من أبو ظبي.. “هنا بغداد ودمشق وطرابلس”
“من دمشق هنا القاهرة” مقولة الإعلامي السوري عبد الهادي بكار لإعلان تضامن بلاده مع مصر أمام العدوان الثلاثي عام 1956، تمر السنوات وتترجمها مواقف الأصالة والعروبة في الإمارات، وتصبح “من أبوظبي هنا بغداد ودمشق وطرابلس”.
إذ يؤكد خبراء سياسيون أن الإمارات بمواقفها الداعمة لاستقرار أشقائها العرب، باتت قبلة الدول الفارة من جحيمي “إيران وجماعة الإخوان”، الثنائي السياسي الذي تسبب في تشريد شعوب عربية على مدى العقد الماضي.
وأشاد خبراء سياسيون استطلعت “الساعة 24” آراءهم، بنهج أبوظبي تجاه لم شمل الدول العربية واحتضانها، وانتشالها من مستنقعات الخراب والفوضى الذي تسببت فيه جماعة الإخوان، وإيران، لافتين إلى أن هذا النهج لم يبدأ مع الزيارة الأخيرة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وإنما انتهجه أولاد “زايد” من قبل، لضم العراق وسوريا إلى “الوريد العربي”.
قطع اليد الفارسية
يقول هؤلاء الخبراء الذين تحدثت معهم “الساعة 24″، إنه على مدى السنوات الماضية تحكمت إيران في العراق، ولعبت مليشياتها المتطرفة دورا كبيرا في تقسيم الدولة طائفيا، وإحباط أي محاولة للنهوض ببغداد، أو التقرب إلى الدول العربية.
وأشار هؤلاء الخبراء إلى أن الإمارات فتحت أبوابها للعراق، واستقبلت رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في 4 أبريل الجاري.
وبادرت أبوظبي لتعضيد هذا التقارب بعد الزيارة بدعم الاقتصاد العراقي باستثمارات بلغت 3 مليار دولار، وإبعاده عن التغول الفارسي.
دعم الأشقاء السوريين
على عكس مواقف كثير من الدول العربية، كانت الإمارات في طليعة الدول التي قدمت مساعدات للشعب السوري للمساعدة في انتشاله من أزمته، التي استغلتها طهران في نشر مليشياتها بالبلد “الشامي” والتحكم في قراره السياسي.
ودعمت أبوظبي الاستقرار والهدوء في سوريا، وأعادت العلاقات مع دمشق، عام 2018 باستئناف عمل السفارة الإماراتية، بل وسعت لإنقاذ الاقتصاد السوري المتهاوى منذ سنوات.
ووقفت الإمارات إلى جانب سوريا لمواجهة أزمة كورونا، وأرسلت مساعدات لدمشق في أبريل 2020، وجاء هذا التطور اللافت بعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان بالرئيس السوري بشار الأسد، في مارس من العام نفسه.
انفتاح على ليبيا
تقدمت الإمارات صفوف الدول الداعمة للاستقرار في ليبيا، وكانت من أولى الدول المهنئة للمجلس الرئاسي بقيادة الدكتور محمد المنفي، وحكومة الوحدة الوطنية بعد توليهما مهامها في فبراير الماضي.
وتكللت تلك المساعي بحفاوة الاستقبال والترحيب برئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، أول من أمس الأربعاء، إذ عبر عنها قول ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد “سعدت بلقاء أخي عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا الشقيقة”.
وأضاف ولي عهد أبوظبي: “نقف إلى جانب الأشقاء الليبيين في هذه المرحلة المفصلية التي تمر بها بلادهم، وثقتنا كبيرة في قدرتهم على تجاوز كل التحديات”، وتمنى أن يقود المسار السياسي الحالي إلى عهدا جديدا من الاستقرار والتنمية والوحدة.
جعجعة “الإخوان”
عقب زيارة الدبيبة إلى أبوظبي، فرح الشارع الليبي بالدعم العربي لبلاده وانفتاح حكومته على مختلف الأقطاب المساندة للاستقرار.
غير أن هذه الفرحة نغصتها أصوات جماعة الإخوان التي ارتفعت للتشويش، وانتقاد هذا التقدم لحكومة الوحدة الوطنية خوفا على مصالح “الجماعة”، الضيقة، وخطورة هذا التقارب العربي عليها.
عداء الإرهابيين
ولا عجب من هذا العداء الذي تناصبه الإخوان للإمارات، إذ صدم مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، هذه الجماعة حين أيد في نوفمبر الماضي اعتبار “الإخوان” تنظيمًا إرهابيًا، وذلك لما عرف عن هذه الجماعة من “منازعة لولاة الأمور وشق عصا الطاعة وما خرج من عباءتها من جماعات التطرف والعنف”.
الوسوم