالعاصمة طرابلس.ورأى مراقبون أن هذا البيان يعكس مخططا انقلابيا تقوم فيه تركيا باستغلال مطالب الشعب الليبي المشروعة، والتي أعلنت مؤخرا في المظاهرات التي خرجت من مناطق عدة في طرابلس ضد حكومة الوفاق.وربط هؤلاء المراقبين للمشهد الليبي، بين زيارة باشاغا حاليا ورئيس المجلس الاستشاري خالد المشري، إلى تركيا، وتنفيذ مخطط إخواني للإطاحة بـ”فائز السراج” من السلطة.