اخبار مميزةليبيا

«بعيو»: لنذهب إلى 24 قبل أن تصبح ليبيا أثراً بعد عين

قال محمد بعيو، رئيس المؤسسة الليبية للإعلام الملغاة، إن: “ليبيا هي السهل الممتنع، كما يقول أهل اللغة والمنطق، فمن الممكن أن تراها من زاوية نظر معينة، معقدة صعبة بل مستحيلة، ومن الممكن أن تراها من زاوية نظر أخرى، سهلة بسيطة ممكنة، وهذا يتوقف ليس فقط على حيث تقف أنت، أو حيث موقفك أنت، بل يتوقف أولاً ويتأسس على درجة وعيك بحقائق هذا البلد العجيب، التاريخية والجغرافية والديموغرافية والإنسانية والإقتصادية، وقبل كل ذلك الحقائق والمعطيات والتركيبات النفسية والرحمية”.

أضاف على فيسبوك: “يزداد الأمر أهميةً بل وخطورة إذا كنت مسؤولاً ساقته المقادير إلى سدة السلطة، وصار أمام أحد خيارين، إما أن يحتاط جداً في مقاربة شئون الوطن وشجونه، ويحيط نفسه بالذين يعرفون ويعلمون ويعملون، وهؤلاء قد يكونون قلّة، لكنهم موجودين، غير أنهم لن يكونوا أبداً تابعين، ولا مطيعين ولا مُستذيلين، وإما أن تكتفي بعقلك ومعرفتك ونصائح بعض تابعيك الهواة المطيعين، فترتكب أخطاء التجربة، وتتحمل نتائج المغامرة، وتحمل أوزار النتائج” وفق قوله.

وتابع بعيو قائلاً: “قديماً كانت النصيحة مقابل جمل وكان المشترون قلة، أما اليوم فالنصيحة مجانية بلا مقابل، ولكن لا يوجد من يشتري بالمجان، فعندما تكون تحت أضواء السلطة المبهرة، ووطأة الزمن الذين لا ينتظر، وفي محيط من المستعجلين على بلوغ الغنائم، والمتعجلين ابتلاع وليمة النار قبل فوات الأوان، فأنت لن تستمع سوى لصوت ذاتك، ولن تسمع سوى ضجيج الذوات القريبة، أما همس الحقائق وهسيس الدقائق، فلا وقت له الآن، لكن كل الوقت سيكون له ذات زمن، بعدما أن يكون ضاع المزيد من الزمن الثمين، على الشعب الحزين، والوطن الرهين.”

واختتم بعيو: “أتمنى التوفيق لكل من يريد أن يعمل بصدق نية وصفاء طويّة، لكنني أتمنى بالمقابل أن ننزل كلنا نحن الليبيين خاصة الحاكمين، عن صهوات المكابرة والعناد، وندرك أن الوطن قدر وليس وجهة نظر، وفي سبيل ليبيا لتذهب إلى الجحيم، كل التنطحات السياسية والسلطوية، والتنطعات الأيديولوجية والجهوية، وكل الأنانيات الذاتية، قبل أن نخرب بيوتنا بأيدينا، وحينها لن نجد ما نختلف فيه، ولا ما نتصارع عليه، لنذهب إلى 24 قبل أن تصبح ليبـيـا (لا سمح الله) أثراً بعد عين” على حد تعبيره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى