الصغير: تغيّر أردوغان وتغيّرت معه سياسة بلاده لأسباب داخلية

أكد وكيل وزارة الخارجية السابق حسن الصغير أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تراجع عن معاداته للبرلمان والجيش الوطني الليبي، لأسباب داخلية، دفعته للانفتاح على دول الجنوب مصر وليبيا وعقد هدنة مع دول الشمال اليونان وفرنسا.
وتحت عنوان “لن ندفع الميري”، قال الصغير في تدوينة عر “فيسبوك”: عند بدايات البرلمان وتحديداً في 20 أكتوبر 2014 أرسل أردوغان مبعوثه الشخصي لطبرق والتقى برئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وسلم المبعوث دعوة لصالح لزيارة تركيا، وبعد اشتداد العمليات في بنغازي ضد المجموعات الإرهابية ورفض الوساطات التركية وغير التركية للتفاوض مع الإرهابيين ، غيّر أردوغان من موقفه وأصبح يعادي البرلمان والجيش علناً ويدعم الإرهابيين .
وأضاف: في سنة 2015 قصف الجيش الليبي سفينة تركية بعد خرقها لمنطقة الحظر العسكري المفروض لمنطقة العمليات العسكرية قبالة سواحل برقة، وتوفي مواطن تركي على متنها، وأذكر أن مشادة حصلت بيني وبين مندوب تركيا في منظمة الامم المتحدة بجنيف عندما قال بأن الجيش يستهدف المدنيين، وكان ردي عليه أنه إذا كانت تركيا تعتبر داعش وتنظيم القاعدة مدنيين فلتفتح أبوابها لهم وتستقبلهم في تركيا فإشتاط مندوبهم غضباً وغادر القاعة.
وتابع: جاءت الحرب الأخيرة والتي بدأها أردوغان برفض الاستمرار في تفاهمات أبوظبي، والتي جعلت فائز السراج (رئيس حكومة الوفاق المنتهية ولايته) يتراجع عنها ، ودخل أردوغان من الأيام الأولى للحرب لدعم حلفائه غرب البلاد، وحتى قبل توقيع اتفاقية معهم .
وأوضح الصغير: “اليوم أردوغان هو من تغير وغير سياسة بلاده لأسباب داخلية وأخرى إقليمية ، فالبرلمان لم يرفض ولم يعاد تركيا مجاناً ولا الجيش فعل ذلك ، الأيديولوجيا الإسلاموية هي من بدأت بالعداء بعدما فقدت الأمل في السيطرة والاحتواء ، اليوم لم يغير البرلمان من موقفه تجاه الإرهاب والإرهابيين والجيش لم يعتذر ولا أظنه سيعتذر عن قصف السفينة التركية سنة 2015.
وأشار الدبلوماسي السابق إلى أن تغير أردوغان له أسبابه الداخلية التركية والإقليمية والدولية وليبيا جزء من هذه العوامل ، وليس أقلها بأن اقتصاد بلاده لن يصمد طويلا دون الوصول لحل بأزمة الغاز شرق المتوسط ، والتي تتطلب منه انفتاحا مع دول الجنوب مصر وليبيا وهدنة مع دول الشمال اليونان وفرنسا زعيمتي الخصومة الأوروبية مع تركيا.
وواصل: بالنسبة لنا إذا كانت الثوابت هي الثوابت ولم تمس ، والمبادئ هي المبادئ ولم تتغير، وهم يقبلون بها كما هي وسيحترمون حدودهم فيها، وأولها وعلى رأسها مغادرتهم هم وغيرهم للأراضي الليبية ، فأهلا وسهلا بهم وبغيرهم فليبيا لا تنشد العداء المجاني ولا يجب أن تنجرف وراء العداوات الوهمية .
وشدد على أن “عدونا من يحتل أرضنا أو يدعم الإرهاب فيها من داخلها أو خارجها ومن يستبيح ثرواتنا ومن يصادر إرادة شعبنا ومن يحاول أن يضعنا تحت جناحه كائناً من يكون سواء كان اسمه تركيا أو بطيخ”.