بعد الاعتراف بكره الشارع لهم.. مخطط إخواني لاختراق المجتمع الليبي وتجميل صورتهم المنبوذة
رغم تفنيد أعضاء التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين الأسباب التي يدعيها “إخوان ليبيا” للتحول إلى “جمعية الإحياء والتجديد، إلا أن فرع التنظيم الدولي الذي أدرجه مجلس النواب على قائمة الإرهاب لتورطه في عدد من الجرائم خلال السنوات الماضية، يعتبرون أن الخطوة الجديدة ستساعدهم على خداع الشعب وإيصال أفكارهم إلى العامة.
وتسرد “الساعة 24″ الحلقة الجديدة من سلسلة التقارير المتتابعة بشأن ردود الأفعال حول تخلي التنظيم عن اسمه القديم وتحوله لـ”الإحياء والتجديد“، من واقع اللقاء الذي شارك فيه عبر قناة “الحرة” الممولة قطريا، وتبث من لندن، عدد من رموز التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين وهم العراقي أنس التكريتي، والفلسطينيان عزام التميمي وحافظ الكرمي، والليبي عاشور الشامس، إضافة إلى الوحيشي.
خداع إخواني
دافع القيادي الإخواني عمر الوحيشي عن الخطوة الجديدة قائلا: “أكرر ابتداءً أنه مخطئ من يظن أن أي تغيير سواء في منهجك في اسمك حتى في مضامينك، ستوقف عنك الهجمة، هذا صراع بين الحق والباطل، صراع بين قوة تريد الخير للأمة والبشرية جمعاء، وصراع بين أهل الشر وصراع بين مريدي الفاسد ومناصري الطغاة وما إلى ذلك، سيستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فلا نظن أن بتغيير اسم أو بتغيير حتى مضامين، أو بتغيير منهج، ستقف هذه الهجمة، أبدا هذا رقم واحد”.
وأضاف الوحيشي: “رقم اثنين المستهدف الرئيسي من تغيير الاسم هو إزالة هذا العائق حتى نصل إلى الناس، فلتستمر هجمة الإمارات ومصر والسعودية و..و..و…، وبدؤوا، وكانوا مجهزين أنفسهم أصلا أنهم غيروا جلودهم (يقصد اتهامات إعلامية للإخوان)، طبعا يتحدثون باللغة التي يتقنونها تغيير الجلد وأفعى وكلام مثله، فهم يعيشون في هذه البيئات فيعكسون ما تربوا عليه.
واستدرك قائلا: “لكن بالدرجة الأولى الهدف من الخطوة الجديدة إزالة هذه العوائق، نحن لما غيرنا هذا الاسم لم نغيره بطرح هذا الطرح، عملنا دراسات داخلية من أصدقائنا من أحبابنا من أقرب الناس لنا، من بعض المشايخ القريبين، فهي محاولة لإيجاد مساحات أكثر للتواصل مع الناس والتأثير فيهم ودعوتهم للخير وربطهم بالإصلاح المجتمعي، ليبيا تحتاج إلى الإصلاح المجتمعي”.
وواصل القيادي الإخواني: “الذي جعل مشكلة ليبيا تستمر إلى الآن والدماء تسيل إلى ما شاء الله في المسارات اللي صارت هو حقيقة الهوية الاجتماعية لنا أسيء لها في السنين الماضية ولم نجد من يعالجها، وكنا نتمنى أن نتصدى مع غيرنا لمعالجة النسيج الاجتماعي الذي ضُرب في مقتل، وتفتح أمامنا مجالات”.
اعتراف بالهزيمة
واستكمل: “في 2012/2013 لما فتحت مجالات كان لنا أثر بفضل الله تعالى وشهد الفصل الثاني بذلك، لكن لما بدأت الحرب، الثورة المضادة راعتها الدول القريبة وأيضا فرنسا، لذلك أبعدنا تماما في الشرق وحوصرنا في الغرب، والآن ما زلنا محاصرين، ففي الشرق نحن مبعدون تماما إلا من بعض الأفراد، وفي الغرب أيضا حوصرنا وكنا الهدف من دخول وكانت خطة الكرامة للدخول طرابلس هو بشخص، قائمة فيها مئات الأشخاص مستهدفين، استهدفنا في أرزاقنا، وفي أموالنا وفي شركاتنا ومشاريعنا لكن بفضل الله سبحانه وتعالى الآن الجو الذي أتيح، الانفراج السياسي المحدود الذي أتيح الآن .
مخطط العودة
ورغم اعتراف الوحيشي بفشل جماعة الإخوان في الوصول إلى عامة الشعب، إلا أنه يكشف عن مخططهم لخداع الليبيين، إذ يقول: “نحن نعرض أنفسنا مع الدولة، نحن نريد أن نصل إلى الشارع أكثر لأن الشارع الليبي تردى، في العشر سنوات الأخيرة زاد ترديا، لم تتح فرصة للإصلاح بل زادت، نحن باختصار نريد أن تفتح لنا مجالات للتواصل أكثر وأكثر من الشارع الليبي، وعندما نتواصل ننجح”.
وأضاف: “نحن تواصلنا مع الشارع ولنا برامجنا عيبنا لا نخرج في مثل هذه المسائل وندندن ونكثر الحديث حولها ونسوق لأنفسنا ونعمل كشف حساب ونقول (إحنا حلوين وزينين شوفوا أجدادنا)، نحن عندنا قد تكون حسنة وعيب في نفس الوقت، عيوبنا عدم الخروج والشرح للناس، وأنا أشعر من خلال بعض الأسئلة التي سألها بعض الأحباب جزاهم الله خيرا، الحقيقة إن في عدم فهم تام لمستوى طيب من الوضع الليبي وملابساته واشتباكاته في هذه المسألة”.
تصدع داخلي
وتحاول جماعة الإخوان التستر على الانشقاق الداخلي بين صفوفها جراء قرارها الأخير بالتحول إلى جمعية الإحياء والتجديد، يقول الوحيشي: “أعود لمسألة البيان، البيان صدر نتاج مؤتمرين كاملين 2015 و2021 ، مؤتمرين كاملين قانونيين صدر عنهما هذا التغيير، له ملابسات كثيرة وله ورش العمل والدراسات وكذا وكذا، وكان حجم الرفض له كبيرا وواسعا، وقيل فيه ما قيل، وتأخر كمحاولة منا تقليل المخاطر وظروف وانشقاقات بقدر الإمكان، لكن قدر الله وما شاء فعل.
وتابع: “بذلنا هدا مضنيا ولا زلنا سنبذل جهدا إن شاء الله، في إخوة رافضين لكل التغيير من حيث المبدأ، أحيانا الاستمرار ليس بالإمكان أحسن مما كان، فأي تغيير يجابه حتى وإن كان تغييرا إيجابيا، يجابه بالرفض وعدم القبول، ويقال إن هذه قفزة مغامرة، يجابه ويجابه فيرفض، فالأصل في الناس أن ترفض مثل هذه التغييرات، لكن هذا التغيير إن شاء الله تعالى سينشأ عنه، ليس بالضرورة لصالح الإخوان المسلمين أو لتنظيم الإحياء والتجديد لكن لصالح ليبيا، ليبيا الحقيقة الآن مهددة بالانقسام، هددت وما زالت، وفيه مشاريع، والانقلاب الذي كشف قبل يوم، وفيه مشاريع ولا زالت هناك الحقيقة أيادٍ سوداء داخل البلد ممتدة مع أيادٍ سوداء خارج البلد لا تريد لنا الخير، لأن ليبيا فيها ثروات ضخمة وثرواتها التي لم تستخرج أكثر من التي سرقوها السراق”.
الوسوم