اخبار مميزة

صحيفة أمريكية: استقالة “السراج” تقضي على الامتيازات التي مُنحت لـ”أردوغان” في ليبيا

أكدت صحيفة “ذا بليتز” الأميركية، أن استقالة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير المعتمدة فائزالسراج تهدد بقاء تركيا في ليبيا.وأشارت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير لها، أمس الثلاثاء، إلى أن إصرار نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على التحكم في مقدرات حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، يشكل أحد أبرز الأسباب التي جعلت “السراج” قبل أسبوعين تقريباً، إعلان اعتزامه الاستقالة من منصبه، بحلول نهاية شهر أكتوبر المقبل، وهو ما قد يشكل في نهاية المطاف، عامل ضغط على تركيا، يجبرها على إنهاء وجودها العسكري الحالي في ليبيا، مشيرة إلى أن “السراج”، الذي يعتمد في بقائه على الدعم العسكري التركي والتحالف مع الجماعات المتطرفة، سَئِم من تمسك نظام أردوغان، بأن تُتخذ القرارات الخاصة بحكومة الوفاق، من أنقرة لا من طرابلس، والمحاولات المستميتة التي تبذلها تركيا للحصول على تنازلات لا تنتهي من حكومته، مقابل إنقاذها من السقوط قبل شهور.وأوضحت الصحيفة، أن إعراب الرئيس التركي عن استيائه علناً، إزاء إعلان السراج اعتزامه الاستقالة، يعود إلى خشيته ونظامه، من أن يؤدي خروج رئيس حكومة الوفاق من المشهد، إلى ضياع التنازلات الجسيمة التي حصلت عليها أنقرة بالفعل من الوفاق على مدى الفترة الماضية.وذكرت الصحيفة أنه من بين هذه التنازلات، إجبار تركيا السراج على قبول إقامتها قاعدة بحرية في مدينة مصراتة، وإرغامها له على منحها موافقة مبدئية على أن تبسط سيطرتها على قاعدة عقبة بن نافع “الوطية” الاستراتيجية الواقعة قرب الحدود مع تونس، بجانب موافقته كذلك على أن تنال أنقرة امتيازات غير مشروعة، للتنقيب عن النفط والغاز في الأراضي الليبية والمياه الإقليمية للبلاد.وأشارت الصحيفة، إلى أن أردوغان بات يخشى من أنه سيضطر الآن إلى إعادة التفاوض بشأن هذه الملفات، مع أي خليفة محتمل للسراج، الذي كان أكثر انصياعاً للمطالب التركية، مقارنة بالساسة الليبيين الآخرين، مشددة على أن مخاوف النظام التركي في هذا السياق، تتزايد في ضوء أن الجهود المبذولة حالياً، من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا، تعني أن تشمل هذه الحكومة ممثلين عن الجيش ومجلس النواب، ممن يُعرفون برفضهم لنفوذ أنقرة المتزايد في البلاد.وأكدت الصحيفة الأمريكية أن إعراب السراج عن عزمه الاستقالة، جاء في توقيت حرج بالنسبة لتركيا، في ضوء أنها لم تكن قد نجحت بعد في الحصول على ضمانات كافية من حكومة الوفاق غير المعتمدة، تكفل لها بسط السيطرة على القواعد العسكرية التي ترغب في إقامتها في ليبيا، أو تفعيل مشروعاتها للتنقيب عن النفط والغاز في أراضيها، ما قد يرغمها على التفاوض من جديد حول هذه الملفات، مع أي حكومة ليبية مقبلة.وبحسب الصحفية، من شأن استقالة السراج بنهاية أكتوبر ضياع الاستثمارات الهائلة التي ضخها أردوغان في ليبيا، وتمثلت في إرسال مئات من المستشارين العسكريين الأتراك إلى أراضيها، جنباً إلى جنب مع أكثر من 20 ألف مرتزق سوري، فضلاً عن منظومات دفاع جوي، ومئات من الطائرات المُسيّرة.في الوقت ذاته، يشعر الرئيس التركي أنه لم يعد يمتلك حالياً، أوراق ضغط كافية، تكفل له إرغام أي حكومة جديدة في طرابلس، على الرضوخ لإملاءاته، وذلك في ضوء عدم وجود حاجة ماسة في الوقت الحاضر، لأي دعم عسكري من جانب نظامه.واختتمت الصحيفة بأن نجاح الفرقاء الليبيين في تشكيل حكومة وحدة وطنية، يعزز فرص مطالبتهم للقوات التركية بالانسحاب من بلادهم، وهو ما قد يُقابل برفض من جانب أردوغان، وإصرار على إبقاء العسكريين الأتراك في ليبيا، كما يفعل في شمال شرق سوريا حالياً.وفي نهاية التقرير، أشارت الصحيفة إلى أنه لم يكن غريباً في ضوء الارتباك الذي أحدثه إعلان السراج اعتزامه الاستقالة خلال أسابيع أن يقر الرئيس التركي بأن ذلك يشكل أحد أكثر الأخبار إزعاجاً لبلاده، وتلميحه بأنه قد يسعى لإجراء مباحثات مع رئيس حكومة الوفاق غير المعتمدة لحمله على التراجع عن هذه الخطوة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى