أبوزريبة: حكومة فتحي باشاغا لا تملك العصا السحرية لإزالة العوائق ومعالجة كل المشاكل

اعتبر النائب علي أبوزريبة عضو مجلس النواب، أن البعثة الأممية هي منْ تقف وراء الأزمة الليبية، بعد تراجع دورها وممارستها غير الشرعية وتعاملها مع أجسام منتهية الصلاحية والولاية.
وخاطب أبوزربية، في بيان له ، أبناء الشعب الليبي شرقا وجنوبا وغربا، والصادقين والأنقياء والأوفياء من أبناء ليبيا، قائلا:” في هذا الظرف الدقيق والخطير الذي تمر به بلادنا، وجب المكاشفة والمصارحة والحديث بواقعية لأجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أجل الأجيال القادمة وحتى تبقى ليبيا واحدة موحدة”.
وأوضح أبوزريبة، أن الحكومة منتهية الولاية عمقت الأزمة وساهمت في تغذية النزاعات الداخلية وتبديد الأموال الليبية وزيادة العبء على كاهل المواطن وتغذية الشارع بالخطابات الشعبوية الجوفاء التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وبعدما تكونت مافيا عائلية هدفها الانفراد بالحكم ساهمت برعاية أممية في إفشال الانتخابات التي كنا جميعا نسعى لها ووقفنا معها لأجل تنفيذها على أرض الواقع في المنطقة الغربية عندما جرى إقفال مراكز الانتخابية كان سباقين لإعادة فتحها وتأمينها وحمايتها من المخربين”.
وتابع:” عقب هذا الفشل الممنهج تحرك عدد من أعضاء مجلسي النواب والدولة والوطنيين بشكل عاجل وسريع وكانت اللقاءات المباشرة في عديد المحطات بعيدا عن سفراء الدول الأجنبية ووسائل الإعلام الممولة من الخارج التي تسعى إلى استمرار الفتنة وبقاء الوضع في دائرة الفوضى الممنهجة”.
ولفت إلى أن اللقاءات تمخضت لأول مرة عن إنتاج حكومة برئاسة وحدة واستقرار البلاد برئاسة فتحي باشاغا دون غيره لأنه من مصراتة، متابعا:” كلنا نعرف إننا في أمس الحاجة لزرع الثقة ومد جسور التواصل، باشاغا اخترق جدار الصمت بأن كان ضيفاً على المشير خليفة حفتر في الرجمة لأول مرة، في مشروع حقيقي يلامس القوى الحقيقية على الأرض بالمنطقة الغربية والشرقية، في الوقت الذي تكاثفت فيه كل الجهود للحل الشامل للخلافات وهو ما لم يحدث طيلة 11 سنة من عمر نزيف الوطن وكانت خطوة في انتشال ليبيا من مستنقع المجهول والفوضى” .
واستطرد:” بعدما سقطت حكومة عبدالحميد الدبيبة التي تدعي إنها للوحدة والاستقرار والبناء وباتت منتهية الولاية، تحصل فتحي باشاغا على رئاسة الحكومة من البرلمان، وتوافق مجلس الدولة، ولم يتجاوز أسبوعين من تشكيل حكومته من كل الأطراف الفاعلة ومشاركة الجميع فيها، حتى نالت حكومته الثقة وتحصلت بشكل سريع على توافق أعضاء مجلس الدولة وهو ما لم يحدث من قبل” .
ونوه بأن باشاغا بات أول رئيس حكومة من المنطقة الغربية ومصراته بشكل محدد، يستطيع التنقل في كل مناطق شرق ليبيا بالتامين والحماية والعسكرية، وهو ما يمكننا بشكل عملي وفعلي من تنفيذ مشروع المصالحة ورأب الصدع الاجتماعي وعودة النازحين وجبر الضرر وتوزيع الثروات بشكل عادل على ربوع بلادنا”.
وأشار إلى أن هذا المشروع الذي أنبثق كان بإرادة ليبية دون تدخلات خارجية ولا استقواء طرف على طرف من الداخل، الأمر الذي استفز الخارج وجعلهم يتحركون بتجاه عرقلة الحكومة الليبية المنبثقة عن البرلمان لأنهم كانوا يراهنون على الفشل، ويرون أن من حقهم تسمية رئيس وزراء ليبيا من الخارج ومتفق عليه من قبل أجهزتهم المخابراتية وليس قرارا وطنيا صادرا من الشعب أو من يمثلونه في المجالس التشريعية المنبثقة عن الصناديق الانتخابية”.
وشدد على أن تحرك عملاء الداخل كان لإفشال هذا المشروع بكل قوة، معتقدين أنهم أوصياء على الشعب والوطن، بعضهم حركته الأموال المدفوعة من خزينة الدولة والأخر تحرك بإيعاز مخابراتي، لكننا كنا أمام ساعة الحقيقة والشمس الساطعة بأن تبين لنا من قلبه على الوطن ومن قلبه على جيبه ومصالحه الضيقة” .
وأكد أبوزريبة أن التدخلات الدولية السافرة وغير المقبولة في الشأن الليبي والتي يعلن من خلالها الوصاية على الشعب ويحدد من يكون في الحكومة ويشجع على استمرار الانقسام السياسي في ليبيا، هي التي باتت تهدد ليس أمن واستقرار ليبيًا، وأنما المنطقة بأكملها” .
وأفاد بأن منْ يقف وراء عرقلة الاتفاق الليبي – الليبي هي البعثة الأممية التي تحولت إلى مجرد دكان يبيع الأوهام وأصبحت عاجزة عن إيجاد الحلول وهي التي تعرف جيدا مسارب النجاح من الفشل في الملف الليبي، ونجحت في إدارة ملف الفوضى وليس الذهاب لإيجاد حلول نهائية لها.
وأدان أبوزريبة، الزيارات التي يقوم بها بعض السفراء لرئيس حكومة أصبحت غير شرعية ومغتصبة للسلطة في طرابلس ضاربين بعرض الحائط الإرادة الليبية المتمثلة في الأجسام الشرعية في ليبيا (مجلسا النوّاب والدولة) وتوافقهم على تكليف حكومة جديدة واعتبار الحكومة السابقة منتهية الولاية ووجودها هو اغتصاب للسلطة وتقويض للشرعية الليبية”.
وبين أن زيارتهم لرئيس الحكومة المنتهية الولاية بعد انتهاء خارطة الطريق المحددة في 22 يونيو 2022 يعتبر استخفافاً بالاتفاق الدولي الذي ترعاه الأمم المتحدة والذي أصدر خارطة الطريق”.
وأدان تصريحات السفير الأمريكي بخصوص إمكانية إجراء انتخابات في ليبيا في ظل حكومتين ونعتبره تشجيعاً على زيادة شرخ الانقسام السياسي وتحريضاً على العنف والحرب، حيث أن الحكومة المنتهية الولاية قد بدأت في تسويق تصريحات السفير على أنها قبول بوجودها في المرحلة القادمة مما سيجعلها تتشبث بالسلطة أكثر وتستمر في هدر أموال الليبيين .
ولفت إلى أن الدستوري من أفسد المسار هي البعثة الأممية وجعلتنا في دائرة مغلقة، وهي منْ كانت تراقب عن كثب من يعبث بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد، وساهمت في تعميق الفجوة بين الليبين بأن تعاملت مع أفراد لا يملكون قواعد اجتماعية ولا سياسية وأنما مجرد بيادق هدفهم مصالحهم الخاصة ومن يشغلهم لهذا العمل .
وشدد على أن حكومة فتحي باشاغا لا تملك العصا السحرية لإزالة كل العوائق ومعالجة كل المشاكل، لكنها خطوة في الاتجاه الصحيح يلتمسها كل الوطنيين، هدفها المصالحة الصادقة لا غالب ولا مغلوب، ينتهي معه ثنائية الصراع بين فبراير وسبتمبر ويكون هدفنا ليبيًا للجميع وبالجميع، نلتقي جميعا تحت ليبيا نسمو فيها على مصالحنا الخاصة لأجل بلادنا” .
وتابع:” حتى وإن لم تتمكن الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا من بسط سيطرتها على كامل ليبيا، فإن شرف المحاولة يكفي، ويمكن لن يأتي من بعدنا أن يلتمس هذه الطريق للعمل عليها والأخذ بها ويكفي إننا وقفنا ضد التدخلات الخارجية”.