“سليمان سويكر” من مُزوّر في اتفاق الصخيرات إلى مرشح لرئاسة مجلس النواب بدعم الإخوان
أفادت مصادر صحفية متطابقة بأن جماعة الإخوان (المدرجة على قائمة الإرهاب بقرار من مجلس النواب) تسعى للدفع بالنائب المنشق سليمان خطاب سويكر لتولي رئاسة مجلس النواب في الجلسة المرتقب عقدها في غدامس.وفي السياق نفسه، قالت مصادر مطلعة لـ”الساعة 24″، إن النائب المنشق حمودة سيالة وافق على التنازل عن طموحه برئاسة المجلس الموحد، لـ” سويكر”، بعد إقناع جماعة الإخوان التي ينتمي إليها إياه، بأن سليمان سيكون وجها مقبولا لدى “برقة” لأنه منتخب عن الدائرة الثانية المرج، وفي الوقت نفسه يعد من المعسكر الموازي في طرابلس.ومما أكسب “الإخوان” الثقة في “سويكر”، مواقفه إذ إنه لا يتوانى في مناسبة أو بدونها من التودد والتزلف لحكومة “الوفاق”، وتسويق المبررات لفشلها، حتى وإن كان التقرب منها ثمنه التهجم على “برقة” وناخبيه، فهو الذي كتب بالنص على صفحته بموقع “فيسبوك”: “إن الطلب من رئيس المجلس الرئاسي الإغداق على برقة وإلا الحرج والزعل أمر مقيت ترفضه الفطرة ويمجه المزاج العام”.مخطط الحوار السياسي تأتي مساعي الإخوان للدفع بـ”سويكر” لرئاسة مجلس النواب، بعد تحطم آمالها في تنصيبه رئيسا للمجلس الرئاسي بالفترة الانتقالية الجديدة.وأخبر مصدر مطلع “الساعة 24″ بأن حمودة سيالة وبعض الأعضاء المحسوبين على جماعة الإخوان بالتنسيق مع عضوتي منتدى الحوار السياسي آمال بوقعيقيص والدكتورة أم العز الفارسي، اتفقوا على الدفع بـ”سويكر” لهذا المنصب، خلال الجلسات التي عقدت في تونس.وأوضح المصدر أن جهود الإخوان واجهتها توافقات بين أعضاء مجلسي النواب والدولة الاستشاري، في الجلسات التي عقدت في أكتوبر الماضي بالمغرب، وأفضت إلى تأييد تولي المستشار عقيلة صالح رئاسة المجلس الرئاسي في الفترة الانتقالية، ومعايير اختيار المناصب السيادية.منبوذ في مسقط رأسه مقربون من سليمان سويكر في مسقط رأسه النيابي بالمرج، رفضوا سماع اسمه لدى سؤال “الساعة 24” عن رأيهم في تولي نائبهم البرلماني “مجلس النواب الموحد”.وبعدما رحب المقربون من “سويكر”، الذين رفضوا إعلان هويتهم، بجهود توحيد مجلس النواب، بادرونا بعدد من الأسئلة التي لم نجد لها إجابة، ومنها: “أين سليمان منذ سنوات؟ وبما أفاد أبناء جلدته الذين انتخبوه وكانوا سببا في وصوله إلى كرسيه الحالي الذي يطمح الآن للقفز منه إلى ما هو أعلى؟ وماذا قدم لليبيا عامة بعد “هروبه” إلى طرابلس ووقوفه في معسكر المليشيات المسلحة أمام الجيش الليبي؟”.وتركناهم على أمل أن نجد إجابة لدى أبناء مدينة المرج، وتوجهنا بسؤالنا إلى حسن (اسم مستعار)، عن رأيه في ترشيح السويكر لرئاسة مجلس النواب، فانفعل قائلا: “من؟ سليمان خطاب سويكر! تسألني عن فرحي بذلك وأنا أسألك: أين هو الآن؟”.ومع قولنا “إنه في طرابلس”، رد الرجل الخمسيني بصوت جهوري، وضربة يد عفوية على صدره، قائلا: “أعرف أنه في طرابلس، والمصيبة الآن أنك تسألني عن فرحتي إذا تولى رئاسة البرلمان، انظر إلى شيبة رأسي، مرت سنوات عجاف علينا هنا، وانتخبناه ظنا منا أن مجلس النواب بيده إنهاء الأزمة الليبية، لكن تفاجأنا بأن سويكر كان سببا في انقسام سياسي ولاذ بالفرار إلى معسكر الإخوان في العاصمة للوصول إلى مآرب أخرى”.وتركنا الرجل وذهب قبل أن يلتفت لنا في مشيته ويعلي صوته: “سليمان.. أخبروه إذا رأيتموه أني أقول إنه وصولي”، على حسب تعبيره.تاريخ لا ينسى بمحاولة تفسير كلام الرجل، عدنا إلى أرشيف التاريخ الذي لا ينسى، فعثرنا على تصريحات صحفية للنائب سويكر خلال تواجده في طبرق، يمدح فيها القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر، ويؤكد فيها أن الجيش الليبي يخوض معارك ضد الإرهاب في بنغازي، وأن مجلس النواب منح الشرعية لعملية “الكرامة”.وبعد انتقاله إلى طرابلس، أصدر “سويكر” تصريحات عبر صفحته الشخصية على موقع “فيسبوك”، مناهضة لعملية الكرامة، قال خلالها: “إن الحرب على طرابلس دوافعها سياسية بامتياز وليست فتحا مبينا، وأنه لا علاقة لإقليم برقة بها فلم يجتمع بشأنها أحد منهم ويقرر الهجوم على طرابلس”.وأضاف: “من غير المعقول أن يذهب شباب برقة الذين يعانون أسوأ الأحوال لتحرير شباب طرابلس الذين لا ينقصهم شيء أصلا ولم يطلبوا مساعدتنا في ذلك، بل إنهم خرجوا يدافعون عن أنفسهم”.الجيش الليبيوتجاهل “سويكر” حقيقة أن الجيش الذي سعى إلى تحرير طرابلس من المليشيات وإعادة هيبة الدولة للعاصمة لم يكن مقتصرا على أبناء المنطقة الشرقية فقط، وإنما كان يجمع أبناء ليبيا من كافة المناطق بما فيها طرابلس نفسها، كما تجاهل حقيقة مؤلمة، وهي أن بلاده تتعرض منذ فترة إلى غزو تركي مباشر، وأن مهمته الوطنية كنائب منتخب تقتضي منه الاصطفاف وراء الجيش لا أن يتحول لداعم للمحتل التركي.سبب الأزمة في وقت سابق، كشف عضو مجلس النواب، الدكتور محمد عامر العباني، عن دور “سويكر” في الانقسام السياسي خلال مؤتمر الصخيرات والذي تسبب في التصدع بالمشهد الحالي.وقال العباني في منشور عبر صفحته على موقع “فيسبوك”: “نلعن اتفاق الصخيرات المليء بالتدليس والتزوير، فمن وقّع عليه من مجلس النواب، لم يكن مخولا بالتوقيع عليه أصلا، حيث إن القرار رقم (5) لسنة 2015م، اشترط على اللجنة الرباعية الممثلة للبرلمان عدم التوقيع قبل الرجوع للبرلمان، ولكن وللأسف الشديد، وقع السيدان إمحمد شعيب وصالح همة، في حين لم يوقع السيدان بوبكر بعيرة والصادق إدريس، والأدهى من ذلك قام السيد شعيب بصفته النائب الأول لرئيس النواب بتكليف السيد سليمان سويكر والسيدة سعاد الشلي بالتوقيع على الاتفاق وهما غير مختارين من قبل مجلس النواب”. وأردف العباني: “وبالتالي من هنا بدأ التزوير والتمرير، وانتهى بتضليل المبعوث الأممي السيد كوبلر لمجلس الأمن الذي أصدر قراره رقم 2259 بالتصديق على الاتفاق قبل إدخاله تعديلا دستوريا في الإعلان الدستوري الصادر في الثالث من أغسطس 2011، انتهت صلاحية ما يسمى اتفاق الصخيرات غير المشرعن محليا بتاريخ (16-12-2016) وانتهى تمديده وفقا لأحكامه بتاريخ (17-12-2017)، مما يجعل الهياكل المنبثقة عليه منتهية الصلاحية وفاقدة الشرعية، وأن ما تصدره هذه الهياكل من قرارات وما تبرمه من اتفاقيات وما تعقده من عقود يعد باطلا بطلانا مطلقا، ولا قيمة شرعية لهكذا تصرفات”.