اخبار مميزةليبيا

أغنية: الليبيون يحنون اليوم إلى معمر القذافي ونجله سيف الإسلام

حول المشهد السياسي في ليبيا وواقع الانتخابات الليبية المقبلة في ظل تقدّم العديد من الأسماء الجدلية للترشح لرئاسة ليبيا المقبلة ومن أكثرها حظا بالظفر بالمنصب، تحدّث الأكاديمي اللّيبي والمحلل السياسي، الدكتور عبد العزيز أغنية لـ “راديو سبوتنيك” الروسي، وقال: “يعلم الكثير أن المشهد الليبي أصبح مشهدا معقدا خصوصا بعدما تدخل حلف “الناتو” وأسقط النظام السابق مستغلا بعض المطالبات الداخلية التي تريد بعض التحسينات وبعض الأمور التي لها علاقة بالحقوق السياسية والمدنية التي كانت غائبة، والبلد غرقت عشر سنوات في الحروب والدمار والنعرات القلبية والمجتمعية وسرقت ثروات البلد”.

وأضاف: “هذه العشر سنوات العجاف التي مرّت بها ليبيا أفرزت صراعا مختلفا، والآن هذا الصراع يتبلور في موضوع الانتخابات والاحتكام إليها، نحن نتكلم عن مشهد سياسي وعد فيه بأن يكون هناك به دستور بعدما تمكنوا من تغيير النظام ولم ينجز إلى يومنا هذا منذ أكثر من 10 سنوات، واللّجنة الخاصة به مازالت تتقاضى الرواتب العالية، ثم هناك حروب على العاصمة وتدخلات أجنبية مباشرة داخل البلاد، آخرها تقدم الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، إلى طرابلس ثم ذهب الإخوان المسلمين والمجموعات المتحكمة في العاصمة إلى تركيا وإحضار المرتزقة والقوات التركية وأصبحت ليبيا ساحة صراع لمصالح استراتيجية بحوض البحر الأبيض المتوسط”.

وتابع: “اليوم، ليبيا تبلورت في اتجاه الانتخابات نتيجة لبعض المؤتمرات الدولية والضغوط المختلفة الداخلية والخارجية، ودخلنا إلى موضوع الاستعداد للانتخابات، وإذا بنا اليوم أمام الكثير من الشخصيات الجدلية التي ترشحت بعضها معروفة وبعضها غير معروفة وبالتالي أضافت تعقيدا آخر على المشهد الليبي”.

وأشار إلى أن “مراكز القوى والمتحكمين بالعاصمة والذين لهم امتيازات ويعتبرون مصنّفين من دواعش المال العام، لا يريدون هذه الانتخابات وتضرّ بمصالحهم، وبالتالي إفراز الانتخابات لا بد أن يأتي بشخصيات تكاد تكون كرتونية تساهم في ثبات مصالحهم الاستراتيجية والمادية، هذا الأمر طبعا، جعلهم اليوم يتحدثون عن المطالبة بالانتخابات ورفضها في آن واحد، وهما أمرين متضادين في الظاهر ولكن يصبان في نفس المصلحة”.

وأضاف: “اليوم، يتكلمون عن عدم وجود قاعدة دستورية لكي يترشح مرشحين يخافون منهم وعلى رأسهم، سيف القذافي نجل الرئيس الراحل معمر القذافي، والمشير خليفة حفتر أو المستشار عقيلة صالح، وهناك أيضا من أنصار النظام السابق، وهذا الرفض الآتي الآن بني أساسا على الصراع السياسي المزمن في دول العالم الثالث، واستطلاعات الرأي الأولية تشير إلى حظوظ أوفر لسيف القذافي والمشير خليفة حفتر أكثر منه إلى رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة التي تقصيه مواد الاتّفاق السياسي من أن يترشح وخرج قبل يومين يتكلم على رفضه لهذه القوانين”.

وحول المصالحة الوطنية، قال الدكتور أغنية: “اليوم، هذه الأطراف السياسية أو المترشحين للعملية الانتخابية أمام اختبار صعب جدا جدا، فهل باستطاعتهم قيادة عملية إصلاحية وطنية كاملة وجبر الضرر وأيضا رصّ الصفوف الوطنية وراءهم، ومنع الخطوط الحمراء داخل المشهد الليبي، لأنه لا أحد يريد أن يأتي بعقلية ثأرية، لكي يرصد بالقلم الأحمر جزء كبير من الشعب الليبي ولو جزء مهما كان صغيرا الذي له متطلبات وآراء سياسية مختلفة”.

وتابع: “العملية الديمقراطية لن تكون سهلة في دولة منتشر فيها السلاح، وبالتّالي السلاح يأتي العائق الأول والثاني أمام العملية الانتخابية، وهذه الكتائب قد اختبرها العالم جيدا وهناك دولا داخل الدولة الليبية”.

وأكدّ الدكتور أغنية “أن المصالحة الوطنية منذ اليوم الأول، هي الاختبار الحقيقي لللّيبيين، ودونها لن يستطيع الشعب الولوج إلى أي نوع من الاستقرار، وهذه المصالحة لابد أن تاتي بسيادة القانون ووجود حائط الدستور الذي يحمي الأمة من الاختلاف والتنافس أومن المماحسات القانونية وغيرها، وبالتالي تحتاج إلى الدستور والعدالة الانتقالية”.

وتابع: “إن المصالحة الوطنية اليوم، تأتي بحل السجون والمعتقلات لشخصيات مازالت مسجونة منذ أكثر من عشر سنوات، هذه العدالة الإلهية هي اختبار لمن يمتلكون السلطة للولوج إلى العملية الانتخابية والمشهد السياسي الليبي”.

وتابع: “لهذا نرى أن الشعب الليبي يحن إلى معمر القذافي وابنه أكثر من الموجودين، اليوم، نتيجة للأضرار التي خلّفوها ولم تبعث رسائل تطمين لهم، بأن المشهد السياسي سيكون أكثر هدوءا لتستقر الحياة الاقتصادية والاجتماعية ويستطيع الشعب الاستفادة من موارده الموجودة وبنيته التحتية المتهالكة التي تحتاج للصيانة وإعادة الإعمار والتأهيل”.

أما حول إمكانية تأجيل الانتخابات الرئاسية الليبية، قال الدكتور أغنية لـ “راديو سبوتنيك”: “إنّني لا أعتقد أن الانتخابات سيتم تأجيلها والتي يصب كل العالم تركيزه عليها، وهناك مساحة لتقديم المترشحين لأسمائهم ثم تأتي مرحلة الفرز وبعدها مرحلة الطعون وثم الدورة الأولى للفرز ما بين الجولة الآولة للانتخابات وبعدها الجولة الثانية وكلها ستكون في فبراير 2022″.

وبالنسبة لآمال الشعب الليبي من هذه الانتخابات بعد كل هذه السنوات، قال:”إن الشعب الليبي لديه آمال كثيرة ومطلوبة من هذه الشخصيات التي لها تجربة سياسية وبصمة على أرض الواقع، إنني لا أعتقد أنه باستطاعتها تقديم الكثير لأنها لا تتصف بالمرونة، فواقع ليبيا معقد وبحاجة إلى خطاب وحدة وطنية حقيقي وليس فقط الخطابات الغزلية الرنانة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى