شلقم: الحرب في أوروبا هزت الرؤوس والبطون من هولها

قال عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية الأسبق، إنه لا تلوح حتى اليوم خيارات سياسية لوقف القتال بين روسيا وأوكرانيا وفتح أبواب تسوية سلمية، و كل طرف رفع سقف أهدافه، كما أن روسيا لن تتراجع عن ضم إقليم دونباس الأوكراني، ولا تقبل الحديث عن شبه جزيرة القرم التي ضمتها سنة 2014، مع التمسك برفضها انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، ومما يزيد من صلابة السقف الروسي المرتفع، ارتباطه بشخص الزعيم القومي الروسي فلاديمير بوتين.
أضاف شلقم في مقال بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية قائلًا أن “معركة روسيا في أوكرانيا، لها رؤوس ثلاثة. الأول على أرض أوكرانيا، والثاني مع أوروبا، والثالث مع الولايات المتحدة الأميركية. النصر في الحالة الأولى صار شبه مؤكد، وقد اعترف الرئيس الأوكراني زيلينسكي بالوهن العسكري الذي تعانيه قواته. أما أوروبا فقد بدأ موقفها يتشقق. ألمانيا وإيطاليا وفرنسا، تركض نحو حل سياسي على قاعدة لا غالب ولا مغلوب. لكن روسيا تصرّ على المعادلة الصفرية، أي غالب ومغلوب. أما الولايات المتحدة الأميركية، فترى أنها حققت أكثر من فائدة في هذه الحرب، وهي إعادة تماسك حلف الناتو، وزيادة محاصرة روسيا بانضمام فنلندا والسويد للحلف. لا يبدو أن هناك حلاً سياسياً يوقف الحرب. لكن يبقى السؤال وهو، إذا وقفت حرب السلاح بعد أيام أو أشهر، فهل سيجري ردم نفق الجمر بين روسيا والغرب، أم ستندفع منه براكين عنيفة رهيبة طويلة الأمد؟” وفق قوله.
ولفت إلى أن “الحرب الأوروبية التي هزّت رؤوس الناس وبطونهم، وأطلقت عواصف الترقب، بل الخوف من حدوث بركان لا يمكن التكهن بمدى عنفه. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يمضي في مشروعه الحربي ولا يلوي على شيء. تداخلت صور القتلى والجرحى والأسرى والنازحين واللاجئين، مع المباني والطرق المدمرة. دخلت الحرب بيوت الناس في كل قارات العالم، عبر صور تجسد حجم الهول التراجيدي لهذه الحرب، التي أصبحت فيها الصور التلفزيونية، جنوداً وآلات مضافة إلى القوات المقاتلة” وفق تعبيره.