اخبار مميزةليبيا

محمود الديك: العثمانيون وحّدوا ليبيا ورسموا حدودها

اعتبر أستاذ التاريخ بجامعة طرابلس محمود الديك أن العثمانيين لهم الفضل في ترسيم حدود ليبيا الجغرافية وتوحيدها، وأن بين الجانبين قواسم مشتركة عديدة.

وقال الديك في حوار مع وكالة أنباء “الأناضول” التركية: “العثمانيون هم من وحدوا ليبيا، فمنذ عام 1551 أصبحت لدينا حدود جغرافية وهذا تم في العهد العثماني، ونحن نعتبر تاريخ الدولة العثمانية وليبيا واحدا، فنحن لدينا رموز مشتركة مثل تورغوت باشا ويوسف باشا القرمانلي”.

وأشار الديك إلى أن يوسف باشا يعد من الشخصيات القوية التي بنت أسرة قرمانلية، وهي أصلها من قرمان في تركيا لكنهم جاءوا إلى ليبيا فأصبحوا ليبيين يتكلمون العربية الليبية، لكنهم لم ينفصلوا عن الدولة العثمانية، وأصبح يوسف باشا من الشخصيات القوية في البحر المتوسط”.

وأوضح الديك أنه “عندما كان هناك صراع بحري، أرادت أمريكا أن تمتلك تجارة في البحر المتوسط فجاءت إلى طرابلس، لكن الباشا (يوسف) كان يضع ضريبة متعارف عليها آنذاك لمن يريد أن يؤمن تجارته، ورفض القنصل الأمريكي آنذاك دفع الضريبة،

وقال وقتها إنه يجب تأديب هذا الباشا، ثم أرسلت أمريكا سفينة فيلادلفيا الضخمة، لكنها جنحت نحو الميناء والتصقت بالرمال، فأخذها البحارة بالمدينة، فاعتبرت أمريكا هذا الحدث هزيمة كبيرة لها”.

وأوضح أن “الأمريكان تواصلوا مع كل العالم لإنقاذ السفينة لكنهم لم ينجحوا، لأن يوسف باشا كان صلبا وأراد إجبارهم على دفع الضريبة، حينها أرسلت أمريكا جنودا فتسللوا وأحرقوا السفينة ليلاً، وبقيت منها السارية التي أخذها الليبيون وعلقوها إلى يومنا هذا”.

وتابع الديك قائلا: “كان هناك 300 أسير أمريكي (ضباط وجنود) في يد يوسف باشا القره مانلي نحن نفتخر بأن يوسف باشا كان رمزا للمقاومة ورمزاً للنضال الإسلامي ضد الأوروبيين والأمريكان، ومنذ عهد تورغوت باشا (تورغوت رئيس) إلى عام 1911 لم يستطع الأوروبيون احتلال طرابلس أو حتى تهديدها بشكل كبير”.

وبحسب الديك فإن تورغوت فتح طرابلس عام 1551، وتوسع في جزيرة جربة (تونسية) ثم في تونس فكانت طرابلس وتونس أشبه بالمنطقة الواحدة، وأشار إلى أن “تورغوت كان شخصية من الشخصيات المهمة جداً في تاريخ ليبيا؛ لأن له بصمات كبيرة في مدينة طرابلس، ولأنه يعتبر صمام الأمان لأي حملات صليبية مسيحية ضد طرابلس”.

كما نوه الديك إلى أن تورغوت “أحد البحارة الذين قادوا الأساطيل العثمانية في البحر المتوسط وعاش في كنف السلطان سليمان القانوني، وبالتالي كان يجسد ذراع الدولة العثمانية في البحر المتوسط”.

وأردف المؤرخ الليبي: “خاض تورغوت باشا نضالا في البحر المتوسط فيما يتعلق بمقاومة المسيحيين الذين كانوا يتربصون بالدولة العثمانية للسيطرة على طرابلس من جديد، لكن تورغوت باشا كان قوياً وشجاعاً رغم كبر سنه، وكان شخصية مرموقة”.

وطالب الديك بعقد مؤتمر خاص لشخصية تورغوت باشا حتى نوضح من هو، منبهاً بأنه “ليس كما كان يقال بأنه قرصان بل هو مجاهد، فيكفي أنه استشهد وهو يدافع عن طرابلس في تصديه للمسيحيين أمام مالطا، ثم دفن في طرابلس”.

وحول قبر تورغوت رئيس قال الديك إنه “تم هدمه من قبل الحركات المتطرفة الذين لا يرغبون بوجود المقابر في المساجد وغيرها”، وأضاف: “لا أعلم بالضبط أين نقل قبره ولكن معظم الذين دفنوا في المساجد سواء كانوا أتراك، أو ليبيين تم نقلهم إلى المقابر ولست متأكداً من ذلك”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى