هل يحرق «الصخيرات 2» ما تبقى من ليبيا؟.. تحذيرات من تحويل سرت إلى «كشمير ثانية»
أطلق خبراء ومراقبون للوضع الليبي، تحذيرات واسعة من مآرب الاتفاق السياسي الجديد الذي تحتضنه مدينة الرباط المغربية بين وفدي مجلس النواب والمجلس الاستشاري، والذين اعتبروه «اتفاق الصخيرات 2»، مؤكدين أنه يحمل «الشر» إلى ليبيا لأنه مليء بالفخاخ التي تخدم مخططات الدول العدائية على رأسها تركيا وقطر والتنظيمات الإرهابية التي طلت برأسها بقوة خلال الاتفاق السياسي الذي أبرم في المغرب في عام 2015 وتعاني البلاد من ويلاته حتى يومنا هذا نتيجة الكوارث التي لُغم بها الاتفاق المشبوه.وتعد مدينة سرت، من أوائل المدن التي يعول عليها الاتفاق الجديد الذي سينطلق مطلع الأسبوع القادم، مما دفع عدد كبير من السياسيين والمراقبين لإطلاق «صرخات» تحذيرية من أجل وقف «الاتفاق المزمع» قبل أن يبدأ، حتى لا تصبح المدينة الليبية منطقة نزاع إقيليمي مثل إقليم كشمير والذي شهد حربا مريرة، بين دولتي الهند وباكستان.وتستعد مدينة الرباط المغربية، مطلع الأسبوع المقبل، لاستقبال اجتماعات سياسية ليبية بين وفدي مجلس النواب، والمجلس الاستشاري، تمهيداً لإبرام اتفاق سياسي، تقول القوى الإقليمية والدولية إنها تسعى لإبرامه بين الفرقاء السياسيين، على ضوء مخرجات مؤتمر برلين وإعلان القاهرة، والذي يعيد للأذهان تفاصيل إتفاق 2015 الذي تسبب في أزمة كبيرة أفرزت كيانات لا تزال ليبيا حتى الآن تعاني تحت وطأتها.كشمير ليبياالقيادي في النظام السابق ووزير السياحة الأسبق عمار الطيف، أطلق تحذيرا صريحا قبل أيام، متسائلا عن مصير مدينة سرت؟ في مقال عنونه بـ«سرت.. كشمير ليبيا».وتساءل “الطيف” في مقاله، هل ستكون منطقة سرت، أو المنطقة الوسطى بحدودها التي قد تضيق وقد تتسع، حسبما يراه السيد الأجنبي الذي تشابكت خيوطه وضاقت على رقاب ليبيا الشعب والوطن، وهل ستكون كشمير أخرى أو مسمار جحا الذي غرسه المستعمر الإنجليزي عندما قسم شبه القارة الهندية إلى الهند وباكستان؟؟؟، كان ذلك في أغسطس عام 1947 يوم إعلان استقلال الهند، لتتبعه باكستان بإعلان استقلالها ضمن منظومة الكومنولث بيوم واحد من ذلك العام.وأوضح أن ذلك الفشل، الذي قاد إلى تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947 الدموي الذي مات فيه مليون مواطن وهُجر عشرات الملايين وفصل إقليم كشمير عن أي من الدولتين الناشئتين بتركيبته البشرية المختلطة بين الهندوس والمسلمين شأنه شأن عموم الهند لغاية في نفس تشرشل، وهي خلق بؤرة صراع دائمة بين الهنود والباكستانيين.وأشار إلى أن ذلك درس تاريخي لمن يريد أن يتعظ ويحافظ على وحدة بلده وشعبه في ضوء أزمات ترمي بثقلها في الصراع الدولي وبالرغم من الفارق في عناصر القوة بين ليبيا والهند، إلا أن أوجه التشابه السياسية في الحالتين كثيرة.وتابع:” بالرجوع إلى المشكلة الليبية، ومحاولة كشمرة سرت، كان بياني السراج وعقيلة يتفقان في الجوهر مع بعض الاختلافات الشكلية، فالبيانان لم يلغِ أيا منهما وجود أي حكومة وجيشها وأجهزتها في طرابلس أو بنغازي، وكل ما تم الكلام حوله هو العمل على وجود حكومة ثالثة في أرض ذات فراغ سكاني وتحوي أغلب ثروة ليبيا النفطية بأجهزتها المستقلة وإدارتها المستقلة.وأكد أن تلك خطوة تقود لرؤية ثالثة، وقد تصبح إقليما أو دولة مستقلة عند أول إرادة دولية كما يحلو لليبيين في فبراير تسميتها، متابعا:” لقد علمتنا السياسة الغربية إطلاق بالونات نعتقد أنها فارغة، لتصبح أمرًا واقعا في مُقبل الأيام”.وأشار إلى أنه بالقراءة العميقة للبيانين تضع المحلل تحت انطباع، محاولة استبعاد قيادة الجيش من الحوار أو الحل السياسي والدفع برئيس مجلس النواب عقيلة صالح لواجهة الحوار، وما يترتب على ذلك من مؤامرة تقود إلى التصدع لهذه الجبهة التي اعتمدت على التلاحم بين مجلس النواب والقوات المسلحة، وتغييب للطرف القوي والصلب تجاه المشروعات الإخوانية القطرية التركية.وبين أن ما يحدث من ما أسماه “التصدع الوطني” وغياب القيادات الوطنية، يؤدي إلى طرح مشاريع التسوية التي لم تعبر أو تكون نتاج لحوار مجتمعي ليبي، ستكون خطيرة النتائج على الوحدة الوطنية، وصون الاستقلال وحماية الأراضي الليبية.نتائج مدمرةومن جانبه، حذر أيضا التواتي العيضة، عضو المؤتمر الوطني السابق، من الاجتماعات السياسية الليبية المرتقبة، بمدينة الرباط، مؤكدا أن القادم هو أسوأ من أي «صخيرات» ونتائجه ستكون مدمرة على المستوى الوطني.وقال عضو المؤتمر الوطني السابق، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إن المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب يكذب في العلن ويتآمر في السر، على حد قوله.وتابع:” إما أنه لا يدرك خطورة ما يقوم به، أو أنه منغمس في المؤامرة حتى أذنيه من أجل مصلحته الشخصية، فالقادم هو أسوأ من أي صخيرات ونتائجه ستكون مدمرة على المستوى الوطني”، على حد تعبيره.وأضاف أنهم سيجعلون من سرت «كشمير ليبيا» ويختصرون الأزمة الليبية في صراع بين الشرق والغرب.واستطرد:” ما هي حيثية مجلس الدولة الذي تحاوره؟ والذي تمنحه شرعية جديدة وسيصبح هو الجهاز التشريعي للدولة بعد انقسامكم وبعد أن اشتراكم السراج كقطيع من الماعز”.ولفت إلى أن اختيار عصام الجهاني المصراتي لهذه المهمة تثير ألف تساؤل فهو انفصالي تافه لا يسعى إلا لتمزيق هذا الوطن.واختتم منشوره مخاطبا عقيلة صالح قائلا:” اللعبة أكبر منك فقد تؤدي إلى كسر رقبتك”.خلط الأوراقومن محور آخر تكتمل به صورة المؤامرة الكارثية على ليبيا بتواطؤ دول إقليمية ودولية، أكد خبراء ليبيون، أن تركيا تحاول خلط الأوراق عن طريق إبرام الاتفاق السياسي الجديد، مثل الذي أنتج «حكومة الوفاق» غير الشرعية والتي سهلت التدخل القطري والتركي في البلاد.وقال الخبراء، في تصريحات لبوابة «العين الإخبارية» في وقت سابق: “يجب عدم الوقوع مجددًا في فخ الاتفاقيات المشبوهة التي ترعاها أذرع جماعة الإخوان السياسية والمخابراتية في الدوحة وأنقرة والتي تسعى الجماعة من خلالها لسحب الشرعية من الجيش الليبي الساعي لتحرير البلاد من الإرهابيين والمرتزقة”.ودعا الخبراء إلى تعليق كافة المحادثات والمفاوضات السياسية حتى يسحب أردوغان مرتزقته وخبرائه العسكريين من طرابلس، مع وقف كل أنشطته العسكرية المشبوهة بقاعدة الوطية الجوية والكلية الجوية مصراتة.