المشري لـ«الجزيرة»: مستعد لزيارة بنغازي ومرحبا بعقيلة صالح في طرابلس

أبدى خالد المشري، رئيس المجلس الاستشاري، ترحيبه باللقاء الذي شهدته مدينة بنغازي بين عدد من مرشحي الرئاسة بدعوة من المرشح خليفة حفتر، والذين كان أبرزهم فتحي باشاغا وأحمد معيتيق، مؤكدا استعداده لزيارة مدن المنطقة الشرقية بنغازي والبيضاء وطبرق.
وقال «المشري»، في لقاء بثته قناة «الجزيرة القطرية »: «لقاء بنغازي بين حفتر وباشاغا ومعتيق كان لقاء مرشحين للرئاسة لكني أتحفظ على ترشيح العسكريين، وكان لقاء خاصا وجريئا وكسر حاجزا معينا ونقطة إيجابية، ونرحب بهذا اللقاء» مبديا استعداده لزيارة مدن طبرق والبيضاء وبنغازي.
وتابع «لا أستطيع أبدا أن ألتقي بخليفة حفتر، ولدي تحفظات كثيرة وقانونية دقيقة على ترشحه»، مشيرا إلى أنه «قاد حربا بقوات منظمة على طرابلس وكان مؤيدا من مواطنين في الشرق وحتى في الغرب لكنه لم يستطع ما قلل فيه الثقة من الكثيرين داخل ليبيا وخارجها».
ومضى قائلا: «إنه يمكن دمج القوات في المنطقة الشرقية في المؤسسة العسكرية لكنه لا يقبل أبدا أن يكون خليفة حفتر على رأس هذه المؤسسة».
وحول علاقته برئيس مجلس النواب قال «إن المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب مرحب به في أي وقت لزيارة طرابلس، وأنه غير محرج ومستعد للقائه في بنغازي»، مشيرا بقوله «أن مهاميز السوء تسعى دائما للإيقاع بيني وبين المستشار عقيلة صالح وهناك محاولة بأن لا نقترب من بعضنا».
واستكمل «ترسخ لي ولدى عقيلة صالح أن التدخلات الأجنبية هي السبب الحقيقي للأزمة في ليبيا، واخترنا التقارب بين مجلس النواب ومجلس الدولة ونحن حريصون على بناء الثقة بيننا، وهناك تواصل بيني وبين المستشار عقيلة صالح تليفونيا وسنلتقى منتصف الأسبوع القادم في ليبيا أو في أحد الدول المهتمة بالشأن الليبي».
وتابع قائلا: «إنه إذ لم نتقارب فسيكون الثمن تقسيم ليبيا، وأشكر اللجنة المشكلة من البرلمان للتحقيق في فشل الانتخابات على دعوتها للتقارب بين مجلسي النواب والدولة، حيث أرسلت مبعوثا شخصيا للمستشار عقيلة صالح منذ يومين واستقبله استقبالا جيدا، وهناك اتصالات بشكل دائم بيني وبين المستشار عقيلة صالح».
وعن حكومة الدبيبة، قال المشري: «إن تصريح الدبيبة بتسليم السلطة لحكومة منتخبة غير صحيح وإذا اتفق مجلس الدولة مع البرلمان على تسليم الحكومة للسلطة وجب عليها التنفيذ، وأذا تم هذا الاتفاق على تسليم الحكومة للسلطة ستكون حينها الحكومة جسم خارج عن الشرعية»، متابعا «ليس هناك حكومة فوق الجميع وتصريحات الدبيبة مستغربة».
وحول فشل إجراء الانتخابات قال، «كنت أتمنى نجاح الانتخابات وتكذيب تنبؤاتي بفشلها، وأنه ليس صحيحا أن هناك 2 مليون و800 ليبي سجلوا في الانتخابات الفترة الأخيرة من تم تسجيله أقل من 500 ألف، وكثير من المرشحين دخلوا الانتخابات وهم يعلمون أنها لن يتم إجراؤها».
وأشار إلى أن «توقف الانتخابات في مرحلة إعلان القوائم النهائية كان بسبب أطراف خارجية» لافتا إلى أن من يقول أن القذافي كان يسيطر على ليبيا أقول أن «نظام القذافي لم يكن يسيطر على ليبيا سوى بالمؤسسات الأمنية فقط وسقطت ليبيا لعدم وجود مؤسسات ومنظمات مدنية حقيقية».
وذكر أن «المسار الدستوري مهم جدا فقد حدث انقلاب في تونس بسبب تفسير نص خطأ في الدستور، وأن مجلسا النواب والدولة أصبحا مقتنعين بأهمية إجراء الانتخابات بناء على الدستور، حيث إن إجراء الانتخابات في هذه الحالة كان سيؤدي إلى احتراب أو تقسيم».
وحول أداء المفوضية العليا للانتخابات، قال: «إن مفوضية الانتخابات كانت تدار من الخارج عبر عماد السايح الذي أجرى 33 لقاء مع سفراء ووزراء أجانب بعد إصدار قانون الانتخابات من البرلمان، فلم يكن هناك إمكانية إجراء الانتخابات المقبلة في هذه المفوضية، حيث إن هناك تقارير دولية تحدثت عن كوارث في حال إجراء الانتخابات».
حول أداء البعثة الأممية، قال «بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لم تقدم أي دعم حقيقي لليبيين خلال الفترة الماضية وستيفاني وليامز وصفت الموجودين في المشهد الليبي بالديناصورات»، مشيرا إلى أن «مسؤول الانتخابات في البعثة يسعى دائما لعرقلة الانتخابات لاستمرار حصوله على راتبه الفلكي، كما أن بعثات الأمم المتحدة في العالم هي أجسام تتطفل على مشكلات دول العالم الثالث لاستمراره لا لحلها أو وقفها».
وتابع أن «أمريكا ، وفرنسا، بريطانيا ، وإيطاليا ، ألمانيا والأمم المتحدة تدير الملف الليبي منذ 2014 بشكل سيئ»، لافتا إلى أن «لجنة 5+5 اجتمعت 10 مرات تحت مظلة الأمم المتحدة ولم تحقق أي شيء، حيث إن الأمم المتحدة حاولت شيطنة جميع الليبيين وأضاعت الثقة بيننا»، متابعا «سنصم أذاننا عن الأمم المتحدة وسنسير في المسار الدستوري»، منتقدا التدخل الخارجي في الشأن الليبي «إن الدول تتحدث عن ليبيا كأنها عزبة في بلادهم».
وحول وضع المليشيات المسلحة قال، « جميع المليشيات في ليبيا تبحث عن الأمان وهي أكثر وعيا سياسيا، والصراع تغذيه الأطراف الخارجية، حيث إن في ليبيا فيها 30 مليون قطعة سلاح ولو كانت في دولة أخرى لسمعنا عن قتلى كثيرين يوميا».
وأضاف أن «التقارب بين لجنة 5+5 سينعكس على كل المجموعات المسلحة في ليبيا، وأن المليشيات تطالب بالدمج في الشرطة والجيش بعد أن أصاب الناس الضجر منهم»، لافتا بقوله «أن نسبة البطالة في ليبيا تصل لـ70% والعناصر المسلحة تحمل السلاح لعدم وجود فرص عمل».
قال رئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري، إنه سيكون هناك تواصل مباشر بيني وبين المترشح الرئاسي عقيلة صالح قريبًا جدا، مضيفًا أننا نبني الآن في لبنات مهمة للوصول إلى أكبر قدر ممكن من الثقة يؤهلنا للولوج إلى العمل السياسي مع بعضنا البعض.
ولفت إلى «أنه يجب أن يكون هناك دور أكبر للدول المعنية بالشأن الليبي والتي يهمها الشأن الاستقرار في ليبيا، كمصر وتركيا، وأن مصر وتركيا لديهم مصالح اقتصادية في ليبيا ولديهم مخاوف أمنية حقيقية»، مشيرا إلى أن تونس دولة صغيرة نسبيًا في ليبيا، والجزائر ليس لديها عمالة لدينا طول الفترة الماضية، لكن مصر تحتاج على الأقل 2 مليون عامل مصري في ليبيا.
وأوضح أن مصر تنظر إلى ليبيا على إنها سوق عمل جيد، لافتاً إلى أن الخلاف السياسي سيؤدي إلى دمج التشكيلات المسلحة بطريقة أو بأخرى، والتشكيلات المسلحة أصبحت الآن أكثر وعيا تلك الفترة عن كل الفترات الماضية.
وأكمل أن الاقتتال أثبت للجميع أنه لا يمكن لطرف أن يحكم ليبيا بالقوة، مضيفا أنه أصبح كل طرف يمسك بسلاحه خوفًا من الطرف الأخر، وواصل بقوله: “إذا حدث تقارب بين السياسيين وحدث وضع أرضية حقيقية لانتقال حقيقي لليبيا، فالاستفتاء على الدستور والذهاب لانتخابات حقيقية، وإعادة توزيع الدخل، ستكون رسائل طمأنة لليبيين ليلتقوا مع بعضهم البعض”.
ونوه بأنه منذ 2011 وهناك تدخلات أكثر من المفروض في المشهد الليبي، لافتا إلى أن نظام العقيد معمر القذافي ملأ ليبيا بالمؤسسات الأمنية والعسكرية ولم تكن هناك مؤسسات مدنية، وعندما انهارت المؤسسات العسكرية لم تكن هناك مؤسسات مدنية فاعلة للنهوض بالدولة.
وأشار إلى أن الانتخابات غير مبنية على أسس صحيحة، فكان يجب أن يسبقها تهيئة القاعدة والتوافق والأوضاع الأمنية وجميعها كان مفقود، مؤكدا أن الدفع الأكبر بإجراء الانتخابات كان “غربيًا” لأهداف محددة، وتنبأنا بأنها لن تنجح وهو ما حدث، وفقاً لقوله.
ولفت إلى أنه حدثت تدخلات كثيرة من الخارج نتيجة للحروب وأصبحت تدير المشهد السياسي والعسكري، موضحا أنه سبب من أسباب المشاكل في ليبيا، أنها دولة غنية وعدد سكانها قليل، وأصبحت مطمع للبعض حتى لا تكون منافس له.