شلقم: لا أحد يمتلك مقومات منافسة أمريكا والناتو

قال عبد الرحمن شلقم، وزير الخارجية الأسبق، إن الحرب الروسية على أوكرانيا، لها كتلة من المحركات والدوافع، ولها ارتدادات واسعة وبعيدة المدى عابرة للقارات، مشيراً إلى أن من بين تلك المبررات، اعتراف دولة أوكرانيا بتبعية شبه جزيرة القرم لدولة روسيا، والاعتراف بالجمهوريتين الجديدتين في إقليم دونباس، دونيتسك ولوغانسك، كيانين مستقلين، وتعهد أوكرانيا بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وكذلك الاتحاد الأوروبي، ونزع سلاح أوكرانيا، وعزل من تصفهم روسيا بالنازيين الجدد في أراضيها.
أضاف شلقم في مقالٍ بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أن بعض الطلبات الروسية يمكن تفهمها، وقد تكون قابلة للتفاوض، ولكن بعضها يستحيل القبول بها. الطلبات الروسية هي الجزء الأعلى من جبل الثلج، أما ما هو تحت الماء فلا يراه سوى الرئيس بوتين بعينين لهما بؤبؤ ذاتي ووطني روسي، وفق قوله.
وتابع قائلاً: “بوتين هدفه الأول إعادة تأسيس روسيا، أما الحديث عن الدور الدولي لبلاده، وما يقال عن تعدد الأقطاب في عالم جديد، فذاك ليس من أولوياته، وإن كان لا يعارضه. لن تتعدد أقطاب العالم في المستقبل المنظور، فللقطب الفاعل دولياً إمكانات ضخمة موصوفة مالياً وعسكرياً وعلمياً وتقنياً. القطب الغربي الليبرالي بتكوينه الأميركي والاتحاد الأوروبي، وذراعه العسكرية حلف الناتو، إضافة إلى اليابان بقدراتها الاقتصادية والعلمية، لا يوجد اليوم من يمتلك مقومات منافسته”.
واختتم: “لقد صعد الرئيس الروسي إلى شجرة أوكرانيا على رافعة الدم وتداعى له التكتل الغربي، ولفَّ حوله حبل العقوبات الثقيلة غير المسبوقة مالياً وسياسياً. هذه هي الحرب الأولى التي يراها العالم كله عبر وسائل الإعلام العالمية المرئية والمسموعة والمكتوبة. يتابع ملايين البشر الهاربين من الحرب وهم يغادرون أرض أوكرانيا إلى شتى بلدان العالم، الأطفال والشيوخ والنساء، وتنقل وسائل الإعلام على الهواء مباشرة القصف الجوي والبري. المظاهرات في كل أنحاء العالم التي تعبر عن معارضة هذه الحرب، والغالبية الساحقة من دول العالم أدانت الفعل الروسي في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة” على حد تعبيره.