مرتزق سوري: كنا نبيع الذخيرة والأسلحة لدفع ثمن طعامنا في ليبيا
أكد أحد المرتزقة السوريين، الذين أرسلتهم تركيا للقتال في ليبيا، أنهم حين وصلوا لليبيا ورأوا الأوضاع هناك، رفض بعضهم القتال وحاولوا العودة، إلا أن قادتهم أخبروهم أن القدوم إلى ليبيا من اختيارهم، ولكن الخروج منها ليس كذلك، مشيرا إلى أنهم باعوا ذخيرتهم وأسلحتهم لدفع ثمن الطعام.
وقال المرتزق الذي قدمته مجلة «ذا ناشيونال إنتريست» الأمريكية، ضمن تحقيق لها، رصدته وترجمته «الساعة 24»، باسم أحمد حفاظا على هويته: “سبق أن قاتلت في سوريا مع ميليشيا الحمزات -التي كانت واحدة من ثماني جماعات مسلحة مدعومة من تركيا تعاقدت على إرسال مرتزقة إلى ليبيا-، وفي أوائل عام 2020 كنت على متن طائرة متوجهة إلى العاصمة الليبية، وفي سوريا نادرًا ما يُجبر المقاتلون على القتال. حيث إن في السياق السوري، إذا أصبحت الظروف في المناوشات غير مواتية، فإن الكثيرين يتراجعون ويقاتلون لاحقًا”.
وأضاف “عند وصولي إلى ليبيا، اكتشفت أن الأمر لم يعد كذلك. عندما رأيت خط المواجهة في جنوب طرابلس، طلبت العودة إلى دياري، لكن قائدي رد: «المجيء إلى ليبيا كان اختيارك، والعودة ليست كذلك»، وانتقلت جنبا إلى جنب مع زملائي المجندين، على مضض إلى فيلا فارغة بالقرب من خط المواجهة. وأول دفعة من راتبي كانت ستكون في غضون ثلاثة أشهر عند عودتي إلى سوريا. وبدأ اليأس يتملكني. ومع ذلك، لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى فهمت كيف كانت تسير الأمور”.
وتابع “قدمنا صاحب متجر إلى السوق السوداء، حيث كان يمكننا بيع الذخيرة وأسلحتنا لدفع ثمن البقالة، وبعد شهرين، عدت إلى سوريا مصابًا بحوض ممزق، وتلقيت ربع المبلغ المستحق البالغ 10 آلاف دولار، وعندما اشتكيت، قالوا «هذا ما لدينا من أجلك. إذا لم يعجبك، يمكنك تقديم شكوى»”.