محامي سيف الإسلام لـ«الليبيين»: التسجيل بمنظومة الناخبين سيمكنكم من استعادة سيادة بلادكم وضمان مستقبل أولادكم
وجه خالد محمد الزائدي، محامي سيف الإسلام القذافي، رسالة إلى كافة الأطياف الليبية، أكد فيها أن التسجيل في منظومة الانتخابات هو الشرط الرئيسي الذي سيمكن الشعب من الانحياز إلى معاناتهم.
وشدد محامي سيف الإسلام، في بيان له، اطلعت عليه “صحيفة الساعة 24″ أن التسجيل بمنظومة الناخبين سيمكن الشعب من ممارسة حقه في الاقتراع واختيار العناصر الوطنية الأفضل.
وتابع:” نخاطبكم اليوم وقد مرت على بلادنا ليبيا وشعبها الكريم أكثر من 10 سنوات عجاف، عانت فيها كل ظروف التشظي والانقسام والاحتراب وهدر الموارد والثروات وضنك العيش وفقدان الأمن والأمان وضياع فرص التنمية والتطور التي تشهد أطلالها عليها اليوم”.
وأضاف:” حدث كل ذلك بسبب التدخل الخارجي الآثم الذي دمر البلاد والمؤسسات واستباح الأرض وقهر العباد وأضاع السيادة والاستقلال ومزق النسيج الاجتماعي ونشر الأحقاد والضغائن والفتن واستورد ووطّن كل قوى ومظاهر الإرهاب العابر للحدود في بلادنا”.
واستطرد الزائدي:” إلى سكان مُدننا الجميلة العريقة الصابرة، وإلى سكان قرانا الهانئة الوادعة، وإلى جميع أبناء قبائلنا المجاهدة الصامدة، والذين عانوا من الإقصاء والتهميش، وإلى المهجّرين والنازحين، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق، وإلى حرائر ليبيا الطاهرات اللواتي أُرغمن على مغادرة بيوتهنّ وتركن تعليمهنّ ووقفن في طوابير طويلة أمام المصارف والمخابز، وإلى القدرات والكفاءات العلمية، التي عُطّلت في الداخل، وهُجّرت إلى الخارج، لتحرم بلادنا من فرصة التقدم والنهوض بسواعد أبنائها ومن استئناف مسيرة النماء والازدهار، وإلى الشباب الليبي النشيط والمعطاء، والذي حوّله الأعداء وموكليهم إلى عصابات مسلحة يقاتل بعضها بعضا لمصلحة أفراد ينهبون خيرات بلادنا، وإلى المعلمات والمعلمين المخلصين، والذين يعانون ظروفا عصيبة تمنع أدائهم لرسالتهم المقدسة الخالدة على أكمل وجه، وإلى أساتذة الجامعات والمعاهد والمدارس، والذين يئنُّون ويتحسّرون على ما أصاب العملية التعليمية من تسرب في الطلاب، وتحريف في المناهج وفشل ذريع في المخرجات، الذي أدى الى ظهور شبح الأمية من جديد في بلادنا التي كانت من الدول الرائدة في إنهائها ومحو أمية شعبها “.
وأكد:” أن الجيش الأبيض من الأطباء والعناصر الطبية المساعدة، يصرخون وهم يدقون في كل صباح جرس الإنذار بعودة الأمراض التي اختفت منذ منتصف سبعينات القرن الماضي من جديد، والذين يقفون اليوم في الخط الدفاعي الأمامي الأول، ويضحون بسلامتهم وحياتهم للوقوف ضد وباء العصر فيروس كورونا، في أسوء الظروف وأقل الإمكانيات، بالرغم من تخصيص وصرف المليارات التي تذهب إلى حسابات اللصوص والسُّراق من شذّاذ الآفاق الذين لا يحسّون بخطر الموت الذي يحاصر شعبنا الليبي الصابر”.
وقال:” إلى التكنوقراط والمصرفيين والخبراء والاقتصاديين والماليين، الذين يعرفون وينبهون من سيناريو الإفلاس الذي ينتظر بلادنا والجوع الذي ينتظر شعبها اليوم، وإلى العاملين في قطاع النفط، الذين يحافظون بكل صعوبة على سلامة إنتاج وتصدير المصدر الوحيد لقوت الليبيين، والذي تعاني تقنيات وظروف إنتاجه وتصديره التهالك والزوال، وبعد أن أصبح أداة في يد مافيات التهريب والابتزاز، من الذين اكتشفوا المؤامرة وعرفوا أنّ المستهدف هو خيرات وموارد الوطن ومستقبل العيش الكريم لأبنائه”.
وناشد الجميع، بالتسجيل في منظومة الناخبين لأنها هي الشرط الرئيسي العملي الذي سيمكّن الشعب من الانحياز إلى معاناته واستعادة سيادة البلاد وضمان مستقبل أجيالهم بممارسة حقهم في الاقتراع والتصويت في الانتخابات القادمة لاختيار العناصر الوطنية الأفضل، متابعا:” لتصدحوا بأعلى قوّة ممكنة لصوتكم المزلزل”.
وأوضح:” إنّ تسجيلكم اليوم يُعدّ استحقاقا وطنيًّا أملتهُ الظروف العصيبة التي تمرّ بها بلادكم، ومن أجل إنقاذها من مخططات التدمير والتقسيم، وإضافة مهمة لدعم ومساندة من سبقكم إلى التسجيل في الانتخابات السابقة، بتطلع إلى الخلاص من العبث والفوضى والعودة إلى استئناف مسيرة الاستقرار والتنمية والازدهار والسلام “.
وتابع:”نذكّركم، بأنّ انتخابات شهر ديسمبر المقبل ونتائجها، ستحدد معالم ومستقبل ليبيا في العقود المقبلة، وإنها الفرصة الأولى – وقد تكون الأخيرة – التي سيحدّد ويختار الشعب الليبي من خلالها من يحكمه، وأنّها المناسبة التي نعلن فيها أن لا مجال للإقصاء واحتكار السلطة من قبل القوة التي كانت سببًا في تدمير ليبيا وجعلت منَّا بلادًا تقتات على الصدقات والهبات والمعونات”.
وشدد على أن هذه الانتخابات لن تكون فعالة ومنتجة للنتائج المنتظرة منها إلا إذا انخرطت كل مكونات المجتمع الليبي في عملية خوض غمارها وتوجيه مخرجاتها لصالح وطنهم وبلادهم، وخاصة فئات الشباب التي تعدّ أكثر الفئات المعنية بها اليوم، لما لها من آثار على حياتها ومستقبلها”.
وبيّن أنّ إثبات الحضور السياسي والمشاركة الإيجابية الفعالة ستقطع الطريق على الانتهازيين والفاسدين واللصوص والمرابين للوصول إلى السلطة وصناعة الأزمات وسرقة فرص وآمال وطموحات الشعب العظيم في الاستقرار والسلام والتقدّم والازدهار.
واستطرد:” إنّنا اليوم نوجّه كل القوى الوطنية الغيورة في الداخل والخارج والقوى الاجتماعية الفاعلة ومؤسسات ومنظمات المجتمع المدني وشريحة الشباب والمرأة للعمل بجدّيّة، ورصّ الصفوف من أجل ليبيا الغالية التي دفع أجدادكم وآباؤكم دمائهم من أجلها”.
واختتم الزائدي قائلا:” أيها الليبيون والليبيات، المتطلعون لغد مُشرق، ولبلد مستقل وذو سيادة، ولتجسيد إرادة الشعب الحرة المستقلة، هاتوا أيديكم، وشمّروا عن سواعدكم، وافتحوا قلوبكم، وانسوا أحقادكم ،ولنعمل جميعا من أجل إنقاذ بلادنا، ومعالجة آلام وجراحات شعبنا، وتحقيق الانتصار التاريخي له ولها، ولنجعل من موعدنا في 24 ديسمبر مناسبة لنقول لهم: نحن هنا “.
الوسوم