اخبار مميزة

تقارير صحفية تحرج رئيس الوزراء البريطاني بعد كشف علاقته بمشروع استثماري في “سرت”

أعادت استقالة كبير مساعدي رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تسليط الأضواء على مشروع بريطاني يهدف لإنشاء منطقة اقتصادية حرة في مدينة سرت.
وجاء ذلك على خلفية استقالة إدوارد ليستر أحد أقرب مستشاري رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في وقت متأخر من مساء الجمعة الماضي من منصب المبعوث الخاص لرئيس الوزراء البريطاني إلى الخليج بعد شهرين فقط من تعيينه في هذا المنصب.
وفي الأسابيع الأخيرة، نشرت صحف بريطاني تقارير حول حول عمل ليستر السابق موظفا بشركة قطاع خاص كانت تسعى لبناء مشروع كبير في مدينة سرت، مع إبراز تخوفات من تأثير هذا المشروع على قرارات الحكومة البريطانية وتوجهاتها تجاه ليبيا.
وقالت صحيفة “التلغراف”، نقلا عن مصدر نفيه أي “روابط” بين التقارير السابقة وقرار تنحي “ليستر”.
وتعليقاً على الاستقالة، قال متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية: “إن رئيس الوزراء ممتن للغاية لخدمة إدوارد ليستر المتفانية على مدى سنوات عديدة، ولقد كان خادمًا بارزًا للبلاد وللحكومة ولرئيس الوزراء عندما كان عمدة لندن” وفقا للصحيفة.
البداية
وكان ليستر مديرًا لشركة كانت تهدف إلى بناء “هونج كونج” في ليبيا ، بينما كان يشغل منصب مدير غير تنفيذي في وزارة الخارجية.
وانضم إدوارد ليستر، أحد أقرب مستشاري بوريس جونسون كمدير لشركة إيربي هولدينج ليمتد ” Eribi Holdings Limited ” البريطانية في أكتوبر عام 2018 على الرغم من عمله أيضًا كمدير غير تنفيذي في وزارة الخارجية.
وجاء تعيينه بعد عام من توجيه انتقادات واسعة لوزير الخارجية آنذاك ، بوريس جونسون ، بسبب وصفه لمجموعة من رجال الأعمال البريطانيين بأنهم “رجال رائعون” خططوا لتحويل سرت إلى “دبي” .
لندن تنفي “العلاقة”
وفي يوم الجمعة ، طلبت صحيفة بوليتكس هوم ” PoliticsHome” من كل من وزارة الخارجية وإدوار ليستر تقديم تفاصيل عن مصالحه المعلنة خلال فترة وجوده في منظمة ند “NED”.
وقال متحدث باسم رئاسة مجلس الوزراء البريطاني، إن إدوارد ليستر أعلن عن أي مصالح “ذات صلة” لكنه لم يؤكد ما إذا كان هذا يشمل شركة Eribi Holdings.
وبحسب الصحيفة أعلن إدوارد ليستر عن مصالح ذات صلة وفقًا لمدونات قواعد السلوك وضمان الشفافية الكاملة، وعلى الرغم من ذلك، لم يكن له أي دور في القضايا الليبية.
وردا على سؤال مباشر عما إذا كان إدوارد ليستر قد أعلن عن شركة Eribi القابضة لوزارة الخارجية ومدى معرفة جونسون بالمشروع، قال المتحدث: “ليس لدينا أي شيء آخر نضيفه في هذه المرحلة”.
دفاع الخارجية البريطانية
وفي مؤتمر حزب المحافظين في أكتوبر 2017 ، أثار جونسون توبيخًا من داونينج ستريت “مقر الحكومة البريطانية”، وواجه غضبًا من المسؤولين الليبيين عندما ناقش تفاصيل مشروع للاستثمار في سرت.
وقال: “هناك رجال أعمال يرغبون في الاستثمار في سرت ، على الساحل بالقرب من المكان الذي تم فيه القبض على القذافي وإعدامه ولديهم حرفيًا رؤية رائعة لتحويل مدينة سرت ، بمساعدة بلدية سرت إلى دبي التالية”.
وردت وزارة الخارجية في ذلك الوقت بأن التعليقات كانت تتعلق بمشروع خاص وليست مرتبطة بسياسة الحكومة ، لكن توقيت تصريحات جونسون يثير تساؤلات حول معرفته المسبقة بالخطط.
تأكيد مدير الشركة
وقال النائب بول بيريسفورد، الذي لا يزال مديرًا للشركة، في مقابلة مع صحيفة بريطانية في أكتوبر 2019، إن المجموعة خططت لـتأجير جزء كبير من الأرض المحيطة بسرت بأكملها، وتابع: “ستكون فرصة لبناء هونج كونج وسنعمل مع الحكومة الليبية لتطوير ذلك”.
وأضاف مدير الشركة: “بالتأكيد هناك مصلحة وطنية، لقد تحدثت عنها من خلال رئيس الوزراء بوريس جونسون ورئيس الوزراء السابق تيريزا ماي وهي فرصة لعمل شيء إيجابي حقًا”.
موافقة “الوفاق”
على الرغم من إصرار الحكومة على أن عمل المجموعة لإنشاء منطقة حرة في سرت كان مشروعًا خاصًا ، فقد أثيرت الخطط عدة مرات خلال اجتماعات ثنائية بين مسؤولين بريطانيين وليبيين.
ففي مارس 2020، أفادت وسائل إعلام محلية بأنه خلال لقاء بين وزير التجارة البريطاني كونور بيرنز ووزير الاقتصاد الليبي بحكومة الوفاق علي العيساوي، أكد على أهمية إنشاء وإدارة المناطق الحرة والمناطق الاقتصادية الخاصة كوسيلة لتعزيز العلاقات بين البلدين.
وفي اجتماع في يونيو 2018، مع العيساوي، استعرض سفير المملكة المتحدة في البلاد خطط إنشاء منطقة اقتصادية حرة في سرت والتي وصفتها السلطات الليبية بأنها مشروع “حيوي للغاية” لكلا البلدين.
الصحيفة البريطانية نقلت إصرار مسؤول في مقر رئاسة الحكومة بلندن، على أن جونسون كان يدعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة في ليبيا، ولم يوجه المسؤولين بشأن هذه “القضية المحددة”.
الوسوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى