أعداء الأمس أصدقاء اليوم.. هل لقاء باشاغا وجويلي يشكل تحالفا ضد التاجوري وكتائب طرابلس؟
فتحت صراعات النفوذ الدائرة بين المليشيات في العاصمة طرابلس بابا للتقارب بين وزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا وآمر (ما تدعى) المنطقة العسكرية الغربية أسامة الجويلي، بعدما تعمقت هوة العلاقات بينهما في الفترة الماضية.إذابة الجليدوعقد باشاغا لقاء اليوم الاثنين، زعمت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق أنه جاء للتباحث حول عدد من المواضيع العسكرية، فيما يخص الدعم العسكري والأمني والتعاون المشترك، وكذلك استعراض الوضع السياسي والأمني داخل البلاد، على حد زعمها.وأضافت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق في بيانها الذي طالعته “الساعة 24″، أن اللقاء شهد أيضا مناقشة مخرجات لجنة 5+5 وكيفية دعمها للوصول إلى نتائج إيجابية تخدم المصلحة الوطنية، بالإضافة لعدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، على حد ادعائه.حرب “التحشيدات” الباردةويرى مراقبون للأوضاع في طرابلس، أن باشاغا التقى بجويلي من أجل دعمه عسكريا في التحضيرات الجارية لحرب المليشيات في طرابلس، والتي انقسمت إلى معسكرين أحدهما يتزعمه باشاغا، أمام المعسكر المضاد بقيادة هيثم التاجوري.ويقول محللون استطلعت “الساعة 24” آراءهم، إن رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج يحاول إشعال الأوضاع في طرابلس، بضرب المليشيات المسلحة في بعضها، من أجل فرض نفسها رئيسا لمدة إضافية بحكم الأمر الواقع، وسط تعقيد الحوار السياسي الجاري.ويستدل هؤلاء المحللين بأن السراج قرر فصل المليشيا التي تدعى “جهاز الردع” عن وزارة الداخلية التي يرأسها باشاغا، لتصبح جهازاً تابعاً له بذمة مالية مستقلة، ونصّب عبد الرؤوف كارة، رئيسًا له.ويأتي هذا بحسب المراقبين لتجريد باشاغا من قوته التي يستمدها من عدد من المليشيات بالعاصمة إضافة إلى مليشيات مصراتة، والتي يسعى التاجوري لطردها خارج طرابلس.“ما صنع الحداد”ووصف المحللون علاقات باشاغا والجويلي بأبعد ما تكون عن الصداقة، لاختلافهما في المصالح، واستدلوا على ذلك بتصريح تلفزيوني لجويلي أطلقه العام الماضي كشف خلاله أن باشاغا كان أحد مهندس عملية “فجر ليبيا” التي وصفها بأنها عملية إجرامية دمرت البلد ودمرت العملية السياسية برمتها وأدخلتنا في نفق مظلم.وبحسب المحللين، لم ينس باشاغا رد القلم لجويلي، التي لم تهدأ علاقاتهما يوما خلال الفترة الماضية، ووجه ضربة لآمر المنطقة العسكرية الغربية في سبتمبر الماضي باعتقال عدد من “المرتزقة التشاديين” التابعين لقوات الجويلي في منطقة ورشفانة، لارتكابهم عمليات سرقة ونهب، لكن هؤلاء تمكنوا من الفرار وعادوا إلى جويلي مرة أخرى.وفي الوقت نفسه، يؤكد المحللون أن الأوضاع المستقبلية قادرة على تفريق الحلفاء وتقريب الفرقاء، كما حدث بين باشاغا وحليفه عبد الرؤوف كاره آمر مليشيا “الردع”، من أجل الأطماع الذي أغراه بها السراج.