بوكليب: الليبيون قادرون على حل أزمتهم إذا رفعت القوى الأجنبية آياديها
أكد الكاتب الصحفي، جمعة بوكليب، أن أسوأ أنواع التغيير ما يحدث فجأة، ويجد المواطنون أنفسهم في حِلّ من ميثاق اجتماعي فُرض عليهم، ولم يتشكل بديل قِيمي آخر ليحلّ محلّ ما سقط منهاراً بالقوة، مشيرا إلى أن وصول اللبيون إلى حل للأزمة ممكن، إذا رفعت القوى الخارجية أياديها عن الصراع.
وقال بوكليب، في مقال له، بصحيفة «الشرق الأوسط»: “العجزُ على التلاؤم مع متطلبات التغيير الذي حدث بعد فبراير 2011، ربما يُفسّر، إلى حدّ ما، في رأيي، حالة عدم التوازن، التي يمر بها المجتمع الليبي، على المستويات والقطاعات الحياتية كافة، وما نجم عنها من حروب وآلام ودمار، وتمزّق في النسيج الاجتماعي، وانتشار التطرف الديني، وظهور دعوات تطالب بالانفصال والتقسيم”.
وأضاف “أسوأ أنواع التغيير ما يحدث فجأة، ويجد المواطنون أنفسهم في حِلّ من ميثاق اجتماعي فُرض عليهم، ولم يتشكل بديل قِيمي آخر ليحلّ محلّ ما سقط منهاراً بالقوة. وخلو الساحة من قوى سياسية منظمة، وقادرة على استقطاب المواطنين للالتفاف حول برنامج وطني، والتحرك لوضعه موضع التنفيذ”.
وتابع “تلك الخلخلة، أشبه بزلزلة، تمتد تداعياتها إلى سائر أرجاء المجتمع وتهزّها بقوة. وهذا بدوره، يفسح المجال لظهور نخبة سياسية جديدة، انتهازية في الغالب، وغير مؤهلة سياسياً، تستغل الفراغ الطارئ، وتطفو على سطح الأحداث والواقع، وبأجندات شخصية، أو عقائدية، أو قبلية ومناطقية، تقود إلى الانقسام والصدام”.
واستطرد “يحدث ذلك كله في غياب بوصلة وطنية متجسدة في برنامج وطني واضح المعالم. ومن الطبيعي أن يفضي ذلك الغياب إلى فتح الأبواب أمام القوى الأجنبية للتدخل، وتعميق الانقسام الوطني، بهدف توطيد مصالحها. التنافس الدولي على النفوذ والثروة يؤدي بالضرورة إلى تقلّص واضمحلال فرص السلام والاستقرار”.
واستكمل “الحلول غير الجادة، أو بالأحرى التلفيقية، التي تحاول الأمم المتحدة منذ أعوام تقديمها للوصول بالصراع إلى تسوية سياسية تتيح فرصة لوجود استقرار، يهيئ المجتمع لمرحلة جديدة، وميثاق اجتماعي جديد، قائم على التوافق، أثبتت فشلها. وهي، على العموم، لا تختلف عن طبيب يقترح علاجاً من دون تشخيص الحالة المرضية، ومعرفة أسبابها”.
وواصل “في الحقيقة، فإن إمكانية وصول الليبيين بأنفسهم إلى حل للأزمة ممكنة نظرياً. لكن عملياً تتطلب ضرورة رفع القوى الأجنبية المتورطة في الصراع الليبي أياديها. وهذا واقعياً وفعلياً غير ممكن من دون ضغوط دولية. مما يعني، حرفياً، استمرار دوامة العنف والفوضى”.