“السبت الأسود” ذكرى مؤلمة لأهالي بنغازي وشهادة على دموية الإخوان وحلفائهم
شهدت ليبيا على مدار السنوات الماضية أحداثا جساما، لكن الأحداث المعروفة باسم “السبت الأسود” والتي وقعت في 8 يونيو 2013، لها زاوية خاصة ومؤلمة في ذاكرة أهالي بنغازي، إذ تعد واحدة من أبشع جرائم المليشيات المسلحة والمتطرفة والتي كانت تعمل وفق أجندة جماعة الإخوان في ليبيا.
فلاش باك
تبدأ الواقعة الحزينة باحتشاد سلمي لعدد من أبناء بنغازي أمام مقر مليشيا “درع ليبيا 1” الرئيسى بمنطقة الكويفية في بنغازي، وجاء هذا التجمع العفوي بعدما فاض الكيل بسكان المدينة الأكبر بالمنطقة الشرقية من جرائم تلك المليشيا المتطرفة والتي كانت فرعا لتنظيم القاعدة الإرهابي، وترتوي على أفكاره الدموية.
واتهم الأهالي تلك المليشيات بالوقوف وراء حالات اغتيال طالت عدد من الشخصيات من بينها أفراد بالجيش والشرطة، وعلت أصوات المدنيين العزل منددين بتلك الجرائم التي لم يسلم منها كبيرا أو صغيرا في بنغازي، واشتدت هتافاتهم بالتمسك بكرامتهم وعدم رهنها أسيرة للإرهابيين، فطالبوا مليشيا “درع ليبيا 1” بترك المقر وتسليمه إلى الجيش الليبي بعتاده، ورحيل عناصر المليشيا عن المدينة التي كانت يوما آمنة، قبل انتشارهم في شوارعها، وكتم أنفاس أهلها بقوة السلاح.
وما أن وصلت تلك المطالب لأذن قائد مليشيا “درع ليبيا 1” وسام بن حميد، حتى خرج وسط عناصر مجموعته المسلحة مصوبين الرصاص في المحتشدين، ليتسنى لمن نجا من المدنيين تسجيل اعتراض “بن حميد” ورفضه لتلك المطالب بلغة السلاح التي يفهمها وصورة الدماء التي يحب أن يريقها من أجساد الأبرياءـ ما أسفر عن سقوط نحو 40 قتيلا و154 جريحا.
وحضرت القوات الخاصة “الصاعقة” للفصل بين المتظاهرين وعناصر “درع ليبيا 1” الإرهابية، ووقعت اشتباكات بين الطرفين، أسفرت عن سقوط حى بصفوف جنود الجيش.
غطاء رسمي
حاولت الغطاءات السياسية للأذرع المتطرفة بطرابلس في ذلك الوقت، غسل يد “درع ليبيا 1” من دماء الأبرياء في الكويفية، ووصف الناطق باسم رئاسة الأركان حينها عقيد علي الشيخي -كانت حقائب وزارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة التابعة لحكومة علي زيدان، من نصيب كتلة جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الليبية المقاتلة في المؤتمر الوطني العام- الاعتداء على مقر درع ليبيا ”بالأمر الخطير“، وزعم أن مليشيا “درع ليبيا 1“ قوة احتياطية تابعة للجيش، ليكشف أمام العامة كذب وتضليل الإخوان وحلفائها الذين كانوا يسيطرون على مفاصل الدولة في هذا التوقيت، وهم أنفسهم كانوا وراء قرار سابق من رئيس الأركان العامة ينص على تسليم مقار مليشيات الدروع وبعض الكتائب المسلحة إلى وحدات الجيش.
وعلى استحياء، أصدر المؤتمر الوطني العام برئاسة محمد المقريف في التالي للمجزرة المرعبة، قرارًا طلب فيه من مكتب النائب العام فتح التحقيق في أحداث الكويفية، لتظل تلك الواقعة حبيسة الأدراج ولم يعلن عن أي نتائج حولها، إذ أن جماعة الإخوان وحلفائها هم من سيطروا البلاد في السنوات الماضية.
مصير أسود
اختفى الإرهابي “بن حميد” عن الأنظار بعد مجزرة “السبت الأسود”، لكنه عاد من جديد في يوليو 2014، حين تحالفت “درع ليبيا 1” مع “تنظيم أنصار الشريعة” تحت مسمى “مجلس شورى ثوار بنغازي”، وشنوا هجوما مسلحا على معسكرات القوات الخاصة الليبية (الصاعقة) في مدينة بنغازي، وعمدت خلاله إلى القصف العشوائي بالمدفعية ما أصاب المباني السكنية المجاورة للمعسكر وخلف قتلى من المدنيين، وفي نهاية المطاف كان مصير بن حميد القتل خلال قصف للطيران الليبي بأحد محاور القتال غرب بنغازي في 17 ديسمبر 2016، لكنه لا يزال رمزا لدى المتطرفين من المسلحين وجماعة الإخوان في المنطقة الغربية، وتمجده الأذرع الإعلامية لتلك الجماعات الإرهابية.
الوسوم