اخبار مميزةليبيا

«باشاغا» لـ «بريطانيا»: الدبيبة يجلس في طرابلس محميًا من قبل عدد محدود من الميليشيات 

نشر رئيس الحكومة الليبية المكلف من مجلس النواب، فتحي باشاغا نص كلمته، خلال مشاركته في جلسة لجنة الشؤون الخارجية البريطانية، والتي جاءت بعنوان “ أمن ليبيا والسياسة الخارجية وخارطة الطريق نحو التعافي” .

وقال باشاغا في كلمته؛ التي نشرها عبر حسابه على فيسبوك، “أحدثكم اليوم من على أنقاض مدينة سرت التي شهدت ملحمة تاريخية بتخليصها من أكبر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في شمال أفريقيا،من خلال عملية البنيان المرصوص التي راح ضحيتها أكثر من 700 شهيد”.

وتابع؛ “عندما كنت منسقا للعمليات العسكرية كان للتحالف الأمريكي والبريطاني دورا مهما في مساعدة ليبيا في هذه العملية، ورغم مرور 6 سنوات لازالت الأحياء السكنية بالمدينة مدمرة ومعاناة الناس مستمرة، ونتطلع للتعاون المثمر مع المملكة المتحدة في إعادة الإعمار وغيرها من المجالات التي سنذكرها فيما بعد”.

وأردف باشاغا في كلمته موضحًاأن “ليبيا عند مفترق طرق الآن. فبعد أكثر من عقد من الثورة التي أطاحت بالقذافي، وعلى الرغم من كلّ الجهود الحثيثة التي تبذلها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإصلاح الأوضاع داخل البلاد، لا نزال نعاني من الفوضى”.

وأكمل؛ “رئيس وزراء لا يملك سيطرة على الأرض، ومع ذلك تواصل الأمم المتحدة وبعض الجهات الدولية الأخرى الفاعلة دعمه، بما في ذلك الحكومة البريطانية للأسف”.

وأشار إلى أن الدبيبة “يجلس في طرابلس محميًا من قبل عدد محدود من الميليشيات التي يعتقد أن بعضها على صلة بجماعات إرهابية دولية، مع عودة نشاط الجماعات الإرهابية خاصة في الجنوب الليبي؛ انفلات أمني وعودة سطوة المليشيات وابتزازها لمؤسسات الدولة واستحواذها على سلطة القرار وارتفاع مؤشر انتهاكات حقوق الإنسان”.

وواصل عرض كلمته موضحًا “في ظل إدارته، شاهدنا الإيرادات التي تحصل عليها ليبيا مقابل مواردها الطبيعية تُستخدم بلا خجل لحماية مصالح شخصية، بدلاً من استخدامها لمصلحة الشعب الليبي؛ حيث شهدت فترته ارتفاع غير مسبوق في أسعار الغذاء والدواء دون معالجات حكومية، وتفاقمت أزمة الكهرباء رغم كل الأموال الكبيرة التي صرفت لها حسب بيانات الحكومة؛ وفي حادثة الأولى من نوعها في ليبيا أمضى الطالب الليبي عامه الدراسي كاملا بدون كتب بسبب الصراع والتسابق على العمولات والصفقات”.

ولفت باشاغا في كلمته؛ “وللأسف شهدنا رجوع الانقسام السياسي والمؤسساتي وارتفاع خطاب الكراهية والتحريض على العنف؛ وإفشال حلم 2.8 مليون ليبي كانوا يتطلعون للتغير عبر الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 24 ديسمبر 2021 حسب خارطة الطريق جنيف”.

وأضاف “كما أن ليبيا أصبحت ساحة لتصفية الحسابات الدولية، وما يحدث في أوكرانيا ألقى بظلاله على ليبيا على المستوى السياسي والأمن الغذائي”.

وقال باشاغا في كلمته، إن “الشعب الليبي غير راض عن هذا الوضع المؤسف، وخير دليل على ذلك المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها البلاد خلال الأسابيع القليلة الماضية في جميع المناطق وأكبرها كانت في العاصمة طرابلس”.

وأردف أنه “في فبراير من هذا العام، تم انتخابي لمنصب رئيس وزراء ليبيا من قبل مجلس النواب خلال جلسة تصويت مفتوحة و تم بثها على الهواء في وسائل الإعلام المحلية، وبتزكية من أعضاء المجلس الأعلى للدولة، وقد تمت إحاطة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بكل إجراءات  التصويت”.

وتابع؛ “السيد الدبيبة – الذي تم اختياره بعد تصويت مغلق في جنيف في مارس 2021 في عملية شابها الفساد باعتراف من الأمم المتحدة – رفض قبول نتيجة تصويت مجلس النواب بسحب الثقة منه رغم أنه هو ذات البرلمان الذي منح حكومته الشرعية في جلسة رسمية بسرت”.

وواصل موضحًا “عندما دخلت إلى طرابلس في مايو الماضي لممارسة مهامي وبطريقة سلمية، أمر الدبيبه مليشياته بإطلاق النار عليّا وعلى من يؤيدني في أحياء مكتظة بالسكان؛ وتفاديا لإراقة الدماء فقط، قمت بالانسحاب لأنني كنت مصممًا على تجنب فقدان المزيد من الأرواح الليبية”.

وأوضح باشاغا في سياق كلمته؛ “خلال الأشهر القليلة الماضية، قمت بتشكيل حكومة مستعدة للنهوض بالبلاد ودفعها نحو الانتخابات التي هي في أمس الحاجة إليها، وقد أوضحت في خارطة الطريق نحو التعافي التي وضعتها – والتي تتطلعون عليها جميعا – كيف سأعمل لتحقيق ذلك، وكيف أنوي معالجة المشاكل العديدة التي تواجه ليبيا اليوم، بما في ذلك تواجد المقاتلين الأجانب والمرتزقة داخل البلاد بطرق غير قانونية”.

وعقب موضحًا أن “ليبيا اليوم غير قادرة على القيام بكل هذا إلا بدعم ومساندة من المجتمع الدولي ونتطلع أن يكون الدور الأبرز للمملكة المتحدة، خاصة وأن كل الدول لم تأخذ موقفا رافضا لحكومتي وتحظى بقبول العديد من الدول العربية والأوروبية”.

وقال باشاغا  إن “حكومتي ستعمل على توفير فرص الاستثمار وإعادة الإعمار وهي مستعدة للتعاون والعمل معكم عليها وعلى ملف اتفاقية أمن الطاقة و تجارة العبور والمساعدة في التقليل من تدفق المهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون إلى جنوب أوروبا عبر بلدي”.

وختم باشاغا كلمته موضحًا “والعمل مع الحلفاء لتكون ليبيا بمثابة الحصن الإقليمي ضد الإرهاب، والأهم من ذلك هو إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية الموجودة في بلدي بطريقة غير قانونية، وهذا مطلب الشعب الليبي”، مردفًا “أتطلع لمناقشة كلّ هذه المسائل معكم اليوم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى