اخبار مميزةليبيا

عبدالله عثمان: سيف الإسلام لديه برنامج إصلاحي ويتمتع بالقبول بين الليبيين

أكد عضو ملتقى الحوار السياسي، عبد الله عثمان، أن ليبيا تسير نحو عقد الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل، لكنه لم يخف قلقه لما بعد هذا اليوم.

وقال عثمان في حوار لصحيفة “سترومنتي بلوتيك” الإيطالية، إن جميع الأسماء المطروحة للترشح في الرئاسة لهم جمهور متحيز لهم، وربما سيظهر اسم جديد من الخلف يستفيد من رفض الناس لبعض الأسماء المساهمة في تفاقم أزمتنا الحالية.

ونفى وجود ما يمنع إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر إلا اندلاع حرب، معربا قلقه لما بعهد هذا اليوم: “لست قلقا من عدم الوصول إلى انتخابات 24 ديسمبر، بل أشعر بالقلق لما هو بعد انتخابات 24 ديسمبر، فعدم القبول بالنتائج للأطراف الخاسرة، خاصة تلك التي تمتلك قوة عسكرية على الأرض، أمر بالغ الخطورة، ومصدر القلق الآخر، هو توحد جميع المعارضين الخاسرين لمنع استكمال العملية الانتخابية أو عرقلة قبول نتيجة الانتخابات”.

وأشار إلى أن المفوضية العليا للانتخابات أعلنت أنها تنوي فتح باب الترشح في 15 نوفمبر، أي أننا نسير فعليا في طريق الانتخابات.

سيف الإسلام

وتحدث عثمان عن علاقته بسيف الإسلام القذافي، مؤكدا أنه عمل بشكل وثيق في برنامجه الإصلاحي، وتابع: “أعرف سيف الإسلام عن كثب، وهو شخصية مدنية خاضت العمل السياسي ولديه برنامج إصلاحي كبير”، لافتا إلى أنه يتمتع بانفتاح إيجابي على العلاقات الخارجية خاصة تجاه الغرب.

وذكّر عثمان بأن سيف الإسلام ساهم في حل الكثير من المشاكل التي مرت بليبيا مع الدول الغربية، ويمتلك توزانا وقبول بين الليبيين، مشيرا إلى عدم وجود معوقات قانونية محلية تعوق ترشحه للرئاسة.

ولفت عضو ملتقى الحوار السياسي إلى أن هناك الكثير من المهجرين والمستبعدين منذ 2011، يطالبون سيف الإسلام بتمثيلهم في الانتخابات المقبلة، مردفا: “ربما ستتضح الصورة خلال الأيام المقبلة باتخاذه قرار الترشح للانتخابات الرئاسية”، معتقدًا بوجود تمثيل أكبر لمؤيدي النظام السابق في الانتخابات المقبلة.

أنصار النظام السابق

وأوضح عثمان أن الوضع في ليبيا حاليا معقد بصورة كبيرة، فمنذ عام 2011 تغير النظام، وظهرت طبقة سياسية جديدة على السطح، والكثير من الليبيين يعتبرون أن الغرب هاجم ليبيا ودمرها لإسقاط النظام السابق، الذي يؤيده الكثير من الليبيين، كما يعتبر الكثيرون أن هجوم الناتو والغرب كان معركة ضد وطنهم، رغم تحفظهم على القذافي.

ورأى عضو ملتقى الحوار السياسي أن أنصار النظام السابق “صندوق انتخابي” مهم، وسيوجهون أصواتهم لأي مرشح ينتمي لهم، وتوقع خوض 4 أو 5 مرشحين ينتمون إلى النظام السابق، الانتخابات المقبلة.

وشدد على أنه في حال عدم اتفاق أنصار النظام السابق على مرشح واحد فستفتت أصواتهم، ورجح تأييد أنصار النظام السابق لسيف الإسلام إذا قرر الترشح أو كان قادرا على الترشح، منوها إلى أن التكتلات الانتخابية في ليبيا معقدة ومشتتة، ولا يمكن التأكد من فوز سيف الإسلام حال قرر الترشح.

وبيّن أن الكتل الانتخابية الكبيرة تظهر في المنطقة الغربية، وستكون حاسمة في الانتخابات، لكن لا أحد يستطيع الآن تأكيد المرشح الذي سيكون رئيس ليبيا المقبل، بحسب قوله.

أزمة الحكومة

وأشار عثمان إلى أن حكومة الوحدة الوطنية قد تكون في مشكلة دولية ومحلية كبيرة، لأن مهمتها تنتهي بمجرد إجراء انتخابات 24 ديسمبر، وفي حال بقائها بعد الانتخابات ستواجه أزمة شرعية وقد تخلق صراعا من نوع آخر يعيدنا لساحة الانقسام أو الحرب.

وعن السيناريو المقبل للمشهد الانتخابي، قال عثمان: “سنشهد جولة أولى من الانتخابات قد تكون بمشاركة 30 أو 40 مرشحا، والجولة الثانية قد تنتج خريطة تصويت مختلفة تماما عما نفكر فيه”، منوها إلى أنه لا توجد منطقة في ليبيا تتمتع بأمن كافٍ لإجراء انتخابات دون انتهاكات أو تجاوزات.

وواصل: “جزء كبير من الليبيين مقتنع بأن الحل يكمن في إجراء الانتخابات، وأن هذه هي الطريقة التي ستغير الوضعـ ويرى الليبيون أن الأمن ضاع بغياب سلطة شرعية وغياب رئيس منتخب وغياب برلمان موحد، خاصة وأن كل الهيئات القائمة تتعارض مع الشرعية”.

المسلحون في طرابلس

وتطرق الحوار إلى موقف المشير خليفة حفتر، والذي زعم عثمان أن “حفتر لا يريد الخضوع لسلطة جاءت باتفاق سياسي، وحتى تبعيته لسلطة منتخبة محل جدل، ويرى الليبيون أن الانتخابات يمكن أن تؤدي إلى اقتراح حلول لمختلف مظاهر الأزمة وأنه لن تكون هناك حلول سياسية أو أمنية قبل ذلك” على حسب ادعائه.

وفي نهاية الحديث، عبر عضو ملتقى الحوار السياسي عن التفاؤل بالمرحلة المقبلة، قائلا: “إذا جاءت حكومة منتخبة إلى ليبيا، قد تحل معظم مشاكلنا، لأننا دولة واعدة، وأعتقد أنه إذا كان هناك جو من الاستقرار والسلام، ستأتي الشركات إلى ليبيا التي تعتبر جاذبة للاستثمار ولديها موارد كثيرة وموقع رائد”.

أما عن الجماعات المسلحة في طرابلس، فقال: “لديهم نظرة مختلفة حاليا، وهم يتجهون نحو السلام والاندماج في مؤسسات الدولة” على حد زعمه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى