اخبار مميزة

«بوكليب»: نجاح الدبيبة في اختيار وزراء أكفاء يقطع الطريق على الدناصير المتخندقة بالمناصب

أكد الكاتب الليبي جمعة بوكليب، أن الليبيين ليسوا على وفاق منذ فبراير 2011، مشيرا إلى أنه كلما لاح أمل بقرب انجلاء الغمة؛ تنقلب الأمور رأسا على عقب.
وقال بوكليب، في مقال له بصحيفة «الشرق الأوسط»: “الليبيون وحُسن الحظ -على ما يبدو- ليسوا على وفاق منذ نجاح ثورتهم عام 2011، إذ كلما لاح من بعيد في الأفق قبسٌ نحيلٌ من أمل بقرب انجلاء الغُمّة التي جثمت على قلوبهم طيلة سنوات، تنقلب الأمور فجأة بفعل فاعلين من الداخل والخارج، وتتلاشى الفرصة تاركة وراءها حسرات تتراكم”.
وأضاف “خلال الأيام القليلة الماضية، تسربت تقارير إعلامية مثيرة للقلق، بل محزنة، تتحدث عن قيام أشخاص يمثلون عبد الحميد الدبيبة، المرشح لتولي رئاسة الحكومة، بدفع مبالغ مالية على شكل رشى إلى بعض أعضاء لجنة الحوار. وأصدر السيد دبيّبة -عبر مكتبه- بياناً بالنفي، مؤكداً أن الخبر قُصد به تعطيل العملية السياسية وتحريفها عن مسارها”.
وتابع “هناك من يريد وضع عصي في دواليب عجلات العربة التي تحركت أخيراً نحو مسار مخالف. وبالتالي، من الأفضل إيقافها عن مواصلة السير كلية. لجنة الخبراء الأممية قالت إن تقريرها سيصدر يوم 15 مارس الحالي، ويقدم إلى مجلس الأمن الدولي. ومن جانبها، أكدت البعثة الأممية في ليبيا، في بيان أصدرته مؤخراً تعقيباً على الخبر، أن العملية السياسية مستمرة بمخرجاتها، وأن البرلمان الليبي سوف يعقد جلسته المأمولة في موعدها يوم 8 مارس بمدينة سرت لمنح الحكومة الثقة”.
وواصل “المشكلة في الأخبار غير السارة أنها تنتقل بلا أقدام بسرعة عجيبة، وتجد لها آذاناً منتظرة في كل حنيّة، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي. الخبر المسرب عن الرشى سرعان ما بدأت تتناقله مختلف المواقع والقنوات الليبية والأجنبية، بل إن بعض المعلقين الذين يظهرون في قنوات تلفزية ليبية لا تخفي عداءها للثورة الليبية نشروا على صفحاتهم في «فيسبوك» قائمة بمن تلقوا رشى، تشمل أسماء سيدات ليبيات معروفات بنزاهتهن من المشاركات في لجنة الحوار. وفي يوم السبت الماضي، أصدرت ست سيدات منهن بياناً يدين بشدة ما يدور من إشاعات تتعلق بقبولهن تسلم مبالغ مالية على شكل رشى”.
واستكمل “رغماً عن ذلك، فإن الطريق أمام نواب البرلمان إلى مدينة سرت، وفقاً لبيان أصدرته لجنة (5+5) العسكرية، سيكون خالياً من الحواجز والبوابات المسلحة. وتبقى مسألة تمكن السيد الدبيبة من اختيار وزراء يتميزون بالكفاءة غير مثيرين للخلاف في أقرب وقت ممكن، لقطع الطريق على دناصير متخندقة في مناصب، ومن يدور في دوائرهم من أنصار سدنة الإبقاء على الوضع القائم، رفضاً لتغيير سوف يؤدي إلى حرمانهم من أضواء ونفوذ وأموال استحلوها ولا يستحقونها”.
واستطرد “ليس مهماً أن تكون الولادة عسيرة لأن ذلك من طبيعة الحياة، لكن المهم نجاحها، لأن الفشل يعني تواصل مسلسل الفوضى والسلب والنهب، وغياب الأمن والأمان لبلد وشعب في أمسّ الحاجة للاستقرار واستعادة السلام، السؤال الذي لا مفرّ من مواجهته: ماذا لو أثبت بالأدلة تقرير لجنة الخبراء إلى مجلس الأمن الدولي واقعة تقديم رشى لبعض أعضاء لجنة الحوار السياسي؟”.
الوسوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى