اخبار مميزة

تصدع قلعة الإخوان في ليبيا.. استقالات جماعية تهدد وجود الجماعة «المتماسكة» 

تسبب انتخاب قيادة جديدة لتنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا، إلى حدوث موجة كبيرة من الاستقالات لعدد من القيادات التنفيذية في حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لإخوان ليبيا، وهي الخطوة التي اعتبرها العديد من المراقبين للمشهد الليبي بأنها الأولى في تاريخ الجماعة التي طالما تغنت بأنها الأكثر تنظيمًا وتماسكًا .
وكان حزب العدالة والبناء، قد أعلن في أواخر الشهر الماضي، عن اختيار القيادي الإخواني عماد عبد اللطيف البناني رئيسا للحزب في الانتخابات الأخيرة، ومن المعلن أن تستمر ولاية البناني لمدة 4 أعوام خلفا لمحمد صوان الذي تزعم الحزب خلال 9 سنوات مضت.
وأعلن تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا والمدرج على قائمة الإرهاب بقرار من مجلس النواب، في وقت سابق، تحوله إلى جمعية تحمل اسم “الإحياء والتجديد”، الأمر الذي سبب شرخا داخل التنظيم على المستوى الداخلي والخارجي، خاصة في ظل تحليلات ترجح الإقدام على هذه الخطوة بضغط من تركيا التي سخر التنظيم السابق أو الجمعية الجديدة أجندتها لخدمة مصالح أنقرة وأجندتها في المنطقة، باعتبار توحد الأهداف الأيديولوجية للتنظيم الدولي الذي يسيطر هو الآخر على مفاصل الدولة التركية، برئاسة رجب طيب أردوغان.
العزابي واختلاف الأهداف
أعلنت سميرة العزابي، الناطقة باسم حزب العدالة والبناء، استقالتها من عضوية الحزب ومن كافة المهام المكلفة بها، وقالت في فيديو بثته عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إنها تعلن استقالتها من عضوية العدالة والبناء ومن كافة المهام الموكلة بها في ظل تولي قيادة جديدة نختلف معها في الرؤى ونتمنى لها التوفيق في المهام المكلفة بها”، على حد زعمها.
وأضافت العزابي، إنها تولت نائب رئيس حزب العدالة والبناء لشؤون المرأة والشباب والمتحدث الرسمي باسم الحزب، وكانت قريبة جدا من حزب العدالة والبناء قبل منذ انضمامها له في 2019، لأنها كانت مقتنعة بالحزب وممارسته السياسية والأهداف والبرامج والخطط والتي يقوم بها الحزب في الساحة السياسية، وفقا لادعائها.
وتابعت:” نتج عن الانتخابات الأخيرة، انتخاب قيادة جديدة تختلف معها في الرؤى، وتتمنى لها التوفيق في المهام المكلفة بها وفي كافة التحديات السياسية المقبلة، أعلن استقالتي من الحزب”، على حد تعبيرها.
توجهات متشددة
وقدم كل من رئيس الدائرة السياسية في الحزب، ورئيس دائرة الإعلام، ورئيس مكتب الشباب، ورئيس دائرة الشؤون الإدارية والمالية استقالاتهم أيضا، بسبب “الخلاف الجذري في الرؤى والتوجهات مع التيار الذي سيطر على رئاسة الحزب في المؤتمر العام الأخير”.
وعلل عدد من المستقيلين انسحابهم، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية، بأن “الحزب أصبح يعبر عن توجهات متشددة جماعة الإخوان المسلمين، خلافا لسياسة المرونة التي حافظت عليها القيادة السابقة”.
أنصار صوان
ومن جانبه كشف القيادي الإخواني وعضو المجلس الانتقالي السابق المهدي كشبور، في منشور عبر حسابه على فيسبوك، أن الاستقالات الأخيرة هم من أنصار صوان بعد خسارته في الانتخابات. 
وقال إن هذه الخطوة “تؤكد ما كنا نقوله سابقا بأن القيادة السابقة لم تؤسس الحزب وفق أسس مؤسساتية ونظم إدارية وقواعد عمل متفق عليها في النظام الأساسي للحزب وإنما كان يدار بأسلوب النشاط الفردي، ما جعل الكثير من أعضاء الحزب يستقيلوا منه أو يتركوه”.
الوسوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى