اخبار مميزةليبيا

«إعمار ليبيا» إلى أين؟.. خبراء يحذرون: لا يزال أمام ليبيا طريق طويل قبل تحقيق الاستقرار

في أغسطس الماضي؛ قدر منتدى اقتصادي عقد في إيطاليا، حاجة ليبيا إلى إنفاق نصف تريليون دولار، على عدة سنوات، من أجل تنفيذ مشروعات في البنى التحتية والطاقة والمياه والصحة وغيرها من القطاعات، إضافة إلى استكمال مشروعات أخرى تعطلت قبل 10 سنوات.

وتصطف الشركات من عدة دول بينها فرنسا وألمانيا وتونس ومصر وإيطاليا، للفوز بعقود إعادة بناء البلاد، كما أعربت كل من الصين والولايات المتحدة وروسيا عن استعداد كل منها للمساهمة في تلك العملية، وذلك خلال محادثات رسمية لمسؤوليها مع نظرائهم الليبيين.

الوضع الأمني “هش” يقول الباحث جليل حرشاوي، في حديثه لسكاي نيوز، إن “استمرار هشاشة الوضع الأمني، وتمركز المرتزقة في مناطق بالبلاد، كما لم يتم تفكيك الميليشيات”، لافتا إلى “الدمار الواسع الذي تعرضت له شبكة البنية التحتية، وما لحق بشبكة الكهرباء من أعطال، إضافة إلى تضرر المطارات وتوقف خطط مد السكك الحديد، وتمهيد الطرق السريعة”.

وأضاف «حرشاوي» أن “العديد من العقود أبرمت قبل العام 2011 مع شركات من الصين وروسيا وغيرها، وانطلت بعضها بالفعل لكن الوضع الاقتصادي للدولة حينها ليس الآن”، شارحا: “ليبيا لم تعد كما كانت في العام 2006، ولا نعرف إلى أين وصل احتياطي الدولار، ولا نعرف ما إذا كانت الظروف الأمنية جيدة”.

وختم: “ليبيا لم تبنِ شيئا منذ عشر سنوات، ولم تحافظ على بنيتها التحتية، وهي دولة غنية لديها احتياج لتنفيذ عديد المشروعات” لكن الأمر مرتبط بعوامل أخرى غير اقتصادية

بناءً المؤسسات أولا

رأي أستاذ الاقتصاد بجامعة بنغازي عطية المهدي الفيتوري، أن “الأولوية الآن في خطة إعادة الأعمار هو بناء المدن المهدمة، وتوفير مساكن للنازحين الذين فقدوا منازلهم، وإعادة تشغيل المصانع الكثيرة المتوقفة، وإعادة تأهيل البنية الأساسية من كهرباء ومياه وطرق، والاهتمام بالجامعات والمدارس والمستشفيات التى تحتاج إلى الصيانة أو إعادة بناء”.

ودعا «الفيتوري» إلى تحديد مصادر تمويل خطة إعادة الإعمار، قبل إطلاقها، ووضع خطة زمنية واضحة يلتزم بتنفيذها، إضافة إلى النظر في التحديات التي قد تواجهها وسبل معالجتها، معقبا: “بهذا تستخدم الأموال العامة بشكل مناسب، بدلا من إنفاقها على الدين العام المحلي، الذي يمكن أن ينتظر، ولا يعبر عن حاجة ملحة.

إعادة الإعمار لايزال سابقا لأوانه.

من جانبه، أكد الكاتب المختص في الشأن الاقتصادي أحمد السنوسي، أن الحديث عن إعادة الإعمار لايزال سابقا لأوانه.

وقال “السنوسي”، إن “الوضع داخليا في ليبيا لم يحسم بعد من أجل التفاوض وإبرام الصفقات مع الدول المختلفة”.

وأوضح، أن ذلك يرجع إلى أن “الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحرب الماضية لا تزال قائمة حتى اليوم”, مردفا؛ أن “بعض الأطراف في ليبيا، -المستفيدة من عقد من الفوضى والحرب-، لا تريد لليبيا أن تعيش الاستقرار، حيث تبسط الميليشيات والمقاتلون الأجانب، سيطرتهم على بعض المناطق في البلاد.”

وختم “السنوسي”، موضحا أن “ليبيا لا يزال أمامها طريق طويل وشاق قبل تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي المستدام”, مستطردا، “لا أشعر بالتفاؤل حول نجاح مسار العملية السياسية الحالية، إذ أخشى اندلاع حرب جديدة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى