“ماضي باشاغا” يعرقل صعود “رجل الجميع” إلى سدة الحكم في ليبيا
يستحق فتحي باشاغا وزير داخلية حكومة الوفاق لقب “رجل الجميع في ليبيا” لا لتعدد علاقاته بالأجهزة الأمنية والاستخباراتية الدولية فقط، لكن لأن الرجل الذي يطمح في الوصول إلى سدة الحكم في ليبيا يسعى لإقناع الجميع بأنه الرجل القوي الذي بالامكان الاعتماد عليه في ليبيا، لكن بمطالعة سريعة لمواقف وأراء الرجل الذي أثنى على علاقات حكومته مع القاهرة قبل يومين عقب لقاء مع وفد مصري بطرابلس، بعد هجوم سابق على مصر، يدرك أنه سريع التلون وفق مصالحه السياسية.
يجر “باشاغا” خلفه تركة من الجرائم التي تأبى ذاكرة الليبيين نسيانها منذ مذبحة غرغور، وتشكل هذه التركة ثقلاً يصعب على القيادي الإخواني وتاجر الإطارات السابق التخلص منها، وإقناع الجميع بأنه الأصلح لتولي المسئولية.
هوجم “باشاغا” يوم سافر إلى فرنسا من قبل المفتي المعزول الصادق الغرياني المقيم في أنقرة، والذي عبر عن استهجان تركيا للزيارة، وهوجم يوم زار مصر سراً قبل أسابيع باحثاً عن توافق إقليمي لشخصه، تنفيذاً لإجندته السياسية.
وأثارت لقاءات الرجل الخارجية حفيظة حتى الموالين لحكومة الوفاق، فقبل يومين يلتقي خلوصي آكار وزير الدفاع التركي، وقبلها وفد مصري بارز، وقبلها مسؤلين فرنسيين، كل ذلك سعياً لاعتلاء كرسي السلطة في ليبيا.
لا يدرك باشاغا الحكمة القائلة بأن صديق الجميع ليس صديقاً لأحد، وأن تعدد علاقاته ومساعيه لإمساك العصا من المنتصف لن يمحو في ذاكرة الليبيين سجله السابق.
لم يسلم باشاغا من رفض من خرجوا ضده في الزاوية مطالبين بإسقاط “العجلاتي” في إشارة إلى امتهانه السابق مهنة تجارة الإطارات، بل وحتى من غمز ولمز مسئولين في “حكومة الوفاق” على رأسهم منافسه التقليدي فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي.