لماذا يريد باشاغا زيارة شرق ليبيا؟
أثارت مؤخرا مزاعم وزير داخلية حكومة الوفاق فتحي باشاغا، بإعلانه أنه سيزور المنطقة الشرقية، كثيرا من التساؤلات حول أهدافه من الزيارة وهل تم التنسيق لترتيب هذا الأمر؟، ولماذا هذه الزيارة في هذا التوقيت خاصة أن قائمة المستشار عقيلة صالح و”فتحي باشاغا” لم تحقق الفوز داخل لجنة الحوار السياسي، حين تغلبت عليها قائمة المنفي – الدبيبة، في الجولة الثانية الحاسمة.
منذ أيام زعم فتحي باشاغا، خلال مؤتمر صحفي في مدينة طرابلس أنه سيزور المنطقة الشرقية في إطار المصالحة الوطنية.
جاء انعقاد المؤتمر الصحفي فور عودة “باشاغا” من تركيا، حيث رصدت “الساعة 24″ فعاليات المؤتمر الذي أعلن خلاله “باشاغا” أنه مستمر في العمل حتى حصول الحكومة الجديدة على الثقة من مجلس النواب، وسيسلم مهامه للسلطة القادمة، وفق ادعائه.
وأضاف “باشاغا” بقوله: “سأدعم وزارة الداخلية حتى لوكنت خارج الوزارة حتى لا تنهار الدولة مرة أخرى”، مردفا: “وحدة ليبيا وميلاد سلطة جديدة أهم مكسب لليبيين”.
وواصل: “آلية اختيار المجلس الرئاسي والحكومة كانت شفافة جداً، ومعركتنا القادمة هي معركة مكافحة الفساد، ويجب تكاتف كل الليبيين؛ لمحاربته”.
ودعا باشاغا الجميع إلى دعم الحكومة الجديدة حتى تتحصل على الثقة وتتمكن من الوصول بالبلاد إلى الانتخابات، مستكملا: “الداخلية موجودة وستعمل بكل حزم وجدية وبروح وطنية مشتركة”.
“فتحي باشاغا” المغرم بالتخطيط منذ خلافاته مع “فائز السراج” وتدخل تركيا للمصالحة بينهما واستقبال المليشيات الحافل لـه ” بعد رجوعه من تركيا، لم يعلن زيارته الشرق الليبي إلا لأهداف معينة يسعى لتحقيقها قد تكون للحفاظ على استمراره في المشهد بعد إعلان الحكومة الجديدة، أو تكون تخطيطا جديدا للانتخابات، أو تنفيذا للعبارات التي تغنى بها أثناء كلمته في لجنة الحوار السياسي وأنه يسعى لتحقيق الشراكة الوطنية لكافة مناطق ليبيا.
يذكرنا إعلان “باشاغا” زيارته للشرق الليبي بتحركاته التي نشب بسببها الخلاف مع “السراج”، بسبب دفع حزب العدالة والبناء لـ”باشاغا” نحو فتح آفاق من الحوار مع كتل نيابية من المنطقة الشرقية، ومع مقربين من رئيس مجلس النواب الذي يريد بلورة رؤيته القائمة على تشكيل مجلس رئاسي جديد من رئيس ونائبين، وحكومة وحدة وطنية منفصلة عن الرئاسي.
علق حسن الصغير وكيل وزارة الخارجية الأسبق، على إعلان “باشاغا” زيارة لبرقة أو فزان في هذا التوقيت، بأن غرضها الحقيقي إرسال رسالة مفادها بأنه لا حاجة لحكومة جديدة لإجراء الانتخابات.
وتابع “الصغير” عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”:” أن باشاغا يريد أن يقول نحن نزور كل مكان في ليبيا كوزارة داخلية ويمكننا تأمين الانتخابات وإدارتها أمنياً دون الحاجة لحكومة جديدة”.
وأضاف حسن الصغير:” منْ يقبل بهذه الزيارة في برقة وفزان فهو إما مغفل أو صاحب مصلحة كباشاغا في تعطيل السلطة الجديدة”.
كان”باشاغا” والمستشار عقيلة صالح في قائمة واحدة حيث كان سيكون منصب رئيس المجلس الرئاسي لـ”صالح”، ومنصب رئيس الحكومة لـ”باشاغا”، الأمر الذي يثير كثير من التساؤلات حول تأثير هذه القائمة في إعلان “باشاغا” زيارة الشرق الليبي.
تحركات “فتحي باشاغا” على الأرض تثير كثيرا من الشكوك والتساؤلات لكن المؤكد أنه لن يتنازل عن تحقيق أهدافه التي يسعى إليها وفقا لخططه والمتمثلة في الحصول على السلطة بأي طريقة.
الوسوم