فرج زيدان: “أحداث العجيلات” تكشف عدم قدرة الحكومة والرئاسي على لجم المليشيات
قلل الباحث المختص في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، فرج زيدان، من مراهنة البعض على دور مرتقب لوزارة الداخلية في مواجهة المليشيات المسلحة.
وقال زيدان في تصريحات صحفية رصدتها “الساعة 24″، إت التلويح باستخدام القوة، سواء من قبل المجلس الرئاسي أو حكومة الوحدة الوطنية، ضد هذه المليشيات أمر غير واقعي، وتم اللجوء إليه كمحاولة لإخلاء المسؤولية أمام الرأي العام الداخلي، والجهات الدولية.
وأوضح الباحث السياسي العوامل التي استند عليها في هذا الطرح، ومنها «تعمد الرئاسي والحكومة الراهنة منذ البداية، كسابقيهم، عدم التصادم مع المليشيات لإدراكهما أنه لا توجد تحت سيطرتهما أي قوة عسكرية نظامية، والأمر الثاني، وهو الأهم، افتقادهما للتوافق فيما بينهما حول تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار كإخراج المرتزقة، وتفكيك المليشيات… كما أن هناك مواقف وتصريحات متضاربة».
وأضاف زيدان أن «الوزارة شهدت في عهد الحكومة السابقة إدماج بعض هذه المليشيات المسلحة ذاتها في هياكلها المختلفة، ولا ننسى أن الصراع الجهوي والقبلي المتصاعد منذ سنوات طويلة في مدن الغرب الليبي جعل من دخول أي مليشيا لمدينة غير مدينتهم أمرا مرفوضا، ومهددا لإشعال حرب قبلية، حتى لو جاء في إطار تنفيذ أوامر رسمية».
ورأى أن التهدئة في العجيلات جاءت بالاعتماد على تدخل الوسطاء، من شيوخ قبائل وأعيان، واللجوء لترضية وإغراء قيادات هذه المليشيات.
واعتبر الباحث السياسي أن معالجة الأوضاع بهذا الشكل في العجيلات «تعطي انطباعا مسبقا عن استحالة قدرة الحكومة والرئاسي في الضغط على المليشيات بالغرب لفتح الطريق الساحلي»،
ونوه زيدان إلى أن مليشيات مصراتة تحديدا «ترفض فتح الطريق كونه يمهد لإيجاد حركة ومصالحة حقيقية بين الليبيين بعموم البلاد، وهذا يغضب المشغل التركي الذي يأتمرون بأمره، ذلك أن الأتراك يعتبرون هذه المصالحة نهاية لنفوذهم، ونهاية لحلمهم وحلم من معهم بالعودة لاقتحام سرت والهلال النفطي».
الوسوم