العبيدي: فاتورة الحرب في أوكرانيا تضاعفت حتى وصلت إلى الشرق الأوسط

قال جبريل العبيدي، المحلل السياسي، إن فاتورة الحرب في أوكرانيا تضاعفت حتى وصلت إلى الشرق الأوسط، الذي أغلبه لا يدعم الحرب ولا شارك فيها، بل كان الحياد الصبغة السائدة في مواقفه، ولكن هذا الحياد لن يجعله في مأمن من أزمة تهدد الأمن الغذائي بدرجة كبيرة، وليس فقط الاقتصادي؛ فسعر رغيف الخبز والدقيق اشتعل ناراً مع ارتفاع أسعار الوقود، التي تنعكس على وسائل النقل، بما فيها نقل البضائع والسلع، وليس فقط الركاب؛ فروسيا وأوكرانيا من أكبر مصدّري القمح والوقود، خاصة لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
أضاف في مقال بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن هذه المخاوف أكدها نائب وزيرة التجارة الأميركية، دون غريفز، الذي قال إن العقوبات المفروضة على روسيا «ستؤثر على العالم بأسره، وقد تنعكس على دول الشرق الأوسط»، ورغم محاولات الطمأنة، وإعلان الولايات المتحدة عن مبادرة لحماية الدول «الضعيفة» اقتصادياً، من خلال مبادرة «Build Back Better» (البناء بشكل أفضل)، فإن موجة الغلاء والأضرار الاقتصادية قد بدأت في بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا، إلا أن وابل العقوبات المفروضة على روسيا، التي هدفها دفعها نحو عجز وركود اقتصادي، سوف ينعكس سلباً على الدول المرتبطة بعلاقات اقتصادية معقدة، أو حتى استهلاكية، مثل دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتابع أن تصاعد العقوبات القاسية على روسيا لحربها وحصار أوكرانيا، اللتين تُعتبران من أهم منتجي ومصدري القمح للشرق الأوسط خاصة، وأوروبا عامة، سيجعل مَن لم يشارك في الحرب ولا حتى دَعَمها يدفع فاتورتها، ولو عبر رغيف الخبز، ناهيك بالمنتجات الأخرى المرتبطة بالأزمة، مما تسبب في موجة غلاء توشك أن تضر باقتصاديات الدول الضعيفة اقتصادياً، خاصة التي ليست لها قدرة على مواجهة الأزمة وتوابعها، التي من المؤكد استمرارها حتى ولو وضعت الحرب أوزارها.