«صدمة الجمعة» تصيب «الإخوان» بالجنون.. فهل خسروا «غنيمة النفط»؟
منذ أن أعلن الجيش الليبي، عن فتح الموانئ وإعادة ضخ النفط من جديد، والإخوان وكأنهم قد وقعوا في مأزق وأعطوا العنان لأبواقهم الإعلامية المسعورة لمهاجمة الاتفاق وكل ما يخصه، نظرا لأن الأمر يستبعدهم تماما ولم يأت وفق شروطهم ويمنع مليشياتهم من الحصول على العائدات التي كانوا ينهبونها من قبل.المشير حفتر يعلن إعادة ضخ النفطومساء يوم الجمعة الماضي، أعلن القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية، المشير خليفة حفتر، استئناف إنتاج وتصدير النفط الليبي، موضحا أنه تقرر استئناف إنتاج وتصدير النفط مع كامل الشروط والتدابير الإجرائية اللازمة التي تضمن توزيعا عادلا للعوائد المالية وعدم توظيفها لدعم الإرهاب أو تعرضها لعمليات النهب والسطو والسرقة.وقال المشير حفتر، في كلمة متلفزة: “إن تدني مستوى المعيشة لدى المواطنين، جعل الجيش يغض الطرف عن كل الاعتبارات السياسية والعسكرية، مشيرا إلى أنه تقرر استجابة للدوافع الوطنية استئناف إنتاج وتصدير النفط الليبي، كما أن عمليات التصدير الخاصة بالنفط الليبي ستخضع لتدابير تضمن توزيعا عادلا للعائدات بين الشعب، وعدم توظيفها في دعم الإرهاب”.وأضاف “القائد العام للقوات المسلحة، إلى أن قرار اليوم جاء بعد فشل كل المبادرات التي تم تقديمها سابقا لحل الأزمة الليبية، والتي كانت تركز على تقاسم السلطة دون الاهتمام بالمواطن الليبي، حيث إن ليبيا لن يكون فيها مكان للمستعمرين والخائنين والإرهابيين، مشيرا إلى أن الجيش سيقاتل من أجل الحفاظ على وحدة ليبيا ما دام في عروق أبطاله قطرة دماء”.وتابع “لا نتردد في تقديم التنازل بكامل الثقة والرضا ما دام المستفيد الشعب الليبي وما دام يحقق للشعب تحسن في وضعه المعيشي، وجميع المبادرات التي يعلن عنها بين الحين والآخر تحت شعارات التسوية الشاملة لإنهاء الأزمة انتهت بالفشل الذريع ولم يعد يثق فيها المواطن الليبي، كما أن المبادرات تعمل على إطالة أمد الأزمة وتعقيدها ولا تعترف بحق الشعب في تقرير مصيره بإرادته الحرة ولا تكترث إلا بتقاسم السلطة بين المتصارعين عليها وخلت مضامينها من أدنى اهتمام بحقوق المواطن”.جويلي يرفضوأعلن أسامة جويلي، آمر ما يعرف بالمنطقة العسكرية الغربية، أمس السبت، رفضه الاتفاق الذي تم بموجبه استئناف إنتاج وتصدير النفط، قائلا عبر قناة «ليبيا الأحرار»، التي تبث من تركيا، وتعد أحد أبواق جماعة الإخوان: “ننتظر موقفا من أعضاء الرئاسي والنواب بشأن الاتفاق المزعوم، ونعلن بجلاء للداخل والخارج بأن هذه المهازل لن تمر وأي اتفاق غير معلن سيكون مصيره الفشل”.واتهم جويلي، أحمد معيتيق، نائب رئيس المجلس الرئاسي، بالبحث عن مصالح شخصية، مضيفا “من يحرص على وحدة ليبيا فليظهر تنازلاته وليتعفف عن مصالحه الشخصية في الحوارات الدولية القادمة”.واستعرض معيتيق، الجمعة، ما تم الاتفاق عليه بشأن استئناف إنتاج النفط، وتشكيل لجنة فنية مشتركة بين حكومة الوفاق والحكومة الليبية، قبل أن تجبره مليشيات مصراتة الموالية للإخوان على إلغاء مؤتمره الصحفي وقطع زيارته إلى سرت.صنع الله يرفع القوة القاهرة عن بعض الموانئوخرج أمس السبت، الذراع النفطية لتنظيم الإخوان، مصطفى صنع الله، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، معلنا عما أسماه «رفع حالة القوة القاهرة» عن الحقول والموانئ النفطية، ويدعي أنه سيعمل بـ«شفافية» كاملة بتوجيه من السلطة التنفيذية بشأن التصرف في الإيرادات الجديدة.وأكدت المؤسسة النفطية، توجيه التعليمات للشركات المشغلة في كل الأحواض الرسوبية وكذلك الإدارات المختصة بالمؤسسة الوطنية للنفط بمباشرة مهامها واستئناف الانتاج والصادرات من الحقول و«الموانئ الآمنة»، مضيفة “لاتزال حالة القوة القاهرة مستمرة على الحقول والموانئ النفطية التي تأكد وجود عناصر من العصابات والجماعات المسلحة التي تعرقل انشطة وعمليات المؤسسة الوطنية للنفط».وزعم «صنع الله» أن همه الأساسي بدء الانتاج والصادرات بمراعاة سلامة العاملين والعمليات وأيضاً منع أية محاولات تسييس قطاع النفط الوطني، متابعا “المؤسسة الوطنية للنفط تفي بمهمتها الفنية وغير السياسية لاستئناف العمليات في المناطق الامنة وجاري تقييم فني تمهيدا لمباشرة الانتاج والصادرات”.صوان يهاجم معيتيق ويدافع عن تركياوعلى نفس النهج، عبّر رئيس حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية للإخوان، محمد صوان، عن رفضه الاتفاق الذي تم بموجبه استئناف إنتاج وتصدير النفط، مطالبا بضرورة الحفاظ في أي تسوية سياسية ليبية على مصالح الدول الشريكة في المجال الجيوسياسي (في إشارة إلى تركيا).وهاجم صوان في تدوينة على صفحته بموقع “فيسبوك”، نائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق، واتهمه بأنه يبحث عن طموحات فردية ويعقد اتفاقات مشبوهة، قائلا: “إن ما جرى اليومين الماضيين من ترتيبات للإعلان عن تسوية وتمرير اتفاقات مشبوهة، تحمل في طيّاتها طموحات فردية، وتجاوزاً للشرعية وللجهات المسؤولة، هي مغامرة غير مدروسة، تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات النجاح”، على حد زعمه.وزعم أن الاتفاق يحمل بنودا خطيرة، فائلا: “بغض النظر عن تفاصيل هذا الاتفاق، فإن ما ورد في مذكرة التفاهم من مواضيع خطيرة وهامة تتعلق بمقدرات الدولة، وبالميزانية وتوزيعها، وتشكيل لجنة بصلاحيات حكومة، وتسوية ملفات مالية عالقة خطيرة دون أدنى ترتيب وموافقة من الجهات الرسمية المسؤولة، أو حتى تشاور مع الأطراف الرئيسية أو الترتيب المسبق للتنفيذ، يؤشر إلى غياب أبجديات العمل السياسي والعقلاني بما لا يسمح بأي فرصة للنجاح، ويؤدي إلى مزيد من التعقيد للأزمة”، بحسب ادعائه.وطالب صوان بضرورة الحفاظ على مصالح تركيا في أي تسوية سياسية ليبية، قائلا: “في هذا الصدد فإننا في حزب العدالة والبناء كنا ولازلنا نعمل مع كل الأطراف على إيجاد تسوية شاملة، وفقا لترتيبات رصينة، تستند للإعلان الدستوري وتعديلاته مع الأطراف الرئيسية برعاية ودعم بعثة الأمم المتحدة، تقدم فيه مصلحة الوطن وتعالج فيه التشوهات الاقتصادية والسياسية التي سببتها حالة التمرد العسكري على الشرعية طيلة السنوات الماضية، مع مراعاة مصالح الدول الشريكة لليبيا في المجال الجيوستراتيجي”.دور غير متوقع من معيتيقبدوره، أكد الكاتب السياسي يعرب البدراوي، أن المفاجأة أذهلت الكثيرين، وألجمت أفواههم، وبعضهم تقيأ ما في جوفه دون تفكير فخرجت رائحة نتنة تقشعر منها الأنوف والأبدان، وقال عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: “كانت كل الأنظار متجهة إلى حيث يتجمع اللصوص لاقتسام الغنيمة في المغرب وسويسرا، وموسكو حيث يقتسم الأغراب ما تبقى من وطن، كانت الفرصة مناسبة جداً لمناورة بالخرق تقسم جبهة العدو إلى أكثر من جهة وتشل تفكيره ولو مؤقتاً”.وأضاف البدراوي “ما ميز هذه المناورة أنها جاءت من الصفوف الخلفية فلا أحد كان يتوقع أن يقوم أحمد معيتيق بهذا الدور ولا توقع أن يمنحه المشير حفتر هذه الثقة، واقعياً الاتفاق تم بين القوى الفاعلة على الأرض؛ الجيش ومصراتة، وإن كان معيتيق لا يمثل كل مصراتة ولكنه أحدث فتحة في الجدار الذي بناه الإخوان في مصراتة وهذا الجدار كتب عليه؛ «لا لقاء مع حفتر»، تنفيذاً لتعليمات التنظيم الدولي، وهذه الثغرة لن تغلق وستزداد اتساعاً”.وتابع “أهل مصراتة غير المؤدلجين يعلمون أن «حفتر» لم يذكر مصراتة بسوء حتى هذا اليوم رغم ما عاناه من هذه المدينة، التواصل بين الليبيين مع وقف الحرب فيه كل الخير وسيجدون حلولاً لكل مشاكلهم، يجب محاصرة الباحثين عن دوام مناصبهم وديمومة نهبهم من كل الأجسام القائمة حالياً”.لعبة مكشوفةوأكد مراقبون أن لعبة الإخوان حول النفط، تتم عبر صنع الله بخصوص الرفع الجزئي للقوة القاهرة وإبقائها في الحقول والموانئ التي يزعمون تواجد من وصفهم صنع الله بـ«مرتزقة الفاغنر» بها، مشيرين إلى أن ذلك بالتأكيد هو محاولة منهم لعرقلة مد محطات كهرباء المنطقة الشرقية بالغاز في ظل تعذر إفراغ الخزانات بمينائي السدرة ورأس لانوف، من جهة، واستمالة المليشيات المتشددة الرافضة لاتفاق النفط، من جهة أخرى.وقال المراقبون: “يبدو أن هذه اللعبة مكشوفة جدا وغبية، فمجرد إعلان صنع الله رفع «القوة القاهرة» عن ميناء الزويتينة غير البعيد عن رأس لانوف، وميناء الحريقة الواقعين تحت سيطرة الجيش، وإذا سايرنا «صنع الله» في كذبه حول المرتزقة، فما الذي يمنعهم من الانتقال مثلا من رأس لانوف إلى الزويتينة، إذا كان هناك من الأساس لوجود من وصفهم بـ«المرتزقة»”.وأضافوا “تضليل «صنع الله» وتصنيفه الحقول بين آمنة وغير آمنة، وكأن الثانية تحت سيطرة الوفاق وليست تحت سيطرة الجيش”.