كاتب مصري: بإمكان «المنقوش» إحراج تركيا بضربة ساحقة
أكد الكاتب المصري، سليمان جودة، أن بإمكان نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية الليبية، أن تحرز هدفا في مرمى الادعاءات التركية حول شرعية وجودها في ليبيا، مشيرا إلى أن عليها استدعاء ذكرى عمر المختار وترسخ بحثها عن الصالح العام لبلادها.
وقال جودة في مقال له، بصحيفة «الشرق الأوسط»: “في لقاء نائبي وزيري الخارجية المصري والتركي على شاطئ النيل، كانت القاهرة واضحة بما يكفي، وكانت تضع أمام الجانب التركي ثوابت لا تقبل فيها الفصال، وكان ملف ليبيا على الحدود في الغرب يقف في المقدمة من هذه الثوابت، لأن وجود الأتراك فوق الأراضي الليبية بالشكل الحالي، كان ولا يزال مما لا تقبل به مصر، ولا تقره، ولا تستطيع التعامل معه تحت أي عنوان”.
وأضاف “عودة العلاقات التركية مع مصر إلى ما كانت عليه قبل 2013، عندما انحاز إلى «الإخوان» بطريقة سافرة، تظل مرهونة بأشياء مطلوبة من أردوغان وفي المقدمة منها خروجه من ليبيا، وتظل متوقفة على يقينه بأن خروج قواته من طرابلس العاصمة، سوف يتوازى مع دخوله إلى القاهرة ضمن علاقات طبيعية تقوم على قواعد واضحة”.
وتابع “أردوغان لا يزال يساوم ويفاصل، وقد كان موقفه في أثناء مؤتمر برلين 2 الذي انعقد في العاصمة الألمانية في 23 يونيو، عزفاً من نوع مختلف على نغمة المساومة ذاتها التي لن تجدي معه في النهاية، فهو عندما فوجئ في المؤتمر بالمجتمعين يطالبونه بخروج قواته من ليبيا، ويعيدون تذكيره بأن هذا المطلب قائم لم يتغير من أيام مؤتمر برلين 1 الذي انعقد أول السنة الماضية، راح يتحفظ أولاً على بند في توصيات المؤتمر يدعوه إلى الخروج، ثم راح يتكلم عن أن قواته الموجودة في ليبيا ليست قوات أجنبية من النوعية التي يدعو المؤتمر إلى خروجها، وإنما هي قوات مكونة من مدربين ومستشارين وصلوا إلى طرابلس على أساس اتفاق مكتوب مع الحكومة الليبية السابقة برئاسة فائز السراج”.
واستطرد “بما أن نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية الليبية، تتبنى قضية العناصر الأجنبية، وتذهب إلى إثارتها في كل محفل دولي، وفي كل مناسبة تجدها مواتية لإثارة الموضوع من جديد، فهي تستطيع أن تتلقف هذه الكرة وأن تحرز بها هدفاً في المرمى التركي، إذا ما أشارت إلى أن الاتفاقيات المماثلة بين الدول لا تكتسب قوتها إلا من موافقة البرلمانات عليها”.
واستكمل “تستطيع الوزيرة المنقوش، التي تستعيد بشجاعتها ذكرى البطل عمر المختار أن تقول، إن اتفاق الصخيرات الذي تشكلت على أساسه حكومة السراج، لم يكن يمنحها حق عقد اتفاقيات تتعلق بقضايا سيادية في البلاد، وأن الأمر إذا كان على هذه الصورة، وهو كذلك بالفعل، فلن يناقش أحد في أن الاتفاقيات الأمنية والعسكرية التي وقّعتها الحكومة السابقة كانت ذات طبيعة سيادية”.
وواصل “ليس القصد من وراء هذا الكلام أن نحجر على حق أنقرة في إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع طرابلس، ولكن القصد هو القول بأن فارقاً يظل يقوم بين وجود دبلوماسي تركي طبيعي في ليبيا، وبين وجود يصفه الجيش الوطني الليبي بأنه لا يختلف عن الاحتلال في شيء، والقصد كذلك هو أن تكف تركيا عن الحديث عن وجود شرعي لها في الأراضي الليبية، لأنها إذا لم تكن تعرف أن عبارة «وجود شرعي» ليست سوى تسمية للأشياء بغير أسمائها، فكل متابع جيد لوقائع وجودها يعرف من طبيعة هذا الوجود ما لا تريد هي أن تعرفه، أو ما تعرفه هي طبعاً غير أنها عند الجد تنكره”.
وختم مقاله، قائلا: “سوف يبقى في متناول يد المنقوش أن تحرز من الأهداف في مرمى تركيا ما تحب أن تحرزه، لأن ولاءها الذي نراه من خلال أدائها إنما يتركز في الصالح الليبي العام، ولأنها تنحاز إلى دولة المؤسسات لا دولة الميليشيات في ليبيا، ولأنها تتحلى فيما تقوله وتعلنه بجسارة عاش ومات عليها البطل المختار”.
الوسوم