الصلابي: “الصادق الغرياني” وطني غيور وثائر جسور ومقاوم للاستبداد

استعرض مروان الدرقاش، الناشط المقرب من المفتي المعزول الصادق الغرياني، مقالًا كتبه علي الصلابي، القيادي الليبي بتنظيم الإخوان المسلمين، حول الغرياني، الذي وصفه بـ “الوطني الغيور والثائر الجسور” على حد زعمه.
وجاء في نص مقال الصلابي؛ أن الصادق الغرياني “عالم رباني, ووطني غيور وثائر جسور، الشيخ الصادق الغرياني عرفته لما كنت طالباً بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل السلام وأزكى الصلوات. كان يأتي برفقة من إخوانه في الله كل عام في رمضان, أذكر منهم عبد الرزاق بو حجر, عبد الرزاق مسلم, و غيرهم”.
وتابع؛ “ونحن طلبة العلم كنا نجالسه ونتحدث معه في الحرم المكي ونسأله ويحثنا على إكمال العلم و يقول لنا بلادكم في أشد الحاجة إليكم, وكان يفتي بوجوب رجوع طلبة العلم والدكاترة إلى ليبيا لخدمة الشعب و الوطن”. على حد قوله.
وأردف الصلابي؛ “كان في وسط الظلام الدامس في عهد فصل الدين عن الدولة وعن الحياة وفي عهد الاستبداد والدكتاتورية, شمعة وسط الظلام وبحيرة عذبة في وسط صحراء قاحلة”. بحسب تعبيره.
وأكمل؛ “حاربته الأجهزة الأمنية و منعته من التدريس في المساجد ومن وسائل الإعلام، واستمر في صموده وصبره في التدريس في الجامعة وانكب على التأليف، وألف في عدة فنون من العلم، واشتهر بخدمته للمذهب المالكي ورفع الله ذكره في الآفاق بين علماء المغرب والجزائر ومصر والجزيرة و علماء الأمة”. بحسب كلامه.
وزعم الصلابي؛ أن “قومه وشعبه لا يعرفه منهم إلا طلاب العلم لأن المجتمع الجماهيري (لا يعرف الرموز ) ” .
وواصل الصلابي وصلة المدح والثناء على المفتي المعزول، قائلًا: “وفجأة خرج في الفضائية الليبية لأسباب ساقها الله ليس محل تفصيلها هنا، ورأى الناس فيه نور الإيمان، وهيبة العالم ورصانة الفقيه وخشية الله في تبليغ رسالته”. على حد قوله.
وأكمل؛ “واستمر هذا البرنامج , ثم تدخلت الأيدي الآثمة و منعت الشيخ من العطاء و أصبح الشيخ مرجعية للفتوى في ليبيا بدون دار للإفتاء وإنما قبولاً عظيماً وضعه الله في نفوس الليبين”. بحسب ادعائه.
وقال الصلابي؛ “ومن الإفك المبين والإختلاق العظيم و اتهام الناس بالباطل، محاولة ربطه بالنظام السابق، بل كان من أشد المعارضين له بفعله وسلوكه و لم يكن يوماً من الأيام قريباً من السلطة لا في الأوقاف و لاجمعية الدعوة و لا ليبيا الغد و إنما كنت استشيره في أمر الحوار مع الجماعات الإسلامية داخل السجون، والسعي لتمكين علماء و طلاب العلم في ليبيا للقيام بواجبهم و مساعدة الأسر الليبية المشردة للرجوع إلى بلادهم و زيارة العلماء لليبيا”. على حد قوله.
وواصل؛ “واستفدت من نصائحه وإرشاداته وكتبه في إنجاح مشروع الحوار لكي يخرج أبناء الليبيين من سجن أبو سليم في ذلك الظرف العصيب، ولم يكن يوماً من الأيام مقتنعاً بأن النظام السابق سيأتي منهم خير أو إصلاح و لكن مع هذا، كان يثمن الخطوات في رفع الظلم عن السجناء و عن الناس ما استطعنا إلى ذلك سبيلا”. على حد تعبيره.
وأضاف الصلابي، في مقاله؛ أن الغرياني؛ “كان ما قبل ثورة 17 فبراير بدون منازع كبير علماء ليبيا و لازال”، مردفا “ولو كان سعودياً لكان من طلائع علماء الجزيرة بأسرها و أخذ وضعه الطبيعي بين نجوم و كواكب علمائها. على حد زعمه.
وواصل مزاعمه موضحًا؛ “ولو كان مصرياَ , لأصبح من كبار علمائها ولٌشدت إليه الرحال لطلب العلم على يديه في جامعاتها العريقة والأزهر الشريف”. مضيفًا “و هو كذلك لقطاع كبير من الليبيين، الذين عرفوا علمه وفضله وعلمه ووطنيته وجهاده ونضاله ووقوفه مع الحق ضد الباطل و مساندة الخير ومحاربة الشر ودلالته للناس على الهدى وكشفه لسبل الضلال”. بحسب كلامه.
وزعم الصلابي أن المفتي المعزول “ستبقى أعماله في خدمة العلم ومقاومة الاستبداد وفعل الخير في ميزان حسناته بإذن الله تعالى. و ستبقى أعماله و آثاره العلمية و الفقهية منارة هدى ودلالة لفهم فقه الإسلام للأجيال القادمة فيستفيد من علمه بإذن الله”. بحسب قوله.
وزعم أن “تاريخ ليبيا الحديث قد سجل أن أحد علمائها الكبار و هو الشيخ الصادق الغرياني أفتى بفتوى من الفتاوى الخالدة في هذا البلد انتصر فيها للحق ضد الباطل والعدل ضد الظلم وانحاز للشعب المظلوم لما كان النظام الاستبدادي يزهق النفوس البريئة و يسفك الدماء بغير حق في بنغازي و البيضاء و في شرق ليبيا و أن تلك الفتوى أخرجت مئات الألوف من الشعب الليبي في العاصمة الحبيبة طرابلس ومدن الغرب فزلزلت أركان النظام الديكتاتوري و رفعت معنويات الشعب و ثواره في شرق البلاد و غربها و جنوبها و شمالها”. بحسب ادعائه.
وأردف الصلابي “لم تكن تلك الفتوى من فنادق الخليج و لا قصور أوروبا و لامن خلف البحار والمحيطات، إنما كانت في وسط العاصمة والنظام في أشد طغيانه”. بحسب كلامه.
وتابع؛ “إن الشيخ الصادق غير معصوم وهو بشر يخطئ و يصيب و كلنا كذلك، وقد اختلفت معه في مسائل إجتهادية في الشأن العام وهو طبيعي في حراك الشعوب والمجتمعات ولكني أشهد لله ثم للتاريخ أنه قمة عالية في العطاء و جبل راسخ في علوم الشريعة و خدم المذهب المالكي خدمة قل نظيرها في العصر الحديث و موسوعته ذات الأربعة مجلدات التي انتشرت في المشارق و المغارب و شهد لها العلماء بالرصانة و رسوخ العلم وجودة التأليف, لا يستغني عنها طالب علم في الفقه المالكي أو الفقه المقارن”. على حد قوله.
وختم موضحًا :إنه بذل الكثير لهذا الوطن, و لا يزايد عليه أحد في وطنيته وغيرته على هذه البلاد وسيادتها”، مردفًا “إنه ثائر حقيقي لا يرضى إلا بنجاح الثورة في تحقيق أهدافها”. على حد زعمه