سفير فرنسا بمصر: حل المليشيات أمر ضروري من أجل السلام الدائم في ليبيا
أكد ستيفان روماتيه، سفير فرنسا في القاهرة، أن الليبيين وحدهم من سيقرر ما ستؤول إليه الأمور بشأن وضع الإخوان في ليبيا، مشيرا إلى أن تركيا لديها أجندة سياسية محددة في ليبيا وشرق المتوسط.
وقال روماتيه، في تصريحات لصحيفة «الشروق» المصرية: “إن الليبيين وحدهم من يقرر ما ستؤول إليه الأمور بشأن وضع الإخوان في بلادهم سواء في تشكيل الحكومة أو الانتخابات”، موضحا أن تركيا لديها أجندة سياسية معينة في ليبيا ومنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط”.
وأضاف “الأجندة التركية مبنية على السعي لزعزعة الاستقرار، كما أن الأمر بات واضحا فيما يتعلق بالدور التركي في جلب الميليشيات وتسليحهم، والابتزاز بملف المهاجرين، لذلك فإن هذا السلوك التركي يجب أن يتوقف، وأيضا التحركات التركية التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار ومد النفوذ التركي في المنطقة عبر الأزمة الليبية”.
وتابع “فرنسا ترى وجوب اتخاذ إجراءات واضحة وصارمة لدفع تركيا لاحترام الالتزامات التي وقعت عليها، كما تسعى للحوار مع أنقرة في هذه التوترات، ولكن حوارا من دون أي تنازلات، لاسيما فيما يتعلق بحظر الأسلحة في ليبيا، حيث إننا لسنا متفائلين بحل الميليشيات في ليبيا ولكننا نتحلى بالواقعية والفطنة، فحل الميليشيات أمر لا غنى عنه من أجل السلام الدائم في ليبيا، ومصر كانت نشطة للغاية في هذا الأمر حيث بذلت جهودا كبيرة لعقد لقاءات بجميع الأطراف التي على صلة بهذه الميليشيات، ونتواصل مع القاهرة للتعاون في ذلك الأمر”.
واستطرد “عدم التوصل إلى موقف أوروبي موحد تجاه الأزمة الليبية يضعف من موقف أوروبا، ويترك دولا أخرى مثل تركيا تلعب على وتر تلك الانقسامات الأوروبية وتستغلها لصالحها، فهناك بعض التقدم الذي تم تحقيقه في الموقف الأوروبي، خلال الستة أشهر الماضية، وهناك توافق وإجماع بين دول الاتحاد فيما يتعلق بالأهداف السياسية المشتركة التي يتعين التوصل إليها ووضع خارطة طريق أوروبية لحل الأزمة الليبية”.
وتطرق للتدخلات الأجنبية، والأدوار التي تلعبها قوى خارجية، في تأجيج الوضع في ليبيا، لاسيما تركيا فضلا عن الفراغ السياسي السائد في البلاد منذ عام 2014، والناتج عن عدم قدرة جميع الأطراف الليبية عن التوصل إلى توافق فيما يتعلق بالمعادلة السياسية لتحقيق الاستقرار.
وشدد على أن فرنسا ومصر تحملان نفس وجهة النظر فيما يتعلق بكيفية تسوية الأزمة الليبية، وترتكز على تحويل الهدنة المؤقتة إلى وقف دائم لإطلاق النار، ودفع جميع الأطراف الليبية إلى التوصل إلى أجندة سياسية مشتركة، قائلا: “رغم صعوبة ذلك يجب التوصل إلى هذه الأجندة باعتبارها السبيل الوحيد لسد الفراغ السياسي في البلاد، لأنه لا يوجد حل عسكري للأزمة الليبية، حيث يجب العمل على وقف النفوذ والتدخل الاقليمي واحترام قرارات الأمم المتحدة فيما يتعلق بحظر إرسال الأسلحة إلى ليبيا، ووقف التدخلات الأجنبية فيها لا سيما التركية، وهذا أمر يصعب تحقيقه في ظل المعطيات الراهنة”.
وأوضح أنه يتم التحضير خلال الأيام المقبلة لمبادرة فرنسية حول ليبيا، متابعا “كما ننسق مع القاهرة لرسم الخطوط العريضة للمبادرة التي ستضم دول الجوار، وجميع الأطراف السياسية الفاعلة في الأزمة الليبية، وسيتم تحديد موعد القمة بمجرد الانتهاء من تنسيق المبادرة”.
الوسوم