فنانون وأدباء: جمعية الدعوة تسعى لهدم واجهة ليبيا الحضارية.. أنقذوا دار الفنون
على بعد أمتار قلائل من مقر رئاسة الحكومة في طريق السكة بالعاصمة طرابلس تثار أزمة وغضب تحتضنها دار الفنون أحد أهم المعالم الليبية وواجهة البلاد الحضارية التي لا تخطئها قدم فنان أو مثقف يدخل ليبيا.
شرارة غضب أشعلتها جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، التي أصدرت قرارا بهدم مقر دار الفنون الذي يعد أحد أهم الملتقيات للفنانين والمثقفين ولها صلات دولية بكل نظرائها في العالم.
قرار الجمعية الإسلامية وصفه البعض بأنه هجمة ممنهجة على كل ما هو ثقافي وفني وكافة مؤسسات التنوير في ليبيا، لافتين إلى أنه بعد قرار هيئة الأوقاف بالحجز على مبنى المركز الوطني للمحفوظات والدراسات التاريخية، الذي يعد ذاكرة التاريخ الليبي جاءت الجمعية الإسلامية بقرار هدم دار الفنون بحجة تهالكه وعدم دفع الإيجار.
الكاتب والروائي الليبي منصور بوشناف وصف قرار هدم دار الفنون بالطوفان القبلي والتصحر الذي يكتسح كل ماله علاقة بالثقافة والفنون الليبية، قائلا: «إن ذلك ينذر بالدمار ويبشر بعصر ثقافة القبلي، وثقافة القتل وإلقاء الجثث في المكبات وحرق الكتب والآلات الموسيقية».
وأضاف «أنهم يريدون المد الصحراوي بعد المسرح والسينما والغزالة والحسناء والقبة الفلكية وتدمير وسرقة الآثار ومركز المحفوظات وقبلها مبنى البرلمان ومسرح الغزالة وحرق الآلات الموسيقية والكتب».
أما الفنان التشكيلي على العباني فقال: «إن دار الفنون شرعت أبوابها للفنانين والمثقفين فتحولت إلى منتدى لا نظير له في مدينة غابت فيها المنتديات والملتقيات ليأتي اليوم من لايطيق رؤية الجمال لأنه يستفز ما بداخله من قبح وعداء لكل ماهو جميل ليتربص بأسمى ما في الحياة من قيم الحرية والفرح».
وتابع «أن بلادنا للأسف فقدت كل ما من شأنه أن يحقق الحرية وأن يبث الأمل والطمأنينة في النفوس»، مشيرا إلى أن دار الفنون ملتقى التشكيليين والأدباء والمثقفين وواجهة البلاد الحضارية، وأيقونة منها نطل على مشارف الأحلام.
الفنانة التشكيلية خلود الزوي طالبت بإنقاذ الدار من الدمار، قائلة: «جمعية الدعوة الإسلامية طلبت إخلاء دار الفنون لتحويلها إلى مكان تجاري خلاص ضاقت معاش عندكم شن اتهدمو جيتو للمكان اللي ينشر في الفن والجمال والثقافة وتبو تهدموا المكان اللي يغطي القبح والبشاعة التي عانينا منها 10 سنوات الحرب».
أيضا الفنانة التشكيلية سعاد الأبا طالبت بإنقاذ دار الفنون من الهدم، قائلة: «أنقذوا دار الفنون فمن المؤلم أني سمعت أن الدار ستهدَّم، والتي هي مَعلمةٌ فنية وأدبية وثقافية في عاصمتنا الحبيبة طرابلس والتي تجمعني بها ذكريات كما غيري من الفنانين والآدباء الليبيين التي كانت محطة مهمة في تاريخنا الفني والثقافي، وأني أتألم كما تتألم تلك الجدران الآن بعد سماع خبر هدمها».
واعتبر المنتج الفني الهادي البكوش أن قرار هدم دار الفنون يعد أول امتحان لوزيرة الثقافة الجديدة بحكومة الوحدة الوطنية، قائلا: «العالم يعرف بفنونه وفنانينه وموروثه الثقافي، وبالأمس القريب تم إغلاق المسرح الوطني من قبل مفوضية الكشاف، والآن غلق دار الفنون وهدمها مرورا بسرقة الغزالة ودار الوثائق وغلق السينمات والفرق الأهلية».
متسائلا: هل كل هذا مصادف؟ مجيبا بقوله: «لا أعتقد.. كأن في الأمر شيء يدبر لطمس الهوية والثقافة الليبية وتحريم الفنون بأنواعها المسرح التشكيلية والنحت، والعمل على طمس التاريخ المكتوب والمرسوم، وأن هناك خطرا ما تواجهه الثقافة والتاريخ الليبي
وشكلت جمعية الدعوة الإسلامية العالمية لجنة مختصة لمراجعة أملاكها وكان من بينها المبنى الذي تتواجد فيه دار الفنون، مؤكدة أن دار الفنون لم تدفع قيمة الإيجار منذ عام 1994 وأن المبنى متهالك إنشائيا وغير صالح للسكن ويحتاج إلى إزالة وإعادة بناء بموجب تقارير فنية معدة من قبل مهندسين مختصين، حسب قولها.
الوسوم