في عريضة لـ«غوتيرس».. النخبة الليبية تحذر من مساعي البعثة الأممية الغامضة ومحاولة تدوير الوجوه الفاسدة
وجه عدد من الإعلاميين والصحافيين والكتاب عريضة إلى غوتيرس الأمين العام للجمعية العامة للأمم المتحدة لطلب عدم الإصرار على حصر الشرعية الدولية حكومة الوفاق، مطالبين بضرورة تفكيك المليشيات وتسليم سلاحهم.وتنشر «الساعة24» العريضة التي ذكر فيها الموقعون أن تلك العريضة تعد رسالة مفتوحة في لحظة تاريخية فارقة في ليبيا، مشيرين إلى أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تعمل على صنع السلام ولتطبيق اتفاق برلين المضمن في قرار مجلس الأمن 2510، والداعي لوقف العمليات العسكرية في ليبيا، وتعزيز الثقة بين الأطراف.وأضافوا أن الليبيبن يرقبون بعين الأمل صناعة سلام حقيقي وعادل، لإنهاء المأساة التي زادت عن حدها، في ظل إصرار منكم على اعتبار الشرعية الدولية وحصر الاعتراف الرسمي بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق التي أنتجها الاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات المغربية في 17 ديسمبر 2015، والتي تجاوز مدته القانونية وتحول لعبأ على الليبيين وزادت في ظل حكمها المعاناة الاقتصادية والاجتماعية وزادت حدة الانقسام السياسي والمؤسساتي.ولفت إلى أن الصحفيون الليبيون والنخبة الوطنية المتمرسة وعموم الشعب استبشروا بتكليف قامة إعلامية مهمة على رأس المؤسسة الليبية للإعلام ولأول مرة منذ إسقاط الدولة في ليبيا، وهو الصحفي محمد عمر بعيو الذي اتخذ قرارات شجاعة في وقت قياسي.ونوهوا أن محمد عمر بعيو قرر مواجهة التنظيمات الأيدلوجية وأذرعها العسكرية وألزم القنوات الواقعة تحت سلطته وفقا لقرار تكليفه من رئيس المجلس الرئاسي ودعاها لوقف خطاب الكراهية و الدعوة لبناء إعلام السلام و طي صفحة الماضي.وتابعوا أن الليبيين تفاجؤوا بتهديده علنية من قادة الميليشيات المسيطرة على طرابلس ومن ثم اختطافه واثنين من أبنائه من بيتهم واقتيادهم لمقر الميليشيا، بل ورافق ذلك ظهورهم العلني في وسائل الإعلام الممولة من قطر والتي تبث من تركيا في انتهاك صارخ لدعوات مجلس الامن وقرارته وبتحريض علني ضد السلام والتأكيد على نشر خطاب الكراهية و العنف .وأكد الموقعون على هذه العريضة إدانتهم لهذه الأعمال غير المسؤولة ويدعون لاتخاذ التدابير اللازمة لحماية حقوق الإنسان والحريات العامة وفي مقدمتها حرية التعبير والوصول للمعلومة.كما دعوا لمخاطبة الدول التي تتخذ بعض القنوات الإعلامية الممولة من الخارج أراضيها لبث الفرقة وخطاب الكراهية لإيقاف هذا العبث الممارس ضد الشعب الليبي وتحميلهم المسؤولية القانونية والأخلاقية لإقفالها ومحاكمة مسؤوليها وفقا للقانون الإنساني الدولي .ونبه الموقعون الأمين العام أن ممثلي الأمم المتحدة في البعثة يقودون حوارا مشلولا وانتقائي ولا يملك أي تمثيل حقيقي للشعب الليبي ونخبه وشبابه ونسائه وشاباته، ويسير بغموض وسرية وحتى اليوم لا يعرف الحوار مع من و لا من المتواجدون فيه.وشددوا على ضرورة التدخل لتصويب أعمال البعثة ونشر البيانات الرسمية والمعلنة و أن لا تترك الليبيين في حالة من التيه والترقب ولتفاجئهم بإعادة تدوير الوجوه المستهلكة والفاسدة.وواصلوا أن ما حدث مع محمد بعيو هو سيناريو يومي يعانيه المواطنون في مناطق سيطرة الوفاق حيث بات الإختطاف والقتل و التغييب أسلوب حياة في غياب تام لأجهزة الدولة الأمنية و ضعف علني لوزارة الداخلية التي يقودها أحد أمراء الحرب في ليبيا .ولفتوا إلى أن تفكيك سلاح الميليشيات و تسريح أفرادها و إعادة إدماجهم في الحياة المدنية بات أمر ملح و ضروري، لأن الانفلات القائم يهدد بتوسعه في المنطقة برمتها ، فلا يوجد أي رادع يوقف هذه المجموعات و التي تتلقى تمويلا و تدريبا و تسليحا من دول إقليمية متدخلة بشكل سلبي في ليبيا .واختتم الموقعون عريصتهم بالتعبير عن أملهم في أن يروا موقفا فاعلا و صادقا وحقيقيا وأن لا يستمعوا لما تعودوا عليه من تطمينات دون نتائج ملموسة.