بلحاج: قدمتُ تضحيات وتنازلات من أجل استقرار ليبيا

امتدح عبد الحكيم بلحاج، زعيم الجماعة الليبية المقاتلة، نفسه، زاعمًا أنه قدم تضحيات وتنازلات من أجل استقرار ليبيا وتحقيق السلام المنشود بها.
وقال بلحاج، في مقال نشره عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” عنونه بـ”ماذا بعد 20 أغسطس 2011.. وأين طرابلس اليوم؟”، إن أبناء طرابلس ومنْ ينتمي لمناطق ومدن أخرى كانوا يشكلون عماد وأساس النظام السابق ورجالات فبراير من مختلف مدن ليبيا، يشهدون أن عبد الحكيم بلحاج كان في مقدمة جهود قيادات مساعي الصلح ورد المظالم.
وأضاف بلحاج:” تنازلت عن منصبي العسكري سنة 2011 التزاماً بأحقية الدولة في احتكار السلاح وسيادة القانون”.
وتابع:” عام 2011 وبمثل هذه الأيام، دخل ثوار ليبيا لطرابلس، وشهدت العاصمة لسنوات تالية مراحل مختلفة للحظة التغيير التاريخي الذي شهدته ليبيا بسبب ثورة 17 فبراير بعد عقود من حكم العقيد معمر القذافي الذي أخفق في تأمين انتقال سلس للسلطة بالبلاد، ولا تزال معضلة ليبيا حتى اليوم عملية الانتقال السلمي للسلطة”، على حد تعبيره.
ولفت إلى أن الدماء التي دفعها الليبيون من أجل التغيير لم تتوقف، وأصبحت تهدر من أجل السلطة أو الحفاظ عليها، وأصبحت فاتورة التغيير ظالمة لحقوق الليبيين في الحرية والحياة الكريمة والكرامة الوطنية ودولة المؤسسات العادلة، فالمسؤولية تقع على من ضيع تضحيات شباب ليبيا في مقابل التمسك بالسلطة أو السعي لها عبر آلاف المبتورين والأرامل من نساء ليبيا الماجدات بدلاً عن بناء دولة حرة تضمن المساواة بين مواطنيها وتتجاوز كل الأحقاد والنعرات” وفقا لقوله.
وزعم أن استذكار تضحيات شباب ليبيا سنة 2011 تستوجب التحذير من مغبة محاولات إدخال طرابلس في دوامة عنف من أجل السلطة والنفوذ، والتضحية الواجبة اليوم هي ألا يُسمح لأحد بأن يحول طرابلس إلى ساحة للصراع وتدمير مؤسساتها، فمثلما كان الدفاع عن طرابلس من عدوان أبريل 2019 يجب أن يكون الدفاع عنها اليوم من عدوان الطامعين والرافضين للانتخابات بشتى الطرق السلمية ووحدة كافة الأطراف التي ترفض هدر تضحيات إخوانهم من أجل ليبيا حرة ومستقلة”.
وادعى بلحاج، أن طرابلس اليوم قادرة على احتواء الجميع ولا يليق بها أن تكون أرض حرب بل أرض سلام وأن تكون مثالاً على قدرة الليبيين على احتواء خلافاتهم، متابعا:” إن مؤسسات الدولة في العاصمة هي مؤسسات كل الليبيين ولا يصح أن تختطف لصالح تيار أو جماعة أو أن تكون أدوات في يد المفسدين وتقصي ليبيين فقط لأنهم يرفضون الوضع القائم أو يطمحون لتغييره”.
وأشار إلى أن الشجاع اليوم هو من يقول أنه أخطأ، والأكثر شجاعة هو من يتنازل عن مظلمته في مقابل إعادة الحقوق وجبر الضرر منذ اليوم الأول لتأسيس ليبيا الحديثة حتى يومنا هذا، إن اتفقنا أننا ضيعنا فرص متعددة لعقود مضت لإصلاح البلاد فالأجدى من أجل مستقبل أولادنا أن نبدأ مرحلة جديدة نحكم فيها شرع الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلوات والتسليم في تطبيق أوامره بالعدل والصلح والترابط والتماسك كالبنيان المرصوص” على تعبيره.
واستطرد:” من المعلوم أن قادة الأطراف الليبية بمختلف انتماءاتهم السياسية في مراحل ما بعد التغيير الواسع الذي صاحب انتفاضة فبراير 2011 قد تقاربوا وتقابلوا وتعاونوا وتحالفوا ولا استثني أحد، من أجل السلطة والمال والنفوذ”.
وقال بلحاج، إن السياسة ومصالحها تحولت لأداة لتحقيق المصالح الشخصية، فمن كان منكم ليبي المنشأ والانتماء، فعليه أن يغلب مصالح الفقراء وضحايا الحروب فوق مصالحه ومصالح حزبه أو مدينته وأفكاره، فلم يعد يمكن لأحد أن يخدع الليبيين، فنحن نرى من ينتمي لفبراير وقد تحالف مع من ينتمي لسبتمبر ويحرس مصالحه”، على حد زعمه.
وتابع:” رأينا من انتمى لفبراير وقد انتمى لمشروع الكرامة، وبين هذا وذاك كشف الواقع السياسي الليبي أن المصلحة والسعي للحكم هو ما يحرك أغلب الأطراف، إلا من ابتغى إنقاذ هذا الوطن الجريح وانتهج سبيل الإصلاح والوحدة والسلام”، بحسب قوله.
وادعى أن طرابلس 2022 ليست أفضل حالاً من طرابلس 2011 والتي لم تكن وقتها أصلاً قد حققت وعودها في إحياء ليبيا من جديد والصلح بين أهلها ورد كل المظالم لأصحابها، ولكن الفرصة أمامنا لعقد اجتماعي جديد لا يستثني أحد، لا يقصي طرف ولا يعتدي فيه صاحب سلطة وقوة على أحد”.
وزعم بلحاج، أن الانتخابات هي الحل، والصندوق هو الفيصل بين الليبيين، نخفق مرة واثنين وأكثر وفي النهاية التغيير السلمي هو السبيل لمنع الاقتتال، فالحرب خاضها الليبيين ولم يمنعها الأجنبي، والسلام يحققه الليبيين ولن يمنعه الأجنبي”.