بعيو عن محمود جبريل في الذكرى الثانية لرحيله: من الشخصيات الإستثنائية في الحياة الليبية

انتقد محمد عمر بعيو، “رئيس المؤسسة الليبية للإعلام الملغاة” وسائل الاعلام الليبية لتجاهلها الحديث عن “رئيس تحالف القوى الوطنية السابق”، محمود جبريل في ذكرى رحيله الثانية ..
قائلآ: انه تذكرته قناة تلفزيونية واحدة لا يتجاوز تأثيرها الأثير، استضافت صوتاً بعض حلفائه وزملائه وأصدقائه القدامي، تذكروه بمحبة وذكروه بالخير، وانتهى الأمر، فلا حزبه المحسوب عليه إسماً وليس مشروعاً له وجود أو تأثير، ولا أقواله ونتاجاته، أثارت ما تستحق، وما يستحق هو من الإثراء والتفكير والتعبير والتطوير.
جاء ذلك خلال مقال منشور لرئيس المؤسسة الليبية للإعلام الملغاة على صفحته الشخصية على “فيسبوك”
قائلأ: يموت البشر العاديون بالموت، ولا يبقى منهم سوى ذكريات حميمة عند الأهل والأحبة،
وأضاف بعيو، أما البشر الإستثنائيون، فالموت بالنسبة إليهم نهاية الحياة، وليس نهاية الوجود، فبقاؤهم متصل بآثارهم وتأثيرهم في الحياة وفي الناس، لكن الأثر والتأثير لا يحدثان تلقائياً، بل يتوقفان على من يذكرهم ويتذكرهم، ليس بالعواطف والمشاعر سريعة الذبول، بل في الأذهان وفي العقول.
وأردف حديثه قائلا: أن الدكتور (مـحـمـود جـبـريـل) رحمه الله وأحسن مثواه، رجل المعرفة قبل أن يكون رجل السياسة، والذي مرت على وفاته سنتان {توفي في القاهرة يوم 5 أبريل 2020 بسبب إصابته بفايروس كورونا}،
مؤكدآ أنه من الشخصيات الإستثنائية في الحياة الليبية، قبل وبعد فبراير، وقد كان يستحق أفضل مما ناله أثناء حياته وبعد وفاته، وكان وطنه ولا يزال يستحقه وبحاجة إليه شخصاً وعقلاً وقدرات، لولا أن قدر الله سبق إليه ولا راد لقضاء الله، ولولا أن الظروف ظلمته في حياته العامة مرتين..
مضيفآ أنه ، في الأولى حين وقع قبل فبراير وفي نهايات زمن سبتمبر، في تقاطع نيران واقع الدولة الليبية المضطرب، ومشروع ليبيا الغد الحالم، فغادر في 2010 يائساً من إمكانية التغيير بالتطوير لا بالتثوير..
والثانية حين وقع بعد فبراير في تقاطع نيران الصراع المحتدم، بين الوطن الضعيف والتنظيم العنيف، بين الوطنية الليبية الحالمة الناعمة، وبين التهويمية الإسلاموية المتوحشة في غطرستها وإقصائيتها، والمتفحشة في أساليبها ولغتها، وحين فشل وهو الخبير الإستراتيجي في توقع واستشراف حركة التاريخ الليبي، في الزمن الثوري المنفلت الأهوج، مثلما فشل في تأسيس تنظيمه الذي تحول من حالة شعبية وتحالف سياسي واسع واعد، إلى حزب صالوناتي ضيق بائس، وكان فشله الأكبر في اختيار معاونيه ومساعديه المحسوبين عليه، فترك الأكفاء الشرفاء، واعتمد على السماسرة السفهاء، فكان طبيعياً ومتوقعاً أن يستغلوه أبشع استغلال، ويسيئوا إليه أحقر إساءة، ثم يخونوه شر خيانة، ويطعنوه بفسادهم وعفنهم في صدره وظهره.
ثم كانت مظلمة الراحل الكبير بعد وفاته عن ثمانية وستين عاماً، حين لم يترك وراءه مريدين مخلصين ولا محبين حقيقيين، يحملون إرثه ويتحملون مسؤلية تجسيد أحلامه، وتطبيق مشروعه، فكأنه كان يحرث في البحر الأُجاج، ويزرع بذوره ليس في التربة الخصبة بل في الريح والعجاج.
ثم اختتم منشوره قائلآ: رحمك الله أيها العصامي النظيف، الذي جاء في غير مكانه وغير زمانه، لكنه لم يمر مرور عابري السبيل، في وطنٍ لا يزال يبحث في متاهة المستحيل… عن سبيل.