وزير مصري سابق: المجتمع الدولي لن ينفع الليبيين وليس أمامهم سوى التفاهم مع بعضهم

قال الدبلوماسي المصري نبيل فهمي وزير الخارجية المصرية الأسبق، إنه من الصعب التنويه بأن هناك أسبابا حقيقية للاطمئنان أن ليبيا شرعت فى طريق الاستقرار، حتى مع ظهور بعض المؤشرات التى تعكس تدرجا فى تنامى الواقعية السياسية الليبية فى بعض المجالات والقطاعات، والتى قد تكون مؤشرا لولادة عسيرة لعملية سياسية ليبية.
واضاف «فهمي»، في مقال نشرته «إندبندنت عربية»، أن المشهد الليبي لا يبشر بانفراجه حتى الآن، ولا يمكن استبعاد ثغرات أخرى أو ردة فى المسار مع الاستمرار فى المزج بين السياسة الانتهازية والبلطجة والمؤامرات الداخلية والإقليمية والدولية.
ولفت إلى أن ارتفاع حدة التوتر بين روسيا والمجتمع الغربى حول أحداث أوكرانيا سيصعب من تعاونهما بالساحة الليبية، كما سيدفع الدول الأوروبية المتنافسة فيها إلى إعطاء تلك القضية أولوية متأخرة، وستتأخر جميع الجهود فى هذا المناخ الدولى بما فى ذلك جهود الأمم المتحدة.
وتابع أن روسيا عارضت أى محاولة من سكرتير عام الأمم المتحدة لتعيين مبعوث لليبيا أو حتى تثبيت وضع ستيفانى ويليامز الأمريكية الجنسية والقائمة بأعمال هذه الوظيفة حاليا.
واختتم بالإشارة إلى أنه لا ينتظر أن يسعى المجتمع الدولى نحو دفع المسار الليبى فى المستقبل القريب، ولن يكون أمام الليبيين غير التفاهم بين بعضهم البعض، ووضع المصلحة الوطنية فى المقام الأول، إذا أرادوا تجنب المزيد من التفكك والانقسام وسفك الدماء وإهدار الخيرات، قد ينتهى إلى تقسيم ليبيا ضمنيا غربا وشرقا وجنوبا، أو فى مساحات وبقع متنوعة يسيطر ويتحكم فيها قيادات محلية وميليشياتها ترتبط بها أو بجهات خارجية، مما يصعد ويصعب من أى محاولة مستقبلية للم الشمل الليبية كدولة متكاملة.