بعد 10 سنوات عجاف.. سرت التي دفعت الثمن تجمع شمل الليبيين في جلسة تاريخية
يزداد تسليط الأضواء على مدينة السلام سرت، مع مرور كل ساعة، واقتراب الليبيين على جلسة مجلس النواب المقرر لمدينة الجهاد احتضانها غدا الاثنين، لمنح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وسلم الدبيبة تشكيلة حكومته إلى رئاسة مجلس النواب، بعد موافقة اللجنة العسكرية المشتركة “5+5″، على تأمين جلسة منح الثقة المرتقبة في سرت، فيما نشرت وزارة الداخلية بالحكومة الليبية عناصرها لتأمين أرجاء المدينة.
نقطة تحول
ومثلت سرت نقطة تحول في الصراع بين الأطراف الليبية، بعدما فاجأت القوات المسلحة العربية الليبية المليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق، في عملية خاطفة وخالية من الدماء في يناير 2020، وبسطت الأمن في المدينة.
وتعود أهمية سرت إلى موقعها الجغرافي المميز، إذ إنها مدينة ساحلية تطل على البحر الأبيض المتوسط، وتقع في منتصف الساحل الليبي بين مدينتي طرابلس وبنغازي، تعد أهم مدينة في وسط ليبيا، ويبلغ تعداد سكان سرت نحو 128 ألف نسمة بحسب آخر إحصاء عام 2013.
ومما يزيد من أهمية سرت الإستراتيجية اقترابها من حقول النفط الواقعة جنوب شرقها، وكذلك موانئ النفط الرئيسية في ليبيا؛ وهي: “البريقة، ورأس لانوف، والسدرة”، وتُمكّن من يسيطر عليها من مفاتيح التحرك نحو شرق وغرب البلاد بحرية تامة.
سنوات الحرب
في 2011 اتخذ الرئيس الراحل معمر القذافي المدينة مقرًا له بعد أن فقد السيطرة على طرابلس، وبقى فيها حتى قُتل في 20 أكتوبر من نفس العام.
واختفت المدينة عن ساحة الصراع منذ مقتل القذافي إلى أن سيطر عليها تنظيم داعش في مايو 2015 بعد معارك استمرت نحو شهرين، وشهدت الحادث الإرهابي المأساوي لإعدام 21 مصريًا على يد داعش.
ولم تغفل التنظيمات الإرهابية أهمية المدينة الكبرى، إذ تصارعت عليها خلال سنوات الحرب الليبية بسبب موقعها الإستراتيجي المهم.
مدينة السلام
تحولت سرت إلى نقطة تجمع لليبيين، بعد أن كانت تترقب اندلاع حرب وشيكة، واتخذت اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” مقرا لها، قبل أن يطالب أعضاء بملتقى الحوار السياسي بأن تكون المدينة مقرا للمؤسسات الليبية الموحدة، والسلطة التنفيذية الجديدة.
ودفعت الظروف السياسية الحالية، مجلس النواب ليكون على قائمة المؤسسات الليبية التي تجتمع في سرت بعد سنوات من الانقسام، ليجتمع بشقيه “طبرق” و”الموازي في طرابلس”، غدا الاثنين.
إلى ذلك، قال عضو مجلس النواب زياد دغيم إن مدينة سرت هي المقر القانوني الجديد لمجلس النواب بموجب قرار البرلمان بآخر جلسة عقدها.
من جانبه، كشف عضو مجلس النواب محمد الرعيض، عن أن عددا من النواب المقاطعين في طرابلس سيتوجهون غدا الأحد إلى سرت استعدادا لجلسة منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية.
وفي هذا الإطار، شدد عضو مجلس النواب أبو بكر بعيرة، على ضرورة اقتصار البرلمان في سرت على منح الثقة للحكومة فقط.
وأوضح أن المجلس أمامه عدة إشكاليات من بينها تغيير رئاسة البرلمان المستمرة منذ 6 سنوات دون التداول السلمي للسلطة.
وأكد بعيرة: “يجب أن تمنح الحكومة الثقة أولا ثم نعود إلى القضايا الأخرى، من تعديل النظام الداخلي للبرلمان، وانتخاب الرئاسة”.